فلسطين أون لاين

"لن يتحقق الأمن بالشرق الأوسط ما لم تُحل القضية الفلسطينية"

خاص أكاديمي صيني لـ"فلسطين": بكين تقف مع فلسطين ضد النظام الدولي "الجائر"

...
صورة توضيحية
بكين- غزة/ أدهم الشريف:

قال المحاضر في كلية الدراسات الدولية بجامعة "سوت يات سين" بالصين، د.سعيد جمال الدين ماينغ جغ: إنّ بكين تقف إلى جانب القضية الفلسطينية وشعبها ضد النظام الدولي "الجائر"، على حد وصفه.

وأضاف جمال الدين لصحيفة "فلسطين"، أنّ "الصين وقفت منذ البداية مع القضية الفلسطينية ودعمت الشعب الفلسطيني المظلوم الذي تعرَّض لكل أشكال القهر والتهجير وسلب الحقوق".

وأشار إلى وجود توجُّه لدى الصين نحو منطقة الشرق الأوسط، وهذا التوجه قائم على التعاون وتبادل المصالح وتشجيع الأطراف على إيجاد حل للقضية الفلسطينية بما يضمن إقامة دولة للشعب الفلسطيني، مع الحفاظ على المصالح الصينية المهمة في دول المنطقة.

وشدّد على أنّ الصين تدرك أنّ "القضية الفلسطينية لم تكن في يوم من الأيام صراعًا دينيًّا بقدر ما كانت قضية حقوق شعب طُرد من وطنه على يد قوة مدعومة من نظام دولي جائر، في حين تسعى بما أُوتيت من قوة إلى العمل على تغييره وترجيح كفة العدل والإنصاف والحقوق بدلًا من الظلم والقهر وغطرسة القوة".

ولفت إلى أنّ الدعم الصيني للقضية الفلسطينية اتخذ مسارات عدة على الصعيد السياسي؛ وكانت بداية الانفتاح على القضية الفلسطينية والعالم العربي ككل مع مؤتمر باندونغ عام 1955، حيث رفضت الصين طلب (إسرائيل) الانضمام للمؤتمر.

وبيَّن أنّ الصين لديها ما يُشجّعها على لعب دور أكبر في الشرق الأوسط، وهو ما سيؤدي إلى هيكلة النظام العالمي القائم على الأحادية القطبية الجائرة، وإعادة التوازن في العلاقات الدولية.

وذكر أنّ "الصين من أوائل الدول غير العربية التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية، ورفضت في الوقت نفسه الاعتراف بـ(إسرائيل) رغم اعتراف المنظمة بها، وأصبحت هي الدولة الكبرى الوحيدة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الاحتلال حتى يناير/ كانون الثاني 1992، وذلك بعد أن ذهبت الدول العربية إلى مؤتمر مدريد للسلام عام 1991".

وشدَّد جمال الدين على أنّ "فلسطين هي القضية الجوهرية في الشرق الأوسط؛ وما لم تُحل هذه القضية يصعب تحقيق الأمن في الشرق الأوسط، ويكون تحقيق العدل والإنصاف الدوليين أمرًا غير واقعي".

وشدّد الأكاديمي الصيني أنّ سياسة بلاده تتصف بدعمها اللامتناهي للقضية الفلسطينية ونبذ كل أشكال العنف الإسرائيلي.

في السياق أعربت جمهورية الصين الشعبية عن قلقها العميق إزاء تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة للحيلولة دون تحول القضية الفلسطينية عن مسارها بالكامل.

جاء ذلك خلال تصريحات لمندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، لي تشانغ جيون، نقلتها وسائل إعلام بلاده، أمس، خلال مؤتمر لمجلس الأمن عن الوضع في الشرق الأوسط.

وأكد تشانغ أنّ قضية فلسطين اختبار حقيقي للعدالة والنزاهة الدولية، مشددًا على أنّ "الإدارة المجزّأة للأزمة لا يمكن أن تحل محل تسوية شاملة وعادلة".

وقال إنه "من المقلق استمرار التوسع في المستوطنات الإسرائيلية والتعدي على الأراضي الفلسطينية والموارد الطبيعية، ما يُقوّض حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير".

وأضاف تشانغ: "كلّ شبر من التوسع الاستيطاني يزيد من صعوبة تحقيق حل الدولتين"، مطالبًا (إسرائيل) بوقف "ازدراء" القرار 2334 ووقف كل الأنشطة الاستيطانية، والتوقف عن تقويض أساس "حل الدولتين".

وأدانت الصين بشدة استمرار جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين والذي أسفر عن خسائر فادحة في صفوف الفلسطينيين، من بينهم أطفال.

وحثّ المبعوث الصيني (إسرائيل) على إجراء تحقيق جنائي في أسرع وقت ممكن في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، ونشر نتائجه من أجل ضمان المساءلة.