- أنجزنا مشروع محطة المعالجة المركزية بتكلفة 58 مليون دولار
- واءمنا أكثر من 82 شارعًا لخدمة ذوي الإعاقة
- بناء ملعب وحديقة بقيمة 150 ألف دولار في المتنزه الإقليمي
- نتبع منهجية منظمة في تكريم "صُناع الجمال" وترميم منازلهم
- تحويل مكب نفايات إلى حديقة في منطقة نهر البارد
نجحت بلدية خان يونس في إنهاء معاناة استمرت 70 عامًا لآلاف المواطنين عبر مشروع إستراتيجي لتصريف مياه الأمطار، وكشفت عن مشاريع جديدة في المدينة وفق رئيسها د. علاء الدين البطة، كما أولت اهتمامًا كبيرًا بمهندسي النظافة العاملين لديها، بناء على منهجية منظمة.
وتمكنت بلدية خان يونس، حسبما يقول البطة في حوار مع صحيفة "فلسطين"، عبر جهود تراكمية لرؤساء البلديات السابقين والمجالس البلدية السابقة وبالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل، وبدعم من دولة الكويت عبر مؤسسة اليونيسف، من إنهاء معاناة المواطنين، من خلال تنفيذ مشروع تصريف المياه الأضخم على مستوى قطاع غزة، في منطقة الوفية وشارع جمال عبد الناصر وحي الكتيبة.
ولفت إلى أن تكلفة المشروع وصلت إلى 4 ملايين دولار في المناطق الثلاث، مشيرا إلى أنها تُعد من أكثر المناطق انخفاضًا في خان يونس، وتصل إليها مياه الأمطار من كل أرجاء المحافظة.
وأضاف البطة: "تم إنشاء عبارة خرسانية في باطن الأرض على أعماق متفاوتة وبطول حوالي 4500 متر طولي وصولا إلى الميول الهندسية المطلوبة لضمان انسيابية تصريف المياه من المناطق المذكورة وصولا إلى بركة التجميع الرئيسة الواقعة شمالي حي الأمل"، موضحا أن المشروع شمل أيضا تعبيد شوارع المنطقة والطرق الفرعية والإضاءة.
وتابع: "لأول مرة ينعم الأهالي في منطقة الوفية بشتاء آمن دون فيضان مياه الأمطار وإغراق منازلهم وتهديد حياتهم، بعد أن تم تنفيذ حل جذري للمشكلة"، لافتا إلى أن المشروع يُراعي الاستفادة القصوى من مياه الأمطار عبر ترشيحها للخزان الجوفي من أجل تعزيزه بما يخدم المصلحة العامة وسلامة المجتمع.
محطة المعالجة المركزية
ومن أبرز المشاريع الإستراتيجية التي أنجزتها بلدية خان يونس بالتعاون مع سُلطة المياه ومصلحة مياه بلديات الساحل مشروع محطة المعالجة المركزية للصرف الصحي بتكلفة (58) مليون دولار بتمويل من دولة الكويت عبر البنك الإسلامي للتنمية، ودولة اليابان، وإشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، جنوب شرق المحافظة، والحديث لرئيس البلدية.
وقال البطة: "يخدم المشروع أكثر من ربع مليون نسمة من سكان محافظة خان يونس في المرحلة الأولى وسيخدم كل سكان المحافظة خلال سنوات".
وأكد أن المشروع أسهم كثيرًا في حل مشكلة مياه الصرف الصحي التي كانت تعانيها خان يونس في السنوات الماضية والتي كان يتم التخلص منها عبر ضخها إلى بركة التجميع في منطقة حي الأمل ومن ثم تفريغها بعد المعالجة الأولية إلى البحر مباشرة بمقدار عشرين ألف متر مكعب من المياه العادمة يوميًّا.
وبيّن أن العمل بمشروع الصرف الصحي انطلق منذ عشرات السنين وأعاق الاحتلال الإسرائيلي تنفيذه مرات عديدة.
