في مشهدٍ هو الأول منذ وقوعه في قبضتها، كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أول من أمس، عن الحالة الصحية للجندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسير لديها بغزة هشام السيد.
ويظهر السيد في الفيديو وهو بحالة صحية تؤكد ما أعلنه الناطق باسم القسام أبو عبيدة، بأنّ "تدهورًا طرأ على صحة أحد أسرى العدو".
وفي مطلع عام 2016م ظهر الناطق باسم القسام أبو عبيدة في لقاء مصور، وعُرضت خلفه صور أربعة جنود أسرى لدى الكتائب، من بينهم الجنديان أبراهام منغستو وهشام السيد، رافضًا الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بهم وبغيرهم من الجنود دون دفع الاحتلال الثمن.
ويُنبَّه المحلل السياسي ساري عرابي إلى أنّ كتائب القسام تسعى بقوة إلى تحريك المياه الراكدة، وأن تدفع عائلات جنود جيش الاحتلال الأسرى إلى طرح أسئلة حول مصير أبنائها.
ويؤكد عرابي لصحيفة فلسطين، أنّ فيديو هشام السيد سيؤدي إلى تفعيل قضية الجنود الأسرى في مجتمع المستوطنين، وسيدفعهم إلى مطالبة حكومة الاحتلال بالعمل على استعادتهم.
ويرى أنّ فيديو السيد يأتي في إطار الصراع الطويل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، ويهدف إلى التأثير في الجبهة الداخلية لدولة الاحتلال، والكشف عن عنصريته والتفرقة في طريقة التعامل بين جنود الاحتلال، مشيرًا إلى أنه يكشف حقيقة الاحتلال في عدم الاهتمام لجنوده العرب والإثيوبيين بقدر اهتمامه للجنود اليهود الأشكناز.
ويعدُّ أنّ مثل هذه الظروف تؤدي إلى تفتُّت الجبهة الداخلية للاحتلال، مُرجّحًا أنّ حكومة الاحتلال الحالية غير مؤهلة لعقد صفقة تبادل أسرى، بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعاني منها.
ويلفت إلى أنّ القسام تُقدّر الوقت المناسب للكشف عمّا لديها بشأن أسرى جنود الاحتلال.
تخطيط احترافي
من جهته يرى الخبير في الشؤون الأمنية محمد لافي، أنه قد لا تكون المرة الأولى التي يتعرّض فيها أحد جنود الاحتلال الأسرى للمرض، لكنّ القسام سعت إلى توظيف حالة هشام السيد لإيصال رسائل معينة في هذا التوقيت.
ويقول لافي لصحيفة فلسطين: إنّ "المقاومة لديها تفكير وتخطيط احترافي في التقاط المشهد الذي خرج للإعلام، وأوصل رسالة للإسرائيليين تُثبت حجم التفرقة في التعامل بين جنود الاحتلال"، مدلّلًا على ذلك بتصريحات سابقة لشقيق منغستو حول ذهاب رئيس حكومة الاحتلال إلى روسيا للإفراج عن مستوطنة إسرائيلية تورطت في قضية مخدرات واعتقلتها السلطات هناك، ولم يحرك ساكنًا تجاه الجنود الأسرى بغزة.
وتوقّع أن يلقى فيديو هشام السيد تضامنًا من فئات مختلفة في (إسرائيل) وخاصة من فئة الدروز واليهود الشرقيين أيضًا، ما سيُشكّل ضغطًا على دولة الاحتلال واختبارًا للمتنافسين على الانتخابات التي ستُعقد قريبًا، ومدى قدرة برامجهم السياسية على تبنّي قضية الأسرى الجنود وتحريرهم من قبضة القسام.
ويُعدُّ احتفاظ القسام بالجنود الأسرى أكثر من 8 سنوات دون أيّ معلومة أو إشارة إلا بإرادتها، يُمثّل إنجازًا أمنيًّا واستخباريًّا كبيرًا لها.