فلسطين أون لاين

بالصور رحلة في الذاكرة.. معرض فني يطوف بالقدس

...
رحلة في الذاكرة معرض فني يطوف بالقدس
غزة/ هدى الدلو:

بقلم الرصاص وألوان الأكريليك وخامات فنية أخرى مختلفة رسم الفنان شهاب قواسمي 290 لوحة لمدينة القدس المحتلة، فمشى المسن الذي أنهكته هموم القدس بريشته عند باب العمود، وطاف بها في أزقة البلدة القديمة وحاراتها.

قواسمي من مواليد عام 1959، نشأ وترعرع ولا يزال يتنفس هواء القدس، تلقى تعليمه في مدارسها، والتحق بمعهد بيت الفنانين في القدس "كلية بتساليل" وأنهى دراسته وهو ما زال في السابعة عشرة، ثم ابتعث عام 1977 إلى النمسا وفرنسا لإتمام علوم الفن توَّجها بمعرض "رحلة ذاكرة المدينة المقدسة".

يضم المعرض حوالي ٤٠ لوحة فنية أصلية استخدم في بعضها أقلام الرصاص وفي أخرى الألوان الزيتية والأكريليك للرسم على لوحات قماشية بأحجام مختلفة.

ذاكرة المدينة المقدسة (6).jpeg
 

يقول قواسمي لصحيفة "فلسطين": "تتناول اللوحات موضوعين، الأول يقسم إلى قسمين: مدينة القدس والبلدة القديمة قديمًا وحديثًا (سور القدس، وأبواب السور، وطرقات وحارات وأزقة وعقبات وأسواق القدس، إضافة لأهم المعالم التاريخية والأثرية والدينية والإسلامية والمسيحية داخل السور وخارجه)، أما القسم الثاني: فيتناول أهم معالم المسجد الأقصى المبارك".

أما الموضوع الثاني الذي تتناوله اللوحات: فهو عرض رسومات كتب أنتجها الفنان شهاب، من بينها كتاب (كان ياما كان، القدس قبل مئة عام)، وهو كتاب توثيقي بالرسم لمدينة القدس كما كانت في أواخر العهد العثماني مرورًا بالاستعمار البريطاني، ويضم الكتاب ٧٠ رسمة وهو باللغتين الإنجليزية والعربية.

وكتاب "قناديل الأقصى" وهو مجلد كبير يحتوي على ١٢٤ رسمة لأهم معالم المسجد الأقصى وهو بأربع لغات في نفس الكتاب، العربية والإنجليزية والفرنسية والتركية.

ويوضح قواسمي أن الكتاب الخاص بالمسجد الأقصى جاء تزامنًا مع الاقتحامات اليومية التي ينظمها المستوطنون تحت حماية جيش وشرطة الاحتلال أمام سمع وبصر العالم، ولا نسمع سوى بعض التنديدات والشجب والاستنكار من أعلى المستويات العربية والعالمية.

ويضيف: "الأقصى في خطر حقيقي وواجب علينا مقدسيين وفلسطينيين وكتّابًا وأدباء وفنانين وأطباء ومهندسين وعمّالًا أن نقف ونصد هذه الاستفزازات الإسرائيلية قدر استطاعتنا ولو بقصيدة شاعر أو لوحة فنان، فالفن اليوم واللوحة هي بمنزلة رسالة وهي نوع من أنواع المقاومة المشروعة ضد أي احتلال على وجه الأرض". 

إضافة إلى كتاب (حبيبان) لشقيقه الروائي عيسى قواسمي وهو أيضًا كتاب توثيقي للقدس ولكن صور بعدسة المؤلف ورسومات الفنان شهاب.

رسم دقيق وواقعي

وإذ يرى بأن الفن لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب ولا تحتاج إلى ترجمة، تعمد إصدار الكتاب بأربع لغات في نفس الوقت حتى تصل هذه الرسالة لأبعد مدى.

ذاكرة المدينة المقدسة (9).jpeg
 

ويشير قواسمي إلى أن جميع رسوماته عبارة عن رسومات توثيقية للقدس، رسمها بشكل دقيق وواقعي، فيرسم المكان ليبدو وكأنه صورة فوتوغرافية، والهدف من ذلك هو محاولة منه لحماية التراث المقدسي والفلسطيني من الطمس والمحو والاندثار ومن السرقة والتزوير من الطرف الآخر.

ويقول، جميع اللوحات موضوعها واحد وهو (القدس) وما تزخر به من كنوز تاريخية ومعمارية، ولطالما كانت القدس قبلة للمبدعين من جميع أنحاء العالم، الذين خلدوها بكل الحقول التعبيرية من تاريخ وفلسفة وفن وتراث.

ويوجد في المعرض قسم من اللوحات عددها ٢٩٠ رسمة، بدأ أولها قبل ٤٠ سنة أو أكثر وكلها تروي حكاية القدس.

القدس تطوف المدن

سينتقل معرض "رحلة في ذاكرة المدينة المقدسة" بعد أسبوعين لمدينة رام الله ثم إلى الخليل، وفي أواخر تموز الجاري سينتقل إلى عمان بدعوة من اتحاد الكتاب الأردنيين، ومن ثم سينتقل المعرض إلى مدينة (رودجو إميليا) الإيطالية بدعوة من عمدة المدينة وبعض أعضاء البرلمان الإيطالي حيث سيعلن عن توأمة بين المدينة الإيطالية ومدينة القدس، وسيكون العرض النهائي للمعرض في روما، وبشهر تشرين الثاني القادم سينتقل المعرض إلى باريس في محطته النهائية.

ويبين أن هذا النشاط مجهود فردي أتمه دون دعم أو تمويل من أي جهة رسمية أو غير رسمية، انطلاقًا من شعوره كفنان مقدسي لديه واجب تجاه مدينته التي يحب، لذلك يعمل كل جهده وقدر استطاعته على إيصال رسالة للعالم بأن القدس هي مدينة محتلة لها تاريخها العربي وتراثها وثقافتها وحضارتها منذ فجر التاريخ وحتى نهاية الزمان، وأن للقدس تراثها المادي والمتمثل بشواهدها المعمارية وتراثها اللامادي والمتمثل بأهلها وعاداتهم وتقاليدهم، وبالحرف التي يعملون بها والتي توارثوها عن الآباء والأجداد.

ذاكرة المدينة المقدسة (8).jpeg
 

ويشغل قواسمي عضو رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، ونال في عام 2016 جائزة أفضل فنان تشكيلي فلسطيني جسد القدس في لوحاته، وسبق أن أقام ٢٠ معرضا شخصيا، وشارك في العشرات من المعارض الجماعية في فلسطين وجميع أنحاء العالم كعمان، وأنقرة، وإسطنبول، وموسكو وسانت بطرسبورغ.

وللفنان 30 لوحة تعرض في متحف يبوس بفرعيه باريس وسانت بطرسبورغ ولوحة في المتحف القومي العراقي، وحصل على العديد من شهادات التقدير من جمعيات فنية ومؤسسات أكاديمية في فلسطين والخارج، وشارك في العديد من لجان التحكيم في مسابقات فنية.