فلسطين أون لاين

أحد "لوجستيي" الكتائب في شمال الضفة

تقرير هكذا فدى القائد "بشار العامودي" المهندس يحيى عياش بروحه

...

توافق اليوم الذكرى السنوية الثامنة والعشرين على استشهاد القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام بشار حسني محمد العامودي، والذي ارتقى بعد اشتباكٍ مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 11 تموز/ يوليو 1994.

ترعرع بشار وسط أحد أعرق عائلات مدينة نابلس، وهي عائلة العامودي، والتي تنحدر من حضرموت ويعود سبب التسمية، لحمل أحد أجداده راية جيش صلاح الدين الأيوبي المرفوعة على العامود.

ونشأ الشهيد القسامي بين خمسة من الإخوة واثنتين من الأخوات، وكان رابعهم جميعاً، والتحق بمدرسة ابن الهيثم في مدينة نابلس ودرس مرحلته الابتدائية والإعدادية، قبل أن ينتقل إلى مدرسة العامرية ليكمل مرحلته الثانوية.

نهل بشار تعليمه الديني في مسجد الخضرا على يد الداعية الشيخ المربي الفاضل ماهر الخراز، وهناك تعلم القرآن والسنة والسيرة، وأذهلته بطولات صحابة رسول الله في الدفاع عن الإسلام، لتترك في قلبه الكثير من الحماسة والقوة نحو العمل على إعادة هذا الدين لماضيه التليد.

الاعتقال المبكر

اعتقلت قوات الاحتلال القائد القسامي بشار في وقت مبكر، وهو في الثالث الإعدادي حينما كان في سن الرابعة عشرة، بتهمة إلقاء الحجارة على الجيبات الصهيونية، ليحاكم محاكمة عسكرية، ويحكم عليه بالسجن الإداري لمدة ستة أشهر، ودفع غرامة قدرها 200 دينار أردني

انخرط بشار في أنشطة انتفاضة الحجارة منذ لحظة اندلاعها، تحت لواء حركة المقاومة الإسلامية حماس، والتي انطلقت مع شرارة الانتفاضة الأولى، وفي أول إضراب تجاري تفرضه حماس، كانت أول إصابة يصاب بها بشار.

وأعلنت حركة حماس عن أول إضراباتها في 8 تموز/ يوليو 1988، فوقف بشار مع مجموعة كبيرة من إخوانه، لفرض الإضراب على التجار، إلا أن اقتحام قوات الاحتلال للمدينة كان مباغتاً وفي نفس يوم الإضراب، فكان شبان حماس لهم بالمرصاد، وقاموا برشقهم بالحجارة.

وبدأت القوات الصهيونية بإطلاق النار بشكل عشوائي على المتظاهرين، لتأخذ رصاصة من نوع "دمدم" طريقها إلى فخذ بشار الذي سقط على الأرض بعد أن فتَّتت عظام الفخذ، لينقل بشار إلى مستشفى المدينة وتبقى رجله حبيسة الجبس لأكثر من سنتين.

إلا أن ما أصابه لم يكن ليثنيه عن هدفه الذي أراد في إكمال طريق الجهاد، حباً في الاستشهاد، فقد اعتقل في 22/4/1991 لمدة عشرين شهراً بتهمة علاقته بالعمل العسكري، ليخرج في 9/3/1993، وهناك ارتبط بأحد الأخوات الفاضلات من عائلة "هواش"، في شهر 10/1994 رزقه الله بطفلة ولكن بعد أن غادر بشار الدنيا بشهرين، سميت "براءة".

عملية العفولة البطولية

عقب مجرزة المسجد الإبراهيمي، بدأت كتائب الشهيد عز الدين القسام بالتجهيز والإعداد، لتنفيذ الرد بعملية استشهادية في العفولة، ونقل بشار الأدوات والسيارة التي تم الاستيلاء عليها من داخل المناطق المحتلة عام 1948 إلى قباطية قضاء جنين لتجهيزها للعملية.

ومن ثم قام القائد القسامي بشار العامودي بتسليم السيارة للمجاهدين أمجد أكميل وأحمد أبو الرب، اللذين توليا ترتيب الدخول بها إلى مدينة "العفولة".

وأما المجاهد رائد زكارنة فقد تطوع لقيادة السيارة وتنفيذ الهجوم الاستشهادي، وبعد أن تم تنفيذ العملية الاستشهادية، وحقَّقت نجاحها الكبير، قامت القوات الصهيونية بعملية مسح شامل لمنطقة جنين لتعتقل بعض أفراد الخلية القسامية.

وبعد تحقيق قاسٍ تم الاعتراف على المجاهد بشار العامودي ودوره كحلقة وصل بين المجموعة والمهندس يحيى عياش، فاضطر المهندس وإخوانه بشار وأمجد وأحمد ومحمد للعودة إلى مدينة نابلس، وانضموا إلى قائمة المطاردين مع القائد القسامي علي عاصي.

موعد الشهادة

حاصرت قوات الاحتلال منزلًا في حي الياسمينة، كان يتواجد فيه القادة القساميين الثلاثة، يحيى عياش وعلي عاصي وبشار العامودي، وطلب قائد الوحدات الصهيونية عبر مكبرات الصوت المجاهدين الثلاثة بالاستسلام، فردوا بوابل من نيران الأسلحة الأوتوماتيكية.

وكانت الخطة أن يغطي المجاهدان العامودي وعاصي على انسحاب المهندس عياش، فاشتبك المجاهدان مع القوات المهاجمة التي حاولت اقتحام المنزل في معركة ضارية استمرت ساعات عدة، وقُتل ضابط صهيوني على الأقل وأصيب آخرون بجروح متفاوتة.

واستثمر المجاهدون فترة الهدوء وإعادة تجميع قوات الاحتلال بالتغطية على مغادرة المهندس يحيى للمنزل، فانسحب عياش بإصرار من أخويه علي وبشار، لعلمهما بحاجة المجاهدين لهذه الكفاءة العلمية المبدعة.

وبدون سابق إنذار، قصفت قوات الاحتلال الطابق الثاني من المنزل المحاصر، والذي يتحصن فيه علي وبشار، ثم قامت وحدات خاصة بإمطار المكان بوابل من الرصاص، ما أدى إلى استشهاد علي عاصي وبشار العامودي، ولقيا ربهما صائمين.

المصدر / فلسطين أون لاين