أكد مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الغربية المحتلة، مراد شتيوي، أن الاحتلال الإسرائيلي يسابق الزمن في تكثيف وتيرة الاستيطان والاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية لفرض وقائع جديدة على الأرض.
وأوضح شتيوي لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يسعى للتوسع الاستعماري في بلدة "جيوس" بمحافظة قلقيلية لتوسعة مستعمرة "تسوفيم" المقامة على الأراضي الفلسطينية، وربطها بالمستوطنات المجاورة ومدها بالخدمات المتمثلة بالكهرباء والمياه والبنى التحتية وشق الطرق.
والثلاثاء الماضي كشف معهد الأبحاث التطبيقية في القدس "أريج"، عن تصديق سلطات الاحتلال على مخطط استيطاني يقضي بالاستيلاء على 60.06 دونمًا من أراضي بلدة جيوس، من أجل إقامة حي استيطاني جديد يتبع لمستوطنة "تسوفيم" الجاثمة بشكل غير قانوني على أراضي البلدة.
وأوضح شتيوي أن ما يجري استغلال للفرص في ظل الوضع السياسي الراهن وتواطؤ الإدارة الأمريكية مع الاحتلال الإسرائيلي، من أجل تنفيذ مزيد من المخططات الاستيطانية وضم الأراضي والتوسع العنصري على حساب الفلسطينيين.
وذكّر بأهمية أراضي بلدة "جيوس" من الناحية الجغرافية وموقعها الاستراتيجي للفلسطينيين، فأراضيها خصبة وبها حوض كبير من المياه الطبيعية وتشتهر بأشجار الزيتون الكثيفة.
وأشار إلى وجود توسع استعماري كبير منذ فترة في "جيوس" بشكل غير معلن للسيطرة على المزيد من أراضيها وتهجير سكانها.
ودعا مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة الشعب الفلسطيني لتوحيد الجهود الميدانية للمقاومة الشعبية، والانتقال من ردة الفعل لصناعة الفعل، من خلال هبة جماهيرية كبيرة في كل الأراضي الفلسطينية.
وأكد شتيوي أن ما يجري على الأرض وزيادة وتيرة الاستيطان والسيطرة على المزيد من الأراضي هو نتاج طبيعي للتطبيع العربي المتسارع مع الاحتلال.
وبين أن ما يجري هو تطبيق عملي لـ"صفقة القرن" التصفوية الأمريكية على الأرض، ويوجه رسالة للفلسطينيين، أنه لن تكون لكم دولة، ولا سيما بعد فشل مشروع التسوية وما يسمى "حل الدولتين".
وأضاف: "عدم مواجهة المخططات الاستيطانية سيسمح للاحتلال والمنظمات الاستيطانية بالمضي في سياسة ضم أراضي الضفة الغربية، واستكمال خنق وسط الضفة الغربية، من خلال حلقة استيطانية محكمة تعزلها عن القدس وعن شمال وشرق وجنوب الضفة".
ودعا شتيوي الجهات الرسمية لدعم الفلاح الفلسطيني من خلال توفير الحماية للوصول لأرضه، والتصدي للهجمة المسعورة التي يشنها بحقه الاحتلال ومستوطنوه، والضغط على الحكومات الأوروبية والعربية من أجل رفض قرارات الاحتلال بحق الفلسطينيين.