لم تعد أبواب المسجد الأقصى المبارك بذات الصورة المشرقة التي كانت عليها قبل الرابع عشر من يوليو/ تموز الحالي، فالاحتلال الإسرائيلي أغلق الأبواب وأجرى عليها إجراءات جعلت منها أبوابا أمنية بامتياز تحصي أنفاس من يدخلها.
مراد الدجني والذي يعمل في حراسة المسجد الأقصى منذ عام 1996، قال: "لم أشاهد اجراءات أمنية بحق أبواب الأقصى طوال تلك الفترة أشد وأقسى من هذه الاجراءات، فالانتقام من المسجد يمارسه الاحتلال في هذه الفترة بطريقة بشعة بحق مكان مقدس".
وأضاف الدجني في حديث لـ"فلسطين": "تمت معاقبتنا بعنصرية وتهديدنا بالقتل والاعتقال، وتم تجريدنا من كل صلاحياتنا التي هي مقلصة ومسحوبة منذ عام 2000م وتغيير قواعد الوضع القائم بعد زيارة المجحوم أرئيل شارون (رئيس وزراء الاحتلال السابق) ".
وتابع: "سأبقى في المسجد الأقصى رغما عن أنوفهم، وتحكم الاحتلال بأبوابه لن يجعلنا نستسلم لهم، فحراستنا للمسجد ليس من قبيل المهنة والوظيفة بل هي في دم كل حارس، والتدخل السافر لشرطة الاحتلال لن يستمر بصمود أهل المرابطين وحراسه وموظفيه".
وأردف الدجني: "شاهدت تضامن منقطع النظير على أبواب المسجد الأقصى لم يخطر ببالي في يوم من الأيام، فالمقدسي تقاسم مع أخيه المقدسي الطعام والشراب وكانت البيوت الملاصقة للمسجد محطات دعم وصمود للمرابطين".
أما الحارس المقدسي حسام مرمش فقال: "إن الاحتلال أصبح يتحكم بأنفاس المسجد الأقصى من خلال إغلاقه ووضع الأجهزة الالكترونية من بوابات وكاميرات وحواجز حديدية وغيرها من الاجراءات، وأصبح الباب مهجورا من قبل المسلمين، ويرتع فيه أفراد شرطة الاحتلال والقوات الخاصة".
ويضيف مرمش لـ"فلسطين: "الكل المقدسي من مرجعيات وحراس وأهل القدس رفضوا أنصاف الحلول وأصبحت المنطقة المقابلة لباب الأسباط معمورة بالمنتفضين، ولم يبق الباب هادئا كما ظن الاحتلال بإجراءاته".
وأشار إلى أن رفض أنصاف الحلول جعل المقدسيين في حالة رباط أمام الباب وكل الأبواب الأخرى، الا أن الرباط والصلاة عند باب الأسباط لها خصوصية كون الساحة التي أمامه تمكن من البقاء فيه بأعداد كبيرة".
انتقام وعنصرية
بدوره، أكد رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري أن الحضور النوعي في صفوف المرابطين من كافة أنحاء فلسطين للرباط قرب أبواب المسجد الأقصى، "أفقد الاحتلال صوابه، ما جعله يهاجم المعتصمين بعقلية الانتقام والعنصرية".
وقال صبري في تصريحات لـ"فلسطين"، إن "هذه الاجراءات لن تثني أهال القدس من عن الصمود أمام إجراءات الاحتلال والبوابات الأمنية التي تنال من قدسية المسجد الأقصى وتحول من حرية الحركة وتهدف إلى إفراغه من المصلين".
وأضاف: "إصابتي وحياتي كلها تهون من أجل المسجد الأقصى، وكلنا وهبنا أرواحنا من أجل المسرى وأولى القبلتين، ومن حقنا الدفاع عن مقدساتنا، فالاحتلال يخطط إلى فرض إجراءات على المسجد الأقصى تجعل منه ثكنة عسكرية وليس مكانا دينيا مقدساً".
وشدد على رفض "محاولة الاحتلال فرض القيود التي اتخذت بحق المسجد الإبراهيمي في الخليل على المسجد الأقصى، فموقفنا ثابت من كل الاجراءات ولن يكون هناك أي حل وسط في هذه القضية المصيرية، المسجد الأقصى سيبقى ملكا للمسلمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها".
وأكد صبري أن المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين ولا يحق للاحتلال أو أي جهة أخرى الحديث عن مصيره ومصير من يتوجه إلى الصلاة فيه، وستبقى السيادة للمسلمين عليه"، لافتاً إلى أن الاحتلال يرتكب حماقة كبيرة اذا واصل المساس بقدسية المسجد الأقصى والسماح لقطعان المستوطنين بتدنيسه، واقامة الصلوات التلمودية".