فلسطين أون لاين

تقرير الصدفة تقود أمينة لتأسيس مزرعة الفطر الهجين جنوب الخليل

...
الخليل-غزة/ هدى الدلو:

تمضي أمينة أبو زنيد العديد من الساعات يوميًّا في العناية بنبات الفطر الذي خصصت له غرفة في منزلها الواقع في قرية رابود جنوب مدينة الخليل.

الصدفة وحدها هي من قادت أمينة، الأم لخمسة أطفال، لقرار تأسيس مزرعة خاصة بالفطر الهجين. ففي أثناء عناياتها ببعض الشجيرات المزروعة في حديقة وجدت بعض أشتال الفطر، وقفت تتأمله فلم يسبق أن شاهدته مزروعًا ولا تعلم إن كانت تلك الأشتال صالحة للأكل أم أنها سامة يمنع لمسها أو أكلها، فلجأت إلى محركات البحث عبر شبكة الإنترنت، إذ وجدت في اكتشافها فرصة لتأسيس المزرعة.

تقول لصحيفة "فلسطين": "عندها بدأت أبحث عن أنواع الفطر السام والصحي وأشكاله، وجدت الكثير من المعلومات عن طبيعة هذه النبتة اللطيفة وفوائدها الصحية التي لا تحصى فتشجعت لبدء مشروعي الخاص".

وخصصت أمينة غرفة صغيرة في منزلها لا تتجاوز مساحتها 12 مترًا مربعًا لزراعة الفطر، مشيرة إلى عدم توفر مزرعة خاصة بالفطر في جنوب الخليل شجعها على المضي في المشروع، وذلك عدا عن امتلاكها بعض المعرفة بأصول العمل الزراعي.

ولأن لكل بداية رهبة لم تكن الانطلاقة سهلة إذ سيطرت عليها حالة من القلق والتوتر، ولكن أمينة استطاعت ببعض المهارات والبحث عن المعلومات التغلب على مخاوف الفشل وتعلم أصول زراعة الفطر وأساليبه وأسراره، وقد ساعدها على ذلك تحميل كتب خاصة بالزراعة والاستعانة بمديرية الزراعة جنوب الخليل دورا والاستفادة من تجارب مزارعين.

وتضيف: "من المعلومات الجديدة التي عرفتها أن الفطر المصدر الثاني للبروتين بعد اللحوم، كما أنه غني بالفيتامينات التي ترفع من مناعة الجسم، ويستخدم غذاء صحيًّا ودواءً، ويعد مصدرًا خاليًا من الدهون والكولسترول، ويحتوي على مضادات أكسدة قوية يساعد على السيطرة على مرض السكري، ومستويات ضغط الدم في الجسم".

وتتحدث أمينة أن من فوائده أيضًا تقوية العظام وتحسين صحتها، وللفطر نكهة طيبة في الطعام، وفوائد كبيرة، منها أنه يستخدم في علاج عدة أمراض، ومنه العديد من الأنواع ما هو صحي أو سام لا يجوز أكله أو الاقتراب منه أو يستخدم لأغراض طبية.

ولم تغِب أشتال الفطر عن عينيها، بل كانت تراقبها بشغف مع مرور الأيام عليها تنتظر أن تكبر وتنمو لتتحول من أزهار صغيرة إلى فطر صالح للاستخدام.

وتشير إلى أن زراعة الفطر تحتاج إلى رعاية واهتمام يومي، إذ تعمل على تعقيمه ورشه، لكونها تعتمد في زراعته على الطريقة البيتية، إذ تزرعه على القش العشب بعد غليه في الماء ونقعه لمدة 24 ساعة.

وتذكر أمينة أن شتلة الفطر تحتاج إلى فترة حضانة مدة 14 يومًا قبل زراعته، وتمر النبتة بعدة مراحل من تحضير البيئة وتجهيزها، والتحضين، والإنتاج والقطف والتسويق.

وتوضح أن نجاح زراعة الفطر يعتمد على نسبة قليلة من الأكسجين ودرجة عالية من الحرارة والرطوبة، ومياه قليلة