فلسطين أون لاين

استكمالًا لـ"صفقة القرن"

تقرير زيارة "بايدن".. محاولة أمريكية جديدة لتصفية القضية الفلسطينية

...
وكالات
بيروت–غزة/ يحيى اليعقوبي:

تستهدف جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط التي بدأت محطتها الأولى في الأراضي المحتلة سنة 1948، تصفية القضية الفلسطينية في محاولة لاستكمال ما عجز عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ولكن هذه المرة عبر "البوابة الأمنية" بإقامة حزام أمني حول الاحتلال لحرف بوصلة الصراع وخلق عدوٍّ وهمي، وِفق مراقبين.

أجندة بايدن حدّدها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، بأنّ "أولويات زيارة الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط تتركّز في تثبيت الهدنة باليمن واندماج (إسرائيل) بشكل كامل في المنطقة، والعمل على إحراز تقدم في العلاقات الطبيعية بين (إسرائيل) والسعودية".

لكنّ المفكر اللبناني د. معن بشور، يقرأ زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لدولة الاحتلال في إطار سلسلة من الزيارات والمشاريع والمخططات التي عرفتها القضية الفلسطينية منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم.

تصفية القضية الفلسطينية

يرى بشور في حديث مع صحيفة "فلسطين"، أنّ الزيارة محاولة بالأساس لدعم الاحتلال الإسرائيلي بالمزيد من التطبيع مع بعض الدول العربية وإقامة حلف عسكري أو سياسي يكون الاحتلال في قلبه، ويسعى لتغيير اتجاه الصراع، من الصراع مع العدو الحقيقي (الاحتلال الإسرائيلي) لصراع مع أشقاء وأعداء وهميين، وهي تأتي في إطار الحرب المستمرة لتصفية قضية فلسطين.

لا أحد يستطيع، كما يؤكد بشور، تهميش القضية الفلسطينية فهي قضية حق، وشعبها يناضل منذ قرن من أجل استقلاله وتحرير أرضه، فتبقى عصية على التهميش، وفي "كل مرة ظنوا أنهم نجحوا في تهميشها كانوا يُصابون بالخيبة".

وأضاف: "هذا كان شعورهم يوم حرب حزيران عام 1967، عندما لحقت الهزيمة بالعرب، ويوم غزو لبنان عام 1982 وضرب المقاومة الفلسطينية، وكان شعورهم أيضًا يوم توقيع اتفاق أوسلو عام 1993".

ولفت بشور إلى أنّ الشعب الفلسطيني وبعد كل هذه الضربات كان ينتفض في ثورات وهبّات شعبية تؤكد للمحتل أنّ الصراع معه صراع وجود لا حدود، ومسعى بايدن كمسعى من سبقه خصوصًا صاحب صفقة القرن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي سقط كما سقطت صفقته.

ويرى بشور أنّ بايدن يحاول استكمال ما عجز عن تحقيقه غيره، ويُعزّز من وضعه المأزوم، حتى لو حقّق بعض النتائج مع بعض الحكام لكن على المستوى الشعبي العربي والفلسطيني لن يُحقّق أمرًا يُذكر، مؤكدًا أنّ أزمة الاحتلال الداخلية سياسيًّا وأمنيًّا في الاحتلال وفي أمريكا، تدفعان باتجاه تحقيق مكاسب وهمية من أجل دعم الاحتلال الذي يعيش عصر أفوله.

البوابة الأمنية

فيما يعتقد مدير مركز يبوس للدراسات سليمان بشارات أنّ زيارة بايدن تأتي ضمن عدد من المُنطلقات، أهمها إعادة القوة والحضور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط عقب حالة الإرباك في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتزامن الحرب الروسية الأوكرانية التي من شأنها إعادة تموضع المحاور الإقليمية والدولية وما قد يترتب عليها مستقبلًا.

كما تأتي هذه الزيارة تلبيةً للحاجة الأمريكية لتأمين مستقبل الطاقة لها من منطقة الشرق الأوسط المتمثّلة في النفط والغاز، لأنّ الصراع المستقبلي سيرتكز على هذا المحور، ومن يمتلك السيطرة عليهما يمكنه أن يكون مؤثّرًا على الواقع السياسي. وفق ما تحدّث به بشارات لصحيفة "فلسطين".

وأضاف: "الأهم من بين ما سبق هو سعي بايدن لإدماج (إسرائيل) أكثر في منطقة الشرق الأوسط من بوابة تطبيع العلاقات مع الدول العربية من جانب، ومن جانب ثانٍ تأمين تحالف أمني يُحافظ على المصالح الأمريكية في المنطقة".

ولا شك أنّ استحضار ما يسمى "الخطر الإيراني" المزعوم بقوة في جميع التصريحات الإسرائيلية والأمريكية جعل من دول الخليج العربي بشكل خاص تسعى إلى إبرام ما يمكن تسميته باتفاقيات أمنية حماية لنفسها، على الرغم من أنّ هذا الاستحضار هو سعي "إسرائيلي أمريكي" لمزيد من السيطرة من جانب، ومن جانب آخر إدماج الاحتلال بشكل أكبر ومقبول في منطقة الشرق الأوسط من البوابة الأمنية. بحسب بشارات.

وقال: إنّ "الإدارة الأمريكية الحالية على ذات خطى الإدارة الأمريكية السابقة في تطبيق صفقة القرن تحت إطار وذريعة إنسانية أمنية، وللأسف هناك قبول عربي إقليمي فلسطيني لهذه الخطوات على اعتبار أنها إنجازات".