في أيامه الأخيرة وقبل إعلانه عن نيته حل الكنيست، حرص رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت على التأكيد أن السنة التي حكم فيها كانت سنة "ذهبية" لم تتكرر منذ سنوات طويلة، لما تميزت به من هدوء وأمن عم المجتمع الإسرائيلي نتيجة ردعه لقطاع غزة حسب أوهامه ومنع المقاومة من إطلاق صواريخ على الكيان الإسرائيلي.
أغلبنا شاهد مستوطني نتيف هعتسرا المحاذية لقطاع غزة وهم يستنجدون في حكومة بينيت لتخليصهم من كابوس مرصد المقاومة الذي أعيد ترميمه بعد سويعات من تفجيره من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولأن بينيت "خبير" في جلب الأمن والأمان للمستوطنين، فما الذي فعله؟ هل اجتاح غزة أو أعطاها مهلة لإزالة مخاوف المستوطنين؟ كل ما فعله هو أنه قرر تغيير مدخل المستوطنة بحيث يكون بعيدا عن أعين المقاومين، كما أنه نشر الجدران داخل المستوطنة ليتحرك أفرادها وسياراتهم بطريقة أكثر أمنا وليلعب أطفالهم خلف الجدران.
في السنة الذهبية لحكم بينيت، نفذت المقاومة الفلسطينية عمليات غير مسبوقة في قلب (تل أبيب)، وأخرى في مناطق مختلفة، حيث شهدت الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل موجة مرتفعة من أعمال المقاومة، وهذا لم يحدث في السنوات الأخيرة.
ولكن لماذا لم تطلق المقاومة الصواريخ في عهد نفتالي بينيت الذي لم يدم حكمه سوى عام، وازداد عدة أيام؟ أعتقد أن هناك أكثر من سبب أهمها؛ أن المقاومة في قطاع غزة قررت تنشيط أذرعها العسكرية وتحريك الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، وليس هناك شك بأن سياستها الجديدة ترجمت على أرض الواقع، ويشهد الميدان بذلك، وخاصة في جنين ونابلس والقدس، فضلا عن باقي المناطق، والسبب الآخر هو أن بينيت كان يرسل المستوطنين لاقتحام الأقصى ورفع الأعلام، وبالتوازي كان يرسل الوسطاء العرب والأجانب إلى غزة من أجل ضبط النفس واستمرار الهدوء، ولأنه لا يستطيع الاستمرار بهذه السياسة، وكان قاب قوسين من اندلاع حرب جديدة لا طاقة له ولا لجيشه بها لجأ الى الاستسلام والتخلي عن منصبه، وقرر إعادة القرار إلى الشارع الإسرائيلي والسياسيين الإسرائيليين، للذهاب إلى انتخابات كنيست جديدة أو إلى حكومة تناقضات يقودها بنيامين نتنياهو، وذهب بينيت وبقيت المقاومة والشعب المقاوم.