فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

إحياء إسرائيلي لذكرى حرب لبنان الثانية وسط توتر متصاعد

ما زال التوتر اللبناني الإسرائيلي متصاعدًا، لا سيما عقب إرسال حزب الله طائراته باتجاه حقل استخراج الغاز، في ضوء التقديرات الإسرائيلية بأن لديه القدرة على استخدام قوة نيران أكبر بكثير إذا أراد الهجوم حقًّا، ما يجعله قادرًا على تهديد "الأصول" الاقتصادية للاحتلال، بصورة أوسع بكثير مما حصل في محاولته الأخيرة. 

فتح اعتراض الاحتلال الطائرات دون طيار على منصة الغاز "كاريش" وسط البحر، على بعد 100 كيلومتر قبالة سواحل فلسطين المحتلة؛ الخطاب الإعلامي والعسكري والأمني داخل الاحتلال ​​فيما يتعلق بالتهديد والاستجابة وتوقيت العمليات، صحيح أنه يدرك حجم التهديد الذي يشكله الحزب، لكن إرسال الطائرات رفع "سكره زيادة"!

هذا الحادث كشف عن مواصلة الحزب بناء قوته، ما يجعل الإسرائيليين في حالة من عدم المفاجأة، على اعتبار أن قدراته في مجال التهديدات شديدة الانحدار، من الصواريخ قصيرة المدى، إلى صواريخ أرض - أرض بعيدة المدى، وعدد آخر من التهديدات الدقيقة.

تضاف القدرات الجوية للحزب إلى مجموعة متنوعة من المركبات الجوية غير المأهولة، وتشغيل المسيّرات قرب السياج، وتهديد صواريخ كروز على الساحل، وهجومه على سفينة حربية خلال حرب لبنان الثانية 2006، وكل ذلك يشكل "الأصول" البرية والبحرية للاحتلال، لا سيما أن الحزب خلال السنوات التي أعقبت تلك الحرب انخرط في مراكمة قدراته العسكرية، وصقلها، وزيادتها.

يشير حادث المسيّرات الأخيرة أننا أمام سباق تسلح بين الاحتلال وإيران وحزب الله، إذ يتمتع الأخير بدعم إيراني كامل مالي وتكنولوجي، ما يزيد من قدرات استعداده للتحديات القادمة، رغم ما يفرضه الاحتلال من حظر تام على تخفيف قدراته، لكن التهديدات الصاخبة التي يطلقها ضباطه في الأيام الأخيرة قد لا تكون في محلها.

تكشف المعطيات الإسرائيلية عن حجم التهديدات التي يشكلها الحزب، مع تنامي قدراته على تفعيلها، حتى وصلت إلى المياه الاقتصادية، وتضع علامات استفهام حول قدرة الاحتلال على حمايتها، ما يزيد الافتراض بأنه سيكون في أي وقت أمام هجوم أو أكثر على "أصوله" البحرية، دون إشعار مسبق.

أيضًا الوسائل الدفاعية البحرية قد لا تصمد كثيرًا أمام تهديدات الحزب، الذي يحوز القدرة على اكتشاف الأهداف الجوية التي تحلق على ارتفاع منخفض، وتحديد موقع قدرة الاعتراض، ما قد يستدعي من الاحتلال الاستعداد لسيناريوهات أكثر تحديًا، بناءً على قدرات الحزب، أو إيران التي يمكنها الوصول بسهولة للشواطئ اللبنانية. 

لا يخفي الإسرائيليون أن تهديدات الحزب باتت تتمثل في إطلاق صواريخ شاطئية، وأخرى أكثر تقدمًا على منصة "كاريش"، أو تهديد غربي قادم من سفينة معادية في وسط البحر باتجاه إحدى الحفارات، في ضوء مساعي الحزب لتوسيع نطاق عمله، وتحصيل شرعية أكبر لهجماته في الذكرى السادسة عشرة لحرب لبنان الثانية.