غمرت الفرحة، أرجاء مدينة القدس المحتلة، عقب قرار المرجعيات الإسلامية بالمدينة، بإعادة فتح المسجد الأقصى، بعد رفع سلطات الاحتلال لكافة التدابير التي كانت قد وضعتها على مداخله.

وقال مقدسيون، إنهم يشعرون بنشوة أول "انتصار"، "يتمكنون من تحقيقه على (إسرائيل)، التي تحتل المدينة منذ عام 1967، وتقوم بإجراءات متواصلة لتهويدها والسيطرة على المسجد الأقصى".

وعقب قرار المرجعيات الإسلامية ، سارع الكثير من المقدسيين للتجمع قرب بوابات المسجد الأقصى، فيما انشغل آخرون بتوزيع الحلوى، وتهنئة بعضهم البعض.

كما أطلقت النساء، اللواتي كان لهن دور واضح، في نجاح الاعتصام، الزغاريد، وذرفن الدموع، ورددن الهتافات.

وتقول السيدة المقدسية، نهلة إبراهيم، إن تعب وجهد وتضحيات المقدسين "لم يذهب سدى".

وتضيف :" ما انتصرنا إلا بعون الله، ومطلبنا الوحيد هو حقنا في المسجد المبارك، وهذا انتصار للمسلمين أجمع".

وطوال الأيام السابقة، حرص المقدسيون على السهر والرباط، على بوابات المسجد الأقصى، رغم قمع شرطة الاحتلال لهم، ومحاولات تفريقهم بالقوة.

كما شهدت أيام الاعتصام المتواصلة، تكاتفاً اجتماعياً ظاهراً، حيث حرصت العائلات القريبة من المسجد على تقديم كل ما يحتاجه المعتصمون كالطعام والماء.

ويقول الشاب عبد الرحمن النتشة:" لقد تفاجأنا من عدد المرابطين المقدسيين ووحدتهم من أجل تحقيق مطلبهم".

وأضاف:" كان الهدف والنتيجة واحدة، ولم نكن سنتنازل قبل تحقيق هدفنا".

أما المقدسية آية الجولاني، فقالت:" قلبي يؤلمني من الفرح، فالذي حدث معنا يشبه الفتوحات الإسلامية، إنها لفرحة كبيرة، وكما استطعنا استرداد حقنا هذه المرة سنستعيد قدسنا كاملة بإذن الله ونطهرها منهم".

ورغم مشاعر الفرحة، إلا أن المخاوف، ما تزال تطارد العديد من المقدسيين، الذين يخشون من وجود "مخططات إسرائيلية سرية جديدة، ضد المسجد والمدينة".

وفي هذا الصدد، تقول المقدسية إلهام خليل:" نخشى مما هو أعظم، فـ(إسرائيل) لن تستسلم، وستواصل مخططاتها لتهويد المدينة".

لكنها أضافت مستدركة:" لن تثنينا أي خطوات تصعيدية جديدة من قبل الاحتلال، سندخل أقصانا منتصرين غير أذلاء".

وشهدت ليلة أمس، احتفالات من قبل المقدسيين مع بدء دولة الاحتلال في رفع الإجراءات التي كانت قد ركبتها خلال الفترة الماضي.