14 يوليو/تموز 2017؛ تصعِّد سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على المسجد الأقصى فيما رآه الفلسطينيون خطة ممنهجة لتغيير الوضع التاريخي القائم، وواجهوه بنضالٍ حاسم.
تسارعت الأحداث بصورة دراماتيكية منذ ذلك اليوم، الذي منعت فيه قوات الاحتلال لأول مرة في تاريخ الأقصى منذ سنة 1969، إقامة صلاة الجمعة في باحات الحرم القدسي الشريف.
وفي نفس اليوم، كان ثلاثة فلسطينيين استشهدوا على يد قوات الاحتلال، خلال اشتباك مسلح أسفر عن مقتل اثنين من أفراد شرطة الاحتلال وإصابة ثالث بجروح خطيرة.
وفي اليوم التالي، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة فقدان سيطرتها على الأقصى بشكل كامل عقب إغلاقه من قبل الاحتلال.
وقرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في 16 يوليو/تموز الجاري وضع بوابات إلكترونية وتركيب كاميرات مراقبة خارج الأقصى، وزعمت سلطات الاحتلال أنها ستفتح المسجد تدريجيا أمام المصلين.
لكن الفلسطينيين رفضوا البوابات الإلكترونية التي أقامتها سلطات الاحتلال بعد يومين من إغلاقه.
واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المرابطين في ساحة باب الأسباط وطردتهم منها، بعد رفضهم دخول الأقصى من البوابات الإلكترونية التي قامت بتركيبها.
واندلعت في 17 من الشهر نفسه، مواجهات في القدس المحتلة مع رفض الفلسطينيين الخضوع لإجراءات الاحتلال حول الأقصى. وشهد باب الأسباط بالبلدة القديمة مواجهات بعد إخراج جيش الاحتلال المعتصمين بالقوة.
وواصلت قوات الاحتلال في 18 من الشهر الجاري، اعتداءاتها على المصلين ما أسفر عن إصابة العشرات منهم، بينهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، واستخدمت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المدمع في تفريقهم عند باب الأسباط عقب صلاة العشاء، وقمعت احتجاجات في المدينة ضد إجراءات التضييق على دخول المصلين إلى الأقصى.
كما اعتقلت قوات الاحتلال ستة شبان في مناطق مختلفة من القدس المحتلة وحولتهم للتحقيق والاستجواب.
وأدى آلاف الفلسطينيين في 19 يوليو/تموز الجاري، صلاتي المغرب والعشاء على أبواب الأقصى وواصلوا رفضهم دخوله عبر البوابات الإلكترونية. وواصلت قوات الاحتلال إجراءاتها التصعيدية.
وفي اليوم التالي، اقتحم 182 مستوطنا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، وعزز جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته في الضفة الغربية المحتلة.
وواجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي في 21 من الشهر نفسه، جمعة الغضب الفلسطينية بالقمع والرصاص، فاستشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب 450 آخرون.
لكن الفلسطينيين واصلوا أداء صلواتهم خارج الأقصى رفضا لإجراءات الاحتلال والبوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة.
وشهدت أعداد الفلسطينيين المعتصمين خارج الأقصى تزايدا. وأدى الآلاف منهم في 22 من ذات الشهر، صلاة المغرب أمام باب الأسباط.
وصعدت سلطات الاحتلال من إجراءاتها الأحد الماضي، ونصبت عند باب الأسباط كاميرات ذكية كاشفة للآلات الحادة والأسلحة والمواد المتفجرة.
ولاحقًا أقدمت سلطات الاحتلال على إبعاد المعتصمين من أمام باب المجلس.
فرح يكتمل بالتحرير
وقمعت قوات الاحتلال الثلاثاء الماضي، المصلين عقب صلاة العشاء بمنطقة باب الأسباط بالمسجد الأقصى، واندلعت مواجهات مع شبان فلسطينيين ما أسفر عن إصابة 13 منهم بجروح متفاوتة، وسط رفض المرجعيات الدينية الفلسطينية أي تغيير إسرائيلي في الوضع التاريخي القائم في الأقصى، وذلك بعد إزالة الاحتلال البوابات الإلكترونية عن أبواب المسجد.
وأزالت قوات الاحتلال الأربعاء الماضي المسارات والجسور الحديدية من جهة باب الأسباط قرب المسجد الأقصى. واحتفل الفلسطينيون بذلك.
ودعت المرجعيات الدينية في القدس المحتلة الفلسطينيين، الخميس الماضي، إلى العودة إلى الصلاة في الأقصى بعد إزالة سلطات الاحتلال الإجراءات التي استحدثتها حول الأقصى منذ 14 يوليو/تموز الماضي، وأدى بناء على ذلك آلاف الفلسطينيين صلاتي العصر ثم المغرب والعشاء في الأقصى لأول مرة منذ إغلاقه قبل نحو أسبوعين.
وشهدت ليلة الجمعة، مواجهات أدت إلى إصابة أكثر من 100 واعتقال عشرات المصلين والمعتكفين.
و عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي وجودها في محيط الأقصى وعلى أبوابه، وأرسلت تعزيزات إضافية للقدس المحتلة ترقبا لصلاة الجمعة. وأبعد الاحتلال الإسرائيلي 21 فلسطينيا عن الأقصى لأسبوعين ومدد اعتقال خمسة آخرين.
وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أول أمس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبلغتها بفتح كافة أبواب الأقصى تدريجيا أمام المصلين، وإلغاء قرار عدم السماح للمصلين دون سن الـ50 بدخوله.
ويعم القدس المحتلة فرح بالإنجازات التي حققها الفلسطينيون ولاسيما المقدسيين في الانتصار على إجراءات الاحتلال، لكنهم يؤكدون أن هذا الفرح لا يكتمل إلا بالتحرير.