أجمع متحدثون على أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط تهدف إلى إدماج دولة الاحتلال في المنطقة عبر تعزيز التطبيع وتشكيل حلف "الناتو الشرق الأوسطي" بقيادتها، لتصفية القضية الفلسطينية، داعين إلى حوار إستراتيجي عربي وإسلامي في مواجهة هذا المشروع الأمريكي.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الحركة الطلابية اليوم الأربعاء، تحت عنوان "الحركة الطلابية ودورها في مناهضة التطبيع"، بمدينة غزة تزامنا مع زيارة بايدن للأراضي الفلسطينية المحتلة والمنطقة العربية.
وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس بقطاع غزة د. باسم نعيم: إن "الزيارة جاءت لتدشين مخططات وإدماج الكيان الإسرائيلي في الإقليم، والإعلان عن إنشاء تحالف أمني عسكري جديد للمنطقة على غرار الناتو".
لا حلول
وبيّن نعيم أن بايدن يأتي للمنطقة محملاً بالفشل والتخبط في إدارة الشأن الداخلي الأمريكي والدولي بأن يدفع العالم إلى حرب ثالثة، مشيراً إلى أنه لا يحمل في جعبته أي حلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضح أن بايدن جاء للمنطقة ويحمل في جعبته خطة مكونة من ثلاثة أهداف، تتمثل في حل أزمة النفط العالمية، وإعادة هندسة المنطقة بما يخدم إدماج الاحتلال في المنطقة العربية، وأخيراً شراء الهدوء الفلسطيني مقابل زيارة مجاملة وبعض الأموال لسلطة رام الله والوعود السياسية الفارغة.
وبحسب نعيم، فإن الزيارة تندرج ضمن إطار الإعلان عن تحالف أمني وعسكري جديد "ناتو الشرق الأوسط" على غرار حلف شمال الأطلسي "الناتو"، من أجل إدماج (إسرائيل) وجعلها قائدة الحملة الأمنية في المنطقة تعويضاً عن الولايات المتحدة المنشغلة بالصراعات العالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
حوار إستراتيجي
وطالب بعقد حوار إستراتيجي على مستوى الدول والأحزاب العربية والإسلامية والكيانات لمواجهة الحلف الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، وإنشائها تحالفاً فيما بينها لمواجهة الاحتلال ومخططاته واستنفاد المصالح الأمريكية ووضع حد لتغولها في المنطقة.
وحول دور قيادة السلطة، قال نعيم: إن هذه القيادة فشلت مرّة تلو الأخرى في اتخاذ خطوات جدية في إصلاح النظام السياسي الفلسطيني، ولا تزال مستمرة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ودعا نعيم القوى الفلسطينية الحية إلى التوافق على تشكيل جبهة إنقاذ وطني تقوم على بناء وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني الذي أفشلته قيادة السلطة برام الله.
وشدد على أن "رؤية بايدن الجديدة ستسقط كما سقط من قبله، ولن يستطيع شرعنة ودمج دولة الاحتلال في المنطقة، وأن الشعب الفلسطيني سينتصر طال الزمن أو قصر".
"عراب رئيس"
من جانبه، قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، إن سفر بايدن المرتقب من مطار اللد "بن غوريون" إلى المملكة العربية السعودية، تحمل "دلالة أنه يعتبر نفسه عراباً رئيسياً لفتح العواصم العربية أمام الاحتلال الذي يعيش النشوة نتيجة التطبيع العربي".
وأوضح المدلل في كلمته، أن الزيارة تهدف إلى إنشاء حلف ناتو عربي برئاسة (إسرائيل) ورعاية الولايات المتحدة، مشدداً على أن "شعبنا لم تنكسر إرادته منذ أكثر من قرن من الزمان وحتى الآن".
وأضاف: "جاء توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير و(إسرائيل) لتشكل كارثة على القضية الفلسطينية، حيث إنه لأول مرة يُعطي فلسطيني الشرعية للاحتلال على 78% من أرض فلسطين".
وأشار إلى أن المنظمة انحرفت بوصلتها ومسارها الحقيقي وأصبحت حبيسة الأدراج لدى رئيس السلطة محمود عباس، لافتاً إلى أن الحركة الوطنية الفلسطينية أنشئت لأجل تحرير الأرض الفلسطينية وعودة اللاجئين لأوطانهم.
وطالب المدلل بضرورة صياغة مشروع سياسي متفق عليه من كل القوى الحية والفاعلة على الساحة الفلسطينية، وعدم الرهان على المشروع الأمريكي في المنطقة والإقليم، داعياً قيادة السلطة لأن تنفض يدها من الاتفاقيات مع الاحتلال وخاصة "أوسلو".
كما طالب الدول العربية والإسلامية إلى تشكيل مشروع نهضوي يعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزة، وإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ 15 سنة.
مواجهة التطبيع
بدوره قال رئيس الكتلة الإسلامية في قطاع غزة محمد فروانة: إن "زيارة بايدن تهدف لتعزيز مكانة الكيان الإسرائيلي في المنطقة، إذ جاءت في توقيت مشبوه وتموج فيه المنطقة بل العالم كله بالصراعات والتحديات".
وأضاف فروانة في كلمته، أن بايدن جاء ليرسم ملامح خطة جديدة تستكمل ما وصل إليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تعزيز مكانة (إسرائيل) في الشرق الأوسط.
وشدد على أن "هذه الزيارة غير مرحب بها لكونها جاءت لتعزيز الوجود الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية".
ودعا فروانة العالم العربي والإسلامي إلى وقفة جادة وعمل دؤوب ومشترك لإطلاق ميثاق شرف تحت عنوان "مقاومة الاحتلال الغاصب على كل المستويات المختلفة ومقاومة التطبيع ومقاطعة أي كيان يطبّع معه".
من ناحيته أكد منسق سكرتاريا الأطر الطلابية موسى مسعود أن الأطر الطلابية كان لها دور بارز في مواجهة التطبيع مع الاحتلال على كل الأماكن والمواقع سواء داخلياً أو خارجياً عبر تثبيت الهوية الفلسطينية وإطلاق حملات التضامن وقطع العلاقات الأكاديمية مع الاحتلال.
وأشار مسعود في كلمته، إلى أن التاريخ يشهد للحركة الطلابية منذ تأسيس أحزاب المقاومة وحتى الآن، أنها حاضرة في المشهد الفلسطيني منذ سنوات طويلة.