فلسطين أون لاين

لأول مرة يقضي العيد بعيدًا عن عائلته

تقرير مراد العباسي.. مبعد عن القدس يعيش الغربة في وطنه

...
مراد العباسي وبناته (أرشيف)
رام الله-غزة/ أدهم الشريف:

اعتاد مراد العباسي (42 عامًا) طيلة سنوات عمره الاحتفال مع عائلته بأجواء العيد وطقوسه التي يؤديها كلما أقبلت عليهم هذه المناسبة في القدس المحتلة، لكن هذه الأجواء بات محرومًا منها بفعل قرار سلطات الاحتلال إبعاده عن العائلة والمدينة التي ولد وترعرع فيها.

لقد حال الاحتلال دون أن يجتمع العباسي وعائلته مجددًا في بيتهم الكائن ببلدة سلوان، الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، في مشهد تكرر مع الكثير من المقدسيين ممن تعرضوا للإبعاد قسرًا عن القدس.

وبفعل قرار الاحتلال هذا يقيم العباسي حاليًا في مدينة رام الله، الواقعة إلى الشمال من مدينة القدس بحوالي 15 كيلومترًا.

والنتيجة أن هذا المقدسي أصبح يعيش الغربة في وطنه، كما يقول.

وقررت سلطات الاحتلال إبعاد العباسي عن القدس مطلع يونيو/ حزيران الماضي، بذريعة وجود "ملفات سرية" تستدعي عدم السماح له بالإقامة في القدس بالرغم من حصوله على "شهادة حسن سير وسلوك" من شرطة الاحتلال.

وقال لصحيفة "فلسطين": إنه يعيش في رام الله أجواء لم يعهدها من قبل بسبب إبعاده عن العائلة.

وتستخدم (إسرائيل) الإبعاد عن القدس ضمن أساليبها المتبعة لتهويد المدينة وتهجير المقدسيين لإحلال المستوطنين بدلاً منهم.

ويشتاق العباسي وهو أب لـ 3 أبناء و3 بنات، كثيرًا لزوجته ووالدته، فقد كان يحرص على تناول وجبة الإفطار صباح كل يوم.

في الجانب الآخر، تحديدًا في منزل عائلة العباسي بسلوان، يعيش الجميع هناك أجواء صعبة يشوبها الحزن على تغييبه قسرًا، والقلق على مستقبله، وسط ظروف اجتماعية لأول مرة يعيشها في رام الله دون وجود أحد من الأهل والأقارب حوله.

وتابع: "أعيش وعائلتي ظروفا صعبة، نحن لسنا بخير، تخيل أن يأتي عيد دون أن تجتمع العائلة فيه، فقد اعتادت لأعوام طويلة قضاءه معًا، لقد أصر الاحتلال على حرماننا جميعًا فرحة العيد".

وأكمل: أن حجم الحزن والألم بداخلي مع حلول عيد الأضحى أكثر بأضعاف مما كان عليه يوم أن أجبرني الاحتلال على ترك القدس.

وكان العباسي يؤدي صلاة العيد برفقة والده وأبنائه في المسجد الأقصى المبارك الذي لا يبعد عن بيت العائلة في سلوان سوى بضعة أمتار، قبل أن تجتمع العائلة من أجل المعايدة والاحتفال به ضمن طقوس اجتماعية جميلة أصبحت محرمة عليه وعلى عائلته الآن.

حتى أبناء العباسي حرموا فرحة العيد، ولم يشتروا ملابس جديدة.

وبينما لا يزال العباسي يرفض ادعاءات الاحتلال لإبعاده "بإثارة المشكلات"، يؤكد أنه لن يتخلى عن القدس وأهله المقيمين فيها، وسيبذل قصارى جهده للعودة إليها في أقرب وقت.

وأضاف أنه مستمر في الإجراءات القانونية بالرغم من أنها تتطلب مبالغ مالية كبيرة، تصل إلى قرابة 50 ألف شيقل، تكلفة القضية وأتعابها في محاكم الاحتلال، وهو في الوقت ذاته لا يعلق آمالاً كبيرةً عليها، لكن ليس أمامه في المرحلة الحالية سواها.

وحسب ما يفيد مركز معلومات وادي حلوة فإن سلطات الاحتلال أصدرت 797 قرار إبعاد، بينها 387 قرار إبعاد عن البلدة القديمة، و375 قرار إبعاد عن الأقصى، و15 قرار إبعاد عن مدينة القدس، وقراري منع دخول للضفة الغربية.