فلسطين أون لاين

يمضغون الكلام وبايدن عنهم بمعزل

تتحدث قيادات في فتح والسلطة عن زيارة بايدن الأسبوع القادم. يتحدثون عن النجاح والفشل، ويحذرون من تداعيات الفشل، وعليه فهم يبحثون عن نجاح الزيارة، ولكن ما المعايير التي تقيس بها السلطة النجاح؟ 

تحدثت السلطة عن فتح أفق سياسي مع (إسرائيل)، وعن حل الدولتين بصفته الحل المقبول، وعن ضرورة عودة الدعم المالي الأمريكي للسلطة. هذه معايير سياسية تحدثت عنها السلطة مرارا وتكرارا، ولم تحقق منها شيئا. وبهذه المعايير يمكن القول إن زيارة بايدن فاشلة لا محالة، ولا سيما أن بايدن لا يملك مخالفة قادة الاحتلال في قضية حل الدولتين، وإغلاق الأفق السياسي، أما عودة مساعدات أمريكا المالية للسلطة فقد يحدث فيه شيء يسير من التقدم.

قيادة السلطة تعيش الوهم في جريها العبثي خلف جمل سياسية المحتل للأرض يرفضها، ويفرض على الأرض بدائله التي يقبل بها ويخطط لها. العدو ليس في حاجة لمفاوضات سياسية، فهو ينفذ ما يريده، والسلطة عاجزة عن مواجهته، ولا تملك أوراقا داخلية ولا دولية، وليس لها مسار غير مسار القبول بالأمر الواقع.

السلطة في التخطيط الصهيوني بلعت منجل الحل التفاوضي، فعلق في حنجرتها، فلا هي تستطيع هضمه، ولا تستطيع لفظه، وباتت منبوذة من الشعب الفلسطيني، الذي يود أن يرى بديلا ذا مصداقية حين يتحدث في الأمور السياسية والحلول الممكنة. الرأي العام الفلسطيني لا يعطي صوته لفتح، ولا لمحمود عباس، ويُفضّل مروان البرغوثي، أي المقاومة، وحكومة الاحتلال تعرف ذلك، وتقول لأمريكا إن صلاحية بقاء السلطة على ما هي عليه انتهت، والقادم ينتظر وفاة محمود عباس، لكي يعبر عن نفسه.

زيارة بايدن للمنطقة لم تأتِ من أجل فلسطين والسلطة، ولا أحد يتوقع منها شيئا مُهما للسلطة وللمفاوضات السياسية. زيارة بايدن جاءت من أجل النفط والغاز. أي من أجل المملكة ودول الخليج الذين ربما يجتمع معهم بايدن في جدة. الزيارة لم تُخفِ أهدافها، ولم تلبس قناعا خداعا للرأي العام. الزيارة واضحة الوجه، أسفرت عن أهدافها، وحددت وجهتها، وعينت مركزها، ولكن قادة السلطة يمضغون الكلام، بينما غيرهم بمعزل عنهم.