بينما تفتقد عائلة النمروطي نجلها ياسر الذي استشهد بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل 30 عامًا من الآن، تبدو فخورة به إلى أبعد الحدود لاسيما أنه تقلد منصب أول قائد عام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

ويصادف، اليوم الجمعة، الذكرى الثلاثين لاستشهاد النمروطي بنيران الاحتلال في غزة إبَّان احتلال (إسرائيل) القطاع الساحلي.

والشهيد النمروطي ولد بتاريخ 28 سبتمبر/ أيلول 1964 في محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ولقد نشأ وترعرع في المخيم بين اللاجئين، وقضى طفولة صعبة وظروف اجتماعية واقتصادية صعبة بسبب انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يحتل قطاع غزة ويقيم فيه المستوطنات والمواقع العسكرية لجيشه.

وينحدر الشهيد من قرية "ياصور" في الداخل الفلسطيني المحتل، كما يوضح لصحيفة فلسطين شقيقه سعيد النمروطي.

والتحق في بداية مراحله التعليمية في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وقضى المرحلتين الابتدائية والإعدادية قبل أن ينتقل إلى مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ومن ثم إلى مركز التدريب المهني التابع لوكالة الغوث.

وللشهيد النمروطي 8 أشقاء وشقيقتيْن اثنتيْن، وهو يتوسطهما وكان محبوب لديهم جميعًا، وعرف عنه كرمه وشهامته منذ صغره وأخلاقه الحميدة، والتزامه الديني الكامل.

وكان يعمل في الجامعة الإسلامية، ومتزوج ولديه طفليْن، وتميز بقوته البدنية والجسمانية، ويهتم بالتدريب وتمارين اللياقة البدنية وأتقن الرياضات القتالية وخاصة "الكاراتيه".

وقال شقيق الشهيد النمروطي: منذ فترة مبكرة في حياته انتظم ياسر في المشاركة بالمواجهات مع قوات الاحتلال وإلقاء الحجارة على جنوده، حتى اعتقلته قوات الاحتلال 4 مرات في الفترة الواقعة بين 1983 حتى بداية انتفاضة الحجارة 1987، حيث قضى في السجون أكثر من سنتيْن متقطعات.

وما إن أفرج عنه من سجون الاحتلال التي كانت مقامة بغزة، حتى أصبح مطاردًا وأحد أبرز المطلوبين لجيش الاحتلال.

وقال شقيقه، إن العائلة لم تكن تعلم على الإطلاق أي شيء عن ياسر وعمله الجهادي ضد جيش الاحتلال، حتى أن توليه منصب القائد العام لكتائب القسام لم نكن نعلم.

ولقد تمكن جيش الاحتلال من اغتيال النمروطي بعد حصاره في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، بعد اشتباك مسلح استمر طويلاً.

وقال: أن اغتيال النمروطي حصل خلال عملية كبيرة لجيش الاحتلال شاركت فيها عشرات الآليات والجيبات العسكرية والمئات من جنود الاحتلال الذين فرضوا حظرًا للتجوال في حي الزيتون، وأخرجوا الأهالي من منازلهم، وجمعوهم في المدارس، وفتشوا جميع المنازل.

ويعتقد د. سعيد النمروطي أن عملية الاغتيال تمت من مسافة صفر، حيث أن عشرات وربما مئات الرصاصات غطت جميع أنحاء جسده من أصابع قدمه حتى رأسه.

وقال: كان الشهيد ياسر يشكل نموذجًا يحتذى به، وجمع بين حب الجهاد في سبيل الله والإيمان العميق، والقوة البدنية، والعلاقة مع أشقائه وجيرانه وأقاربه.

وقال شقيق الشهيد النمروطي، إننا بعد هذه السنوات الطويلة من استشهاد ياسر نفخر به وبعمله الوطني وجهاده ضد جيش الاحتلال، واهتمامه الكبير في تأسيس جناح مسلح وتولي قيادته؛ في إشارة إلى كتائب القسام التي تطورت تشكيلاتها العسكرية إلى أن أصبحت قادرة على ضرب "تل أبيب"، ومدن الداخل الفلسطيني المحتل، وتكرر ذلك خلال أكثر من معركة مع جيش الاحتلال؛ لا سيما خلال سيف القدس، مايو/ أيار 2021.