فلسطين أون لاين

خاص تشريك النية بالجمع بين الأضحية والعقيقة.. أقوال العلماء والراجح الفقهي

...
صورة أرشيفية
غزة/ ضحى حبيب:

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تكثر التساؤلات عن جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة في النية بذبيحة واحدة، ولا سيما مع ارتفاع ثمن الأضاحي وضيق ذات اليد التي فرضتها الظروف المعيشية في قطاع غزة أو غيره من الأماكن التي تعيش ظروفًا مشابهة تحول بين رغبات المواطنين في الأضحية أو العقيقة.

يقول أستاذ الفقه وأصوله د. خالد تربان: إن هذه المسألة من المسائل التي تدخل تحت موضوع التشريك في النية بين عبادتين اجتمعتا في وقت واحد، وإن الفقهاء اختلفوا فيها، فمنهم من ذهب إلى عدم جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة في النية بذبيحة واحدة "وهو رأي معتبر وله أدلته الخاصة"، ومن الفقهاء من ذهب إلى جواز الجمع بينهما، "وللإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله، قولان في المسألة أحدهما في الجواز والآخر في المنع". 

وعدد تربان بعض أقوال الفقهاء القائلين بجواز الجمع بين الأضحية والعقيقة في النية بذبيحة واحدة، ونقل اتفاقهم على جواز الجمع في هذه المسألة، "وأن الأضحية تجزئ عن العقيقة لو تم الجمع بينهما بالنية".

ولفت التربان إلى قول الرملي في كتابه نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج: "وَلَوْ نَوَى بِالشَّاةِ الْمَذْبُوحَةِ الْأُضْحِيَّةَ وَالْعَقِيقَةَ حَصَلَا، أي الأضحية والعقيقة بنية واحدة وفي ذبيحة واحدة، وقول البهوتي في كتابه كشَّاف القناع: "وَلَوْ اجْتَمَعَ عَقِيقَةٌ وَأُضْحِيَّةٌ وَنَوَى الذَّبِيحَةَ عَنْهُمَا، أَيْ: عَنْ الْعَقِيقَةِ وَالْأُضْحِيَّةِ أَجْزَأَتْ عَنْهُمَا نَصًّا"، ونصًّا تعني بما نص عليه الإمام أحمد في رأيه في المسألة. 

وتابع ذكر أقوال الفقهاء القائلين بجواز الجمع، ومنهم قول ابن القيم: "فَإِذا ضحّى وَنوى أَن تكون عقيقة وأضحية وَقع ذَلِك عَنْهُمَا كَمَا لَو صلى ركْعَتَيْنِ يَنْوِي بهما تَحِيَّة الْمَسْجِد وَسنة الْمَكْتُوبَة"، وقول المرداوي: "أرجو أن تجزئ الأضحية عن العقيقة"، وقول ابن رجب: "إذا اجتمعت عبادتان من جنس في وقت واحد ليست إحداهما مفعولة على جهة القضاء ولا على طريق التبعية للأخرى في الوقت تداخلت أفعالهما، واكتُفيَ فيهما بفعل واحد". 

وذكر التربان ما نُقل عن الْحَسَنِ البصري: "إِذَا ضَحَّوْا عَنِ الْغُلَامِ، فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ مِنَ الْعَقِيقَةِ"، وعَنْ هِشَامٍ، وَابن سِيرِينَ قولهما: "يُجْزِئُ عَنْهُ الْأُضْحِيَّةُ مِنَ الْعَقِيقَةِ". 

وتظهر خلاصة تلك الأقوال في القول الذي نقله تربان عن ابن نجيم أنه "إذَا اجْتَمَعَ أَمْرَانِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ مَقْصُودُهُمَا دَخَلَ أَحَدُهُمَا فِي الْآخِرِ غَالِبًا". 

لماذا جواز الجمع؟

ويرجح تربان الرأي القائل بجواز الجمع بين الأضحية والعقيقة في النية في ذبيحة واحدة، ويقول إن هناك عدة أسباب لهذا الترجيح، والسبب الأول هو: "أنَّ الأضحية والعقيقة عبادتان من جنس واحد، وكلاهما سنَّة". 

والسبب الثاني هو: "أن المقصود من الذبيحة والعقيقة التقرب إلى الله تعالى بالذبح وشكره على نعمه، وإظهار التكافل الاجتماعي فدخلت إحداهما في الأخرى".

وبشأن ما يجزئ من الذبيحة قال: "ويجزئ في العقيقة الجنس الذي يجزئ في الأضحية وهو الأنعام، وكذلك يجزئ فيها المقدار الذي يجزئ في الأضحية وأقله شاة أو سُبع بدنة أو بقرة". 

ويشير تربان إلى أن في هذا القول تيسيرًا على المسلمين، إذ إن منهم من لا يملك ثمن ذبيحتين، فيذبح واحدة وينوي الجمع بين الأضحية والعقيقة.