فلسطين أون لاين

تقرير "الأطفال الواعدون".. علاج طبي مجاني للأيتام في بيت لحم

...
الطبيب محمد المعطي مقرر إنشاء الجمعية الخاصة بعلاج الأطفال الأيتام
بيت لحم-غزة/ مريم الشوبكي:

في أحد الأيام زارت سيدة مع طفلتها التي لا تتجاوز 12 عامًا، الطبيب محمد المعطي على استيحاء، أخبرته أنها لا تملك ثمن الكشفية وطلبت منه أن يعالج ابنتها، رحب على الفور، وما إن مضت في طريقها وهي تلهج بالدعاء له.

استدار الطبيب المعطي ومال على زميله سائلًا إياه "مين هادي الست بتعرفها؟"، أخبره بأنها أرملة تعيل سبع إناث، حينها عزم على أن يعالج أطفال الأيتام مجانًا عارضًا الفكرة على زملائه الأطباء الذين رحبوا دون تردد، ومن لحظتها قرر إنشاء "الجمعية الطبية الخيرية للأطفال الواعدين".

يبين المعطي لـ"فلسطين" أن فكرة تأسيس جمعية طبية خيرية تعنى بالدرجة الأولى بتقديم الرعاية الصحية والطبية للأطفال الأيتام دون سن الخامسة عشرة، جاءت انطلاقًا من الوازع والمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية تجاه هذه الشريحة في المجتمع.

ويوضح أنه نظرًا للظروف الاقتصادية والمادية الصعبة، لدى نسبة كبيرة من العائلات التي ليس لها القدرة المادية على تحمل تكلفة، وأعباء العلاج، والتداوي لأبنائهم، قامت مجموعة من الأشخاص الذين تجمعهم ظروف العمل الطبية (أطباء وصيادلة ومختبرات طبية وأخصائي تخطيط دماغ)، بتبني هذه الفكرة والعمل على إنجاحها.

ويشير المعطي إلى أن باب التعاون ترك مفتوحًا لمن يرغب في الوقوف إلى جانب الجمعية حسب إمكاناته المتاحة، لتتمكن الجمعية من تقديم وتطوير الخدمات الصحية اللازمة، بما يناسب ما تستحقه هذه الفئة في المجتمع. 

ويلفت إلى أن أنه بجهود 20 طبيبًا تأسست الجمعية في مدينة بيت لحم، إذ حصلت على الترخيص الرسمي وسُجِّلت رسميًا بالدائرة المختصة بموجب قانون الجمعيات الخيرية والهيئات الأهلية.

إنجازات ستة أشهر

وانطلقت الجمعية في سبتمبر عام 2021م، وتمكنت منذ انطلاقها من تأمين جميع الاحتياجات اللوجستية الأولية، بدءًا من مقر مؤقت للجمعية داخل بلدية جناتا شرق بيت لحم، وإعفاء مالي كامل دعمًا للجمعية في مرحلتها التأسيسية.

وعن أهم إنجازات الجمعية في الأشهر الستة الأولى من انطلاقها، يقول عبد المعطي: "نجحنا في ضم أكثر من 50 طبيبًا بتخصصات مختلفة بين أخصائيين، وطب عام، وطب أسنان، وعلاج طبيعي، وتم التعاقد مع مستشفى الكاريتاس للأطفال بتغطية العيادات الخارجية والمختبر والأشعة بشكل مجاني 100%، إضافة إلى التعاقد مع مستشفى مسلماني بيت ساحور ومستشفى اليمامة، بحيث تكون الطوارئ مغطية 100% وخصم على العمليات الجراحية بنسبة 20%".

ويضيف: "إضافة إلى عدد من المراكز الطبية الخاصة المنتشرة في قرى وبلدات بيت لحم مثل نحالين وحوسان وتقوع وبيت ساحور، هناك ثمانية مراكز تقدم إعفاءات بنسبة 100%، وأكثر من 14 صيدلية في مناطق مختلفة من محافظة بيت لحم إلى تقديم الأدوية لحاملي بطاقة الجمعية من الأطفال الأيتام بسعر التكلفة".

ولا تكتفي الجمعية بتقديم الخدمات الطبية للأطفال الأيتام فحسب، إذ يذكر د. عبد المعطي أنها تسهم في نشر الوعي والتثقيف الصحي لأفراد المجتمع، من خلال عقد المحاضرات والندوات التثقيفية في المجالات الصحية والتوعوية المختلفة.

تخفيف العبء عن الجمعيات

ويشير إلى أن عمل الجمعية يخفف من الأعباء المالية على لجنة زكاة بيت لحم، وخاصة أن تتكفل بحسومات على العمليات الطبية باهظة الثمن التي يحتاج إليها بعض الأطفال الأيتام.

ويبين المعطي أن هناك أكثر من 162 طفلًا يتيمًا يستفيد من خدمات الجمعية ممن هم مسجلون في لجنة زكاة بيت لحم المركزية، والعمل جارٍ لاستيعاب أعداد أكبر.

ويؤكد أن الجمعية تعمل على تطوير الخدمات الصحية والعلاجية للأطفال بإبرام اتفاقيات وشراكات تعاون بين الجمعية من جهة، وبين المؤسسات الصحية المحلية والدولية من جهة أخرى.

وعن أبرز المعوقات التي تواجه عمل الجمعية، يذكر المعطي أن الجمعية تحتاج إلى تغطية نفقاتها الشهرية من إيجار والتزامات أخرى، إضافة إلى عدم وجود مقر دائم للجمعية يمكنها من أداء عملها، وتوسعة نشاطاتها بسلاسة.

ويطمح إلى إنشاء مركز طبي تخصصي للأطفال الأيتام مجانيًّا بنسبة 100%، وافتتاح فروع له في جميع محافظات الوطن.