حدث الانقلاب الصيفي، اليوم الثلاثاء 21 يونيو عند الساعة 09:13 صباحاً بتوقيت جرينتش الساعة 12: 13 بتوقيت فلسطين، حيث كانت الشمس مباشرة فوق مدار السرطان إيذانا بأول أيام الصيف فلكياً والتي تستمر 93 يوما في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
ويعد يوم الانقلاب الشمسي الصيفي هو أطول يوم في السنة ولكن ليس أكثر أيام السنة حرارة على مستوى كوكبنا، وذلك لأن الغلاف الجوي واليابسة والمحيطات تمتص جزءًا من الطاقة القادمة من الشمس وتخزنها، وتعيد إطلاقها كحرارة بمعدلات مختلفة، الماء أبطأ في التسخين (أو التبريد) من الهواء أو اليابسة.
وعند الانقلاب الشمسي الصيفي يستقبل النصف الشمالي من الكرة الأرضية أكبر قدر من الطاقة (أعلى كثافة) من الشمس بسبب زاوية ضوء الشمس وطول النهار ومع ذلك، لا تزال الأرض والمحيطات باردة نسبيًا، لذلك لم يتم الشعور بأقصى تأثير للتدفئة على درجة حرارة الهواء بعد.
وستطلق الأرض، وخاصة المحيطات، الحرارة المخزنة من الانقلاب الصيفي مرة أخرى إلى الغلاف الجوي، ينتج عن هذا عادةً أعلى درجات حرارة التي تظهر في أواخر (يوليو) أو (أغسطس) أو بعد ذلك، اعتمادًا على خط العرض وعوامل أخرى، ويسمى هذا التأثير بالتأخر الموسمي.
يذكر أن بعد يوم الانقلاب الصيفي ستبدأ الشمس ظاهرياً بالانتقال باتجاه الجنوب من جديد في قبة السماء وتبدأ ساعات النهار تتقلص تدريجياً نتيجة لتقدم الأرض في مدارها حول الشمس حتى موعد الاعتدال الخريفي في 23 سبتمبر المقبل.
ووفقا للخبير الفلكي ماجد أبو زاهرة، سيشاهد قبل شروق شمس الانقلاب الصيفي هذا العام جميع الكواكب الخمسة المرئية بالعين المجردة في نظامنا الشمسي مجتمعة في نفس البقعة من السماء بالأفق الجنوب الشرقي وسيكون من اللافت للنظر أن ترتيبها على قبة السماء وفق بعدها الطبيعي من الشمس، أولًا عطارد والزهرة - وهما الكوكبان الداخليان اللذان يدوران حول الشمس داخل مدار الأرض - يليهما المريخ والمشتري ثم زحل.
وأشرقت الشمس في هذا اليوم من أقصى الشمال الشرقي وظلال الأشياء كانت للملاحظ عند الظهر الأقصر خلال السنة، فالشمس في الانقلاب الصيفي تأخذ أقصى قوس مسار ظاهري نحو الشمال وهي أعلى شمس ارتفاعاً كما تشاهد من مدار السرطان وكل المناطق الشمالية، وستكون ساعات النهار أطول من ساعات الليل وستغرب في أقصى الشمال الغربي.
ويحدث الانقلاب الصيفي عندما تصل الشمس ظاهريا إلى أقصى نقطة شمال السماء بالتزامن مع وصول الكرة الأرضية إلى نقطة في مدارها حيث يكون القطب الشمالي عند أقصى ميل له (حوالي 23.5 درجة) نحو الشمس.
مما ينتج عنه أطول نهار (أطول فترة لساعات ضوء الشمس) وأقصر ليل في السنة التقويمية، حيث يتلقى النصف الشمالي من كوكبنا ضوء الشمس في أقصى زاوية مباشرة في العام، ويكون طول النهار أكثر من 12 ساعة شمال خط الاستواء في حين يحدث العكس في النصف الجنوبي من الأرض جنوب خط الاستواء حيث يكون النهار أقصر من 12 ساعة.
لا يحدث الانقلاب الصيفي في نفس التاريخ كل عام فهو يعتمد على وقت وصول الشمس إلى أقصى نقطة نحو الشمال من خط الاستواء السماوي والذي يتراوح في النصف الشمالي من الكرة الأرضية من 20 إلى 22 يونيو.
إضافة بسبب الاختلاف بين نظام التقويم، الذي عادةً ما يكون 365 يومًا، والسنة المدارية (المدة التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس مرة واحدة)، والتي تبلغ حوالي 365.242199 يومًا، وللتعويض عن جزء الأيام المفقود.
ويضيف التقويم يومًا كبيسًا تقريبًا كل 4 سنوات، مما يجعل تاريخ الصيف يقفز للخلف، ومع ذلك يتغير التاريخ أيضًا بسبب تأثيرات أخرى، مثل سحب الجاذبية من القمر والكواكب، وكذلك التذبذب الطفيف في دوران الأرض.