قررت ما يسمى محكمة العدل الأوروبية أمس إبقاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لائحة الاتحاد الأوروبي للإرهاب، وقالت المحكمة في بيان: "إن محكمة البداية الأوروبية لم يكن ينبغي أن تسحب حماس من القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية"، مشيرة إلى أن القضية أحيلت إليها مجددًا.
بهذا القرار ودون أية تحفظات يمكننا القول إن الاتحاد الأوروبي أصبح شبيهًا بالدكتاتوريات التي تحكم دول العالم الثالث، وإن القضاء الأوروبي ليس نزيهًا بل مسيسًا إلى أبعد حد، أي أن هذا القرار لم يسقط حماس، ولن يمس حقها أو قدراتها في مقاومة المحتل الإسرائيلي، بل أسقط القناع عن القضاء الأوروبي، وكشف حقيقته لا أكثر.
هذا القرار أظهر أن أوروبا لا يمكنها تجاوز خطوط الكيان العبري الحمراء، ولا مخالفة الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة إذا حكمها مجنون مثل الرئيس الحالي دونالد ترامب، وأيضًا ربما أصبح القضاء الأوروبي وبعض دول أوروبا رهائن لمشاريع اقتصادية مرتبطة بدول العالم الثالث، التي أظهرت عداء واضحًا للمقاومة الفلسطينية (وعلى رأسها حماس) وولاء تامًّا للعدو الإسرائيلي، مع أن تلك الدول تتحدث بلسان حماس وتدين بدين حماس، ولكنها انحرفت عن جادة الصواب، وانزلقت إلى مسارات بعيدة كل البعد عن الدين وعن الوطنية.
ما الذي اقترفته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى تتهم بالإرهاب، أو تبقى على لوائحه لدى الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو لوائح صغار العرب؟، هي لم تفعل شيئًا، ولم تطلق رصاصة واحدة خارج حدود فلسطين، ولكن الكيان العبري يحاصر مليوني فلسطيني في غزة، وقتل وجرح عشرات الآلاف خلال سنوات، واعتدى على مقدساتنا، وما زال يحرمنا الصلاة في المسجد الأقصى، والاتحاد الأوروبي لا يحرك ساكنًا ولم يتهمه بالإرهاب، ولكن حين يدافع الشعب الفلسطيني عن نفسه يصبح إرهابيًّا تجب معاقبته، ما هذه السخافة وهذا الغباء؟!، ولم هذا التآمر؟!
ختامًا أقول: إن مشكلة حماس الوحيدة وجودها في وقت تحكم فيه الفوضى وشريعة الغاب هذا الكوكب، أمريكا تعربد فيه كالثور الهائج ولا يحركه سوى كيان الاحتلال، وأوروبا ارتضت لنفسها أن تكون تابعة لذلك المحور، ودول عربية متخاذلة باعت شعوبها وأهدرت ثروات الأمة من أجل الحفاظ على توارث الكراسي، فكيف لا تتحول المقاومة الفلسطينية في عرف هذا العالم الظالم إلى "إرهاب"؟!، وكيف لا يصبح كيان الاحتلال حمامة سلام؟!، ولكن الفوضى والغطرسة والظلم ستكون وبالًا على كل من مارسها أو ارتضاها، وستبقى المقاومة الفلسطينية حتى دحر الاحتلال عن آخر شبر من فلسطين، رغمًا عن الاتحاد الأوروبي وأمريكا والمتآمرين من العرب.