فلسطين أون لاين

تقرير الرباط في "الأقصى".. سلاح المقدسيين لإفشال مخططات الاحتلال

...
حاج فلسطيني مرابطا في ساحات المسجد الأقصى (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

تداوم الستينية عزيزة مشاهرة منذ 45 عامًا على الرباط في القدس والمسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين المستمرة ومنعهم من الاستفراد به وأداء طقوسهم التلمودية.

ولم تستسلم مشاهرة لإبعادها عن القدس والأقصى وسحب هويتها الشخصية، فبمجرد انتهاء الإبعاد تعود إلى المكان مجددًا للحفاظ عليه وعدم تركه لقمة سائغة بين أنياب الاحتلال ومستوطنيه.

ومع صباح كل يوم تقطع المسنة مشاهرة مسافة تقدر بنحو كيلو متر، من منزلها في جبل المكبر جنوب شرق المسجد الأقصى وصولًا إلى الباحات المقدسة.

ولفتت إلى مواصلة قوات الاحتلال جرائمها بحقّ الوافدين إلى المسجد الأقصى كسحب هوياتهم، وإبعادهم عن المكان، أو اعتقالهم، والاعتداء عليهم أو فرض غرامات مالية عليهم.

وتُصرُّ مشاهرة الأم لخمسة أبناء؛ منهم أسرى في سجون الاحتلال، على الوصول إلى الأقصى والرباط فيه إلى جانب المقدسيين، والتصدي للمخططات الإسرائيلية لفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه.

وحثّت أهالي الضفة الغربية والداخل المحتل على الوصول إلى القدس والرباط في باحات المسجد الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال العنصرية؛ محاولات هدمه وإقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.

صراع مرير

وبيّنت المرابطة المقدسية زينة عمرو أنّ المقدسيين يواجهون صراعًا مريرًا مع الاحتلال الذي يمارس معركة شرسة لإفراغ الأقصى من الموجودين فيه لتهيئة الأجواء للمتطرفين الصهاينة لاقتحامه وأداء طقوسهم التلمودية في باحاته.

وأضافت الستينية عمرو في حديث لصحيفة "فلسطين" أنّ الاحتلال يحارب المقدسيين ويعمل على حرمانهم من الوصول إلى القدس والأقصى، لافتة إلى أنّ الرباط فيه يقتصر على كبار السن بسبب إجراءاته الرامية لإفراغ المكان.

ووجّهت المرابطة عمرو، التي تقيم في حي العباسية ببلدة سلوان، رسالة للكل الفلسطيني بالعمل على الرباط الدائم في القدس والأقصى، في ظل محاولات الاحتلال ومستوطنيه اقتحامه وإفراغه من أهله.

ونبّهت إلى أنّ الاحتلال يحاول تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين واستبدال مستوطنين بهم، إلى جانب منعهم من الوصول للقدس، عن طريق سياسات الإبعاد التي يُنفّذها بحقّ المرابطين والمرابطات والنشطاء وحراسه، وتعزيز وجوده من خلال السماح للمستوطنين باقتحامه وإقامة طقوسهم التلمودية.

ونبّهت إلى أنّ الرباط في الأقصى "لا يرقى مع حجم الجرائم والاقتحامات اليومية التي يُنفّذها المستوطنون في باحاته يوميًّا".

مخططات عنصرية

وأفادت المرابطة سحر النتشة بأنّ الاحتلال يستغل فترة الاقتحامات في الأعياد اليهودية وفي الفترة الصباحية وما بعد صلاة الظهر، وهو الوقت الذي يكون فيه المقدسيون في أماكن أعمالهم.

وأرجعت النتشة في حديث لـ"فلسطين" اقتصار الرباط هذه الأيام على كبار السن إلى سياسة الاحتلال احتجاز الهويات والاعتقالات والإبعاد عن المدينة المقدسة، مشددة على ضرورة الرباط في المسجد الأقصى فترة الاقتحامات، إذ نجح المرابطون والمرابطات في السنوات الأخيرة في الحفاظ على هوية المسجد، وأعاقوا مخططات التهويد التي تستهدفه.

وأوضحت أنّ القرارات التي تستهدف المرابطين والمرابطات تهدف بالدرجة الأولى إلى إبعادهم عن الأقصى والبلدة القديمة بعد نجاحهم في إفشال مخططات الاحتلال العنصرية، مردفة أنّ هذا خير دليل على فاعلية وجودهم في الأقصى.

وذكرت أنّ عشرات المنظمات اليهودية تعمل ليل نهار لتهويد الأقصى، مؤكدة أنّ سياسات الاحتلال لن تنجح في إبعاد المقدسيين والمسلمين عن قبلتهم الأولى.

وأردفت: "نحن مقبلون على مرحلة خطيرة جدًّا وهي الأصعب على القدس والأقصى في ظل الاقتحامات المستمرة والحفريات أسفل أساساته".