تشهد شوارع العاصمة الجزائرية صبيحة اليوم، أكبر وأضخم استعراض عسكري لوحدات وقوات الجيش الوطني الشعبي، منذ الاستقلال، في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى انتزاع السيادة الوطنية.
ويترقب الجزائريون بكثير من الحماسة والشوق، لهذا اليوم، يوم استقلال الجزائر، الخامس من يوليو، الاستعراض العسكري للجيش.
وبحسب ما توفر من صور ومشاهد مقتضبة من التحضيرات للاستعراض العسكري، فإن قيادة الجيش تكون قد قررت رفع السقف عاليا، وإخراج كل ما لدى الجزائر من نماذج لأسلحة متطورة.
وتفيد المعطيات الأولية، بأن الحاضر الأكبر في استعراض اليوم، سيكون منظومة الدفاع الجوي “أس 400” وهي المنظومة التي ما تزال توصف بكونها من أقوى وأنجع منظومات الدفاع الجوي في العالم، ولا ينافسها في مجالها سوى شقيقتها المتطورة “أس 500”.
وتتألف منظومة “أس 400” وهي منظومة دفاع جوي متنقلة على عربات عسكرية، من ثلاث قطع، الأولى مخصصة للقيادة والتحكم، والثانية مخصصة للرادار، والثالثة وهي الأبرز بحكم كبر حجمها، فهي مخصصة للصواريخ.
وتضم القطعة الثالثة من المنظومة أربع صواريخ متنقلة، إثنان منها طويلة المدى، حيث يبلغ مدى الأول 400 كيلومترا، أما الثاني فهو بمدى 250 كيلومترا.
أما الصاروخان المتبقيان فالأول منهما متوسط المدى وهو يصل إلى 140 كيلومترا، أما الآخر فهو قصير المدى ويصل نطاق التغطية فيه إلى 50 كيلومترا.
وفي مجال أسلحة القوات البحرية، يترقب الجزائريون بشغب متابعة إطلالة من تحت الماء لغواصات “الثقب الأسود”، التي باتت الجزائر تمتلك منها عدة قطع.
وسمي هذا النوع من الغواصات الروسية بهذا الاسم، بسبب عدم إصدارها لأية أصوات خلال عملها في الأعماق، ما يصعب من عملية رصدها أو تعقبها، ويجعل منها مثل الشبح في البحر.
وفيما يتعلق بالقوات الصاروخية، أرض أرض، فإن الجزائريين يتمنون لو تخرج القيادة العسكرية إلى دائرة الضوء واحدة من أعاجيب الصناعة الروسية، ويتعلق الأمر بالمنظومة الصاروخية “اسكندر” التي يسميها حلف الناتو “ذو القرنين”، نسبة إلى احتوائها على صاروخين طويلي المدى وبقدرة تفجيرية هائلة.
وكان الجيش الجزائري قد بث في عدد قليل من المرات مشاهد لعمليات إطلاق صاروخية من منظومة اسكندر، التي جاءت لتعوض صواريخ “سكود” الشهيرة، في تأكيد للأنباء التي تحدثت في أوقات سابقة عن تمكن الجزائر من الظفر بصفقة مع الروس، عجزت كثير من الدول عن إنجازها.
كما يترقب الجزائريون أن يشاهدوا غدا آليات قاذفات اللهب المدفعي “سولنتسبيك”، والتي يسميها حلف الناتو “الشمس الحارقة”.
وقاذفات الشمس الحارقة هي راجمات صاروخية مركبة على هياكل دبابة، ما يجعلها ذات قدرة على المناورة ومرونة كبيرتين، وباستطاعتها توفير غطاء ناري كثيف من شأنه تعطيل مدرعات العدو ودك تحصيناته، وقطع خطوط الإمداد.
وبحسب ما توفر من مشاهد للتحضيرات العسكرية للاستعراض، فإن قيادة الجيش تعتزم إمتاع الجزائريين بعرض دبابات سوفياتية جرى تحديثها من طرف أياد وخبرات جزائرية.
ووفق ما أتيح من معطيات، فإن الجزائريين سيشاهدون غدا دبابات “تي 62” العتيقة والمشهورة، وقد جرى تحديثها وتجديد برجها بأحدث التقنيات والأسلحة.
وفي التفاصيل، فإن خبرات جزائرية نجحت في تجديد وتحديث دبابة “تي 62” من خلال تحديث محركها، واستبدال برجها بآخر من نوع “بيريزوك”.
ويتميز برج بيريزوك بإتاحته لقائد الدبابات ومساعديه على العمل ليلا ونهارا، من خلال توفير الرؤية الليلية بتقنية الأشعة ما تحت الحمراء، وأيضا بتوفير أربع قاذفات لصواريخ “كورنيت” ومدفع رشاش آلي من الحجم الكبير، إلى جانب مميزات تكنولوجية أخرى.