وأوضح البطة أن مياه الصرف الصحي بعد معالجتها، يتم الاستفادة منها في حقنها في الخزان الجوفي لتعزيزه، وري الأشجار المثمرة، قائلًا: "بحمد الله سيعود شاطئ بحر خان يونس ليكون من أنظف الشواطئ في قطاع غزة وخاليًا من التلوث، وآمنًا للسباحة، بعد إغلاق معظم مصبات مياه الصرف الصحي فيه، وتحويلها إلى محطة المعالجة شرقًا".
ذوو الإعاقة أولًا
ومن أبرز المشاريع اللافتة التي تعمل على إنجازها بلدية خان يونس بطريقة منهجية، وفق البطة، مواءمة وتأهيل شوارع لخدمة ذوي الإعاقة من كل شرائح المجتمع وفي معظم أحياء المدينة وبدعم من فاعلي الخير والجمعيات حول العالم ومساهمة من البلدية.
وأوضح البطة أنه تمت مواءمة أكثر من 83 شارعًا بتكلفة إجمالية بلغت 470 ألف دولار خلال العامين الماضيين فقط، مشيرًا إلى أن مئات الشوارع على قائمة الانتظار، إذ يتم العمل على جلب الدعم من أجل تنفيذها لمساعدة ذوي الإعاقة في التنقل بحرية وقضاء احتياجاتهم بسهولة.
وكشف عن نجاح البلدية في تأهيل ورصف شوارع عدة في المدينة، أبرزها تطوير ثلاثة شوارع رئيسة في حي البطن السمين جنوب غرب خان يونس، بتكلفة إجمالية زادت على (400) ألف دولار، وشارع رقم (118) في حي معن جنوب شرق المدينة بتكلفة بلغت (160) ألف دولار، وعمل u-turn في معن لتسهيل الحركة بقيمة (55) ألف دولار وشارع المدرسة في حي الأمل غربًا بتكلفة بلغت (450) ألف دولار، وشوارع أخرى، بدعم من صندوق تطوير وإقراض الهيئات المحلية، وجهود ذاتية، شملت تطوير البنية التحتية وتأهيل شبكات الصرف الصحي وشبكات الإنارة.
وأوضح البطة أن البلدية أنهت أعمال صيانة لعدد من شوارع المدينة أبرزها شارعا الشيخ ناصر والصليب الأحمر، بدعم ذاتي، وتمكنت من تركيب شبكات إنارة هي الأكبر في عدد من الشوارع بتكلفة 250 ألف دولار، ضمن خطة لإنارة الشوارع الرئيسة التي تمت إعادة تأهيلها مؤخرًا.
ومن أبرز المشاريع الإستراتيجية التي نفذتها البلدية مؤخرا مشروع سوق الخان المركزي "الجُملة" الواقع وسط المدينة، بدعم من منظمة الفاو العالمية بقيمة 1.2 مليون دولار، بهدف تأمين الخدمة المناسبة للمزارعين والتجار والوسطاء من خلال توفير مكان لبيع المنتجات الزراعية وتطوير الحركة التجارية، وفق البطة، الذي أوضح أن البلدية ألحقته بمشروع إمداد كهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بقوة 80 كيلو وات بتكلفة (128) ألف دولار.
تطوير الكراج المركزي
كما أوضح أن أعمال تطوير الكراج المركزي للسيارات الواقع شمال مبنى البلدية تجري بدعم من صندوق تطوير وإقراض الهيئات المحلية بتكلفة (200) ألف دولار، تشمل إنشاء مظلة للسيارات على مساحة 600 متر مربع وتركيب 210 لوحة خلايا شمسية بقدرة 95 كيلو وات لتوفير الإنارة المطلوبة للكراج ومرافقه والمنطقة المحيطة به.
ولفت البطة إلى أنه يجري العمل في تطوير عدد من الشوارع والطرق في خان يونس، منها إعادة تأهيل شبكات المياه في عشرات الشوارع بقيمة تقدر بـ9 ملايين دولار، وصيانة طرق وشوارع بقيمة 77 ألف دولار، وشبكات إضاءة وتأهيل منطقة المواصي وتوسعة شاطئ البحر وتنظيمه وتنظيفه، وإضاءة شارع الرشيد.
وكشف عن البدء قريبا في تنفيذ مشروع صرف صحي يخدم حي معن بدعم إيطالي بقيمة 500 ألف دولار، ومشروع آخر في منطقة جورة اللوت بقيمة 250 ألف دولار، مؤكدًا سعي البلدية الحثيث لإيصال شبكات الصرف الصحي إلى جميع الأحياء.
كما كشف البطة عن البدء قريبا في تأهيل شارع البحر بقيمة مليون دولار بتمويل ألماني عبر وكالة الأونروا، وشارع 41 -عز الدين القسام- بدءًا من الشئون الاجتماعية مرورًا بأبراج طيبة وصولًا إلى شارع البحر، بقيمة 650 ألف دولار بتمويل من لجنة متابعة العمل الحكومي في غزة، وشارع جمال عبد الناصر بدءًا من شارع جلال حتى المسجد الكبير بقيمة 500 ألف دولار بدعم من البنك الإسلامي للتنمية.
وفي جانب آخر، قال رئيس بلدية خان يونس: إن المتنزه الإقليمي بين رفح وخان يونس على موعد مع بناء ملعب وحديقة بقيمة 150 ألف دولار بدعم من الإغاثة الإسلامية.
وزف رئيس بلدية خان يونس بشرى لسكان منطقة نهر البارد غرب المدينة وأهالي المدينة بمشروع إغلاق وتحويل مكب النفايات إلى حديقة، بقيمة (300) ألف دولار بدعم من البنك الدولي.
"صناع الجمال"
وعلى صعيد "مهندسي النظافة"، تمثل اهتمام البلدية بهم أولًا في تغيير اسمهم إلى صُناع الجمال، وكانت أول من أطلقت هذا الاسم عليهم، وثانيًا في تنظيم حفل تكريم دوري لمجموعة منهم كل شهرين، وثالثًا في إعادة تأهيل منازلهم وترميمها.
وقال البطة: "حرصنا على تكريم صناع الجمال من العاملين في دائرة الصحة والبيئة البالغ عددهم 120 عاملًا، تقديرًا لجهودهم في خدمة أبناء شعبنا والحفاظ على الجوانب الصحية والبيئية".
وأضاف: "نستضيفهم في قاعة أحد المطاعم الكبيرة مع عائلاتهم كل شهرين في حفل بهيج، ونقدم لهم وجبات ومساعدات مالية وهدايا لزوجاتهم لرسم البسمة على وجوههم"، مشيرًا إلى أن فكرة تكريمهم حظيت بدعم من رجال أعمال داخل قطاع غزة بعد أن كان الدعم خارجيًّا فقط.
ولفت البطة إلى أنه حرص عبر برنامج خاص على إعادة تأهيل وترميم منزل كل شهر من منازل صناع الجمال بدعم من فاعلي خير ورجال أعمال ومؤسسات صديقة، قائلا: "نجحنا في ترميم 19 منزلا ولدينا قائمة طويلة بحاجة للتخفيف عن كاهلهم وإدخال البهجة والسعادة إلى عائلاتهم".
تحديات ومعوقات
ومن أبرز التحديات التي تواجه البلدية، وفق رئيسها، الحصار الإسرائيلي المتواصل، وعدم وجود موازنات كافية وشح الدعم الخارجي للمشاريع، وحالة الانقسام الفلسطيني، وعدم التزام جزء من المواطنين القادرين دفعَ الفاتورة الشهرية، وتوسع نطاق البلدية بعد تحرير قطاع غزة عام 2005 لتصبح البلدية الأكبر في قطاع غزة من حيث المساحة الجغرافية وإضافة 8 أحياء جديدة، الأمر الذي يتطلب توفير موازنات خاصة لتطويرها واهتمامًا حكوميًّا كبيرًا وخاصًّا بها.