فلسطين أون لاين

بدأت مشروعها لأغراض علاجية

من البرازيل إلى غزة نقلت أسماء تجربة صناعة الصابون الطبيعي

...
صناعة الصابون
غزة/ هدى الدلو:

من البرازيل إلى غزة نقلت أسماء أبو جديان تجربة صناعة الصابون برازيليا الطبيعي، فكان مكوثها في أمريكا اللاتينية 20 عامًا هناك كفيلًا بانطلاق مشروع خاص بدأته لأغراض علاجية خاصة بابنتها.

ولأنّ "الحاجة أم الاختراع"، بدأت حكاية أسماء (35 عامًا) بعد إصابة ابنتها بالتهاب في الوجه نتيجة الاستخدام الخاطئ لبعض المنتجات الكيماوية من مستحضرات التجميل، وبعد علاجات متكررة لم تلمس معها نتيجة قرّرت أن تصنع لها صابونًا خاصًا من مواد طبيعية فلامست نتائج إيجابية دفعتها نحو صناعة الصابون بأشكال مختلفة توسعت نحو تطوير التجربة.

تقول أسماء القاطنة في دير البلح وسط قطاع غزة لصحيفة "فلسطين": "في البرازيل لديهم فكرة اعتماد كل شخص على ذاته في البحث عن عمل، وأن يكون له دخل خاص به؛ ما ساعدني في تقبُّل فكرة فتح مشروع خاص بغزة، والتعامل مع الناس بلهجة عربية متكسرة".

وكان اختيارها فكرة عمل الصابون "بسبب الالتهاب الذي أصاب ابنتي بعد شهرين من استخدام مراهم طبية لم تُجدِ نفعًا، فقررت البحث عن منتجات طبيعية تكاد تكون شبه خالية من الأسواق المحلية، وإن وجدت فأسعارها مرتفعة، فخطرت ببالي فكرة صناعة الصابون الذي يعتمد على المواد الطبيعية والذي أظهر نتائج سريعة على بشرتها بخلاف ما استخدمته من منتجات أخرى".

تشير أسماء إلى أنها التحقت بدورات خاصة لتتعلم أسرار هذه الصناعة، ولأنها لا تُتقن اللغة العربية التحقت بالدورة مرة ثانية، "في البداية أردتُّ أن يعود وجه ابنتي إلى طبيعته وبعدها أردتُّه مشروعًا خاصًا لتحسين حياتي الاقتصادية، ولتشجيع الناس على استخدام المنتجات المصنوعة من مواد طبيعية".

من مطبخها وبمعدات وأدوات منزلية تعكف أسماء على صناعة صابون بأنواع مختلفة ليتناسب مع أنواع البشرة الدهنية، والجافة، والمختلطة، والحساسة، فمنها ما يدخل في صناعته الأرز، والكركم، وزبدة الشيا، والفحم، وإكليل الجبل.

وتُبدي أسماء اهتمامًا بمعالجة مشاكل البشرة الأخرى من خلال الصابون الذي تُنتجه كالتجاعيد والتشققات. 

وتعمل على التواصل مع اختصاصيين في البرازيل حيث كانت تعيش، وتطبيقها في حال تمكنت من توفير المواد، فلم تكتفِ بالدورات التدريبية بل طوّرت نفسها في اتجاهات مختلفة.

وعن العقبات التي واجهتها، تقول: "اللغة كسرتني، فعدم تمكني من اللغة العربية أثّر في استيعابي للدورات التدريبية ودفعني لإعادتها عدة مرات، إلى جانب صعوبة التواصل مع الناس وإيصال الفكرة لهم، وصعوبة التعامل مع السوشيال ميديا، وعدم الحصول على دعم للمشروع".

ولا يتجاوز عمر مشروع أسماء الستة أشهر، وتحرص على تطويره وتنويع ما تُنتجه، فقد بدأت أخيرًا بصناعة شامبو وزيوت وكريمات خاصة بالشعر.

وتتمنى أن يحظى مشروعها الصغير بالدعم، والذي من شأنه أن يُحسّن من ظروفها المعيشية والاقتصادية والنفسية بأن تكون شخصًا منتجًا. 

وتطمح بإيجاد مصدر لتمويل مشروعها وأن يحظى بالاهتمام كمشروع ريادي، وتتمكن من تسويق منتجاتها في الأسواق المحلية والخارجية كبديل عن المستحضرات المصنوعة من المواد الكيماوية.