صفعة جديدة وقوية وجهتها كتائب القسام للاحتلال وكأنها قنبلة حرب نفسية انفجرت داخل الجبهة الداخلية الصهيونية فصدعتها وهزت أركان الثقة بالمؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية فكان حديث الناطق باسم القسام أبو عبيدة حول تدهور صحة أسير صهيوني لدى المقاومة وأنها ستبث فيديو هو الصفعة، وبالفعل خلال ساعات بثت وحدة الظل في كتائب القسام مقطع فيديو حديث التصوير حول تدهور صحة أحد جنود جيش الاحتلال الأسير لديها كما وعد الناطق باسم القسام أبو عبيدة بالأمس وكأنه قنبلة في دولة الاحتلال انفجرت، لم نفاجأ كفلسطينيين بمشاهد الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة هشام السيد وهو يعامل معاملة إنسانية راقية؛ لأنها أخلاق المجاهدين على الرغم أن أسرانا المرضى يذوقون الآلام والموت نتيجة الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال.
تابعنا بشغف مشاهد بارزة تظهر إنسانية المقاومة في تعاملها مع الأسرى رغم معرفتهم أن هذا الجندي خدم في الوحدات القتالية الصهيونية ووجه سلاحه إلى الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني إلا أن القيم والمثل العليا التي رسمتها كتائب القسام في تعاملها مع الملف توضح للجميع أن هؤلاء المجاهدين يقاتلون وفق عقيدة إسلامية وقيم أخلاقية راسخة تستحضر قيمة الإنسان وتعطيه حقوقه، فهل تستطيع المؤسسات الدولية والإنسانية فرض معاملة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بشكل إنساني ووقف ما يعانونه من جرائم قتل بطيء ورعايتهم طبيًّا، وهنا لا ننسى ما قامت به قوات الاحتلال من إعادة اعتقال عدد من الأسرى المفرج عنهم في خيانة للاتفاق الموقع في صفقة الإفراج عن الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط وهنا تبرز ضرورة الإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، وأن يكون للوسطاء دور فاعل في إنهاء هذا التجاوز والخرق الصارخ للاتفاق والعمل على إنضاج صفقة جديدة تلبي طموح شعبنا وأسرانا وتعيد الجنود الصهاينة لعائلاتهم بعد دفع الثمن المستحق على كل رأس منهم.
وبهذا الفيديو وضعت المقاومة الكرة مجددًا في ملعب الاحتلال من أجل السير في طريق صفقة لطالما تجاهلها وتنكر للأصوات الصهيونية المتعالية داخليًّا للمطالبة باستعادتهم من يد المقاومة، وهو ما سيبرز على الأجندة السياسية للأحزاب الصهيونية وهو الآن على أبواب انتخابات جديدة وستشعل بازار الخطابات والبرامج الانتخابية لديهم والمطلوب أن ترتقي هذه الكلمات إلى مستوى الفعل على الأرض للمضي في صفقة وفاء أحرار 2 وفق شروط المقاومة الفلسطينية، ولا شك أن الضغط الجماهيري داخل الكيان بات يعصف بمصداقية الساسة والأحزاب الصهيونية وسيضعهم هذا الفيديو في موقف الأزمة نحو والدفع نحو تفعيل الوساطات لعقد صفقة جديدة.
ولكن المتابع للمجتمع الصهيوني يجد أنهم يفرقون بين طبقات المجتمع حسب أصولهم العرقية فهناك اليهود الأشكناز والشرقيين الفجوات الاجتماعية في الكيان سواء الاجتماعية والاقتصادية والفوارق لا تزال واضحة بين اليهود الشرقيين والغربيين فلا يزال اليهود الشرقيون واليهود أصحاب الأصول العربية ومن يخدم الاحتلال من الدروز والعملاء الهاربين في ذيل القائمة هم ومعهم أصحاب البشرة السوداء من الأصول الإفريقية حيث يعتبرهم قادة الاحتلال عبيدًا للدولة ولا يرتقون لمستوى المواطن الكامل المواطنة وهو يظهر في تجاهلهم لقضية الجنديين الصهاينة الأسرى أبراهام منغستو والسيد ومطالبتهم بالجنديين شاؤول آرون وهدار جولدن الذين يعتبرونهم دماء يهودية نقية بمرتبة عالية تستحق المتابعة والسعي الجاد للإفراج عنهم إنها عنصرية الاحتلال حتى داخل مجتمع، ننتظر رد الفعل الشعبي داخل الكيان حول تجاهل حكومتهم لهؤلاء الأسرى وهو ما يعززه قول المنسق السابق لشؤون الأسرى والمفقودين في حكومة الاحتلال، موشيه تال: أقترح أخذ إعلان حماس حول الأسرى على محمل الجد، أرى هذا بمثابة دعوة للاستيقاظ للحكومة ولنا جميعًا".
وهو ما يؤكد حالة فقدان الثقة من الجبهة الداخلية بحكومة الاحتلال بعد نشر عدد من الباحثين الصهاينة بمعلومات موثوقة عن حالة أبنائهم لدى حماس. وهو ما يعزز نجاح القسام في خلق حالة الضعف والارتباك لدى الاحتلال وهنا يمكننا القول إن قادة القسام نجحوا في حرب العمليات النفسية ضد الاحتلال وفي اختيار الوقت المناسب والرسالة المتفجرة وزرعها في نقطة ضعف الاحتلال وهي جغرافية الكيان الاجتماعية المشتتة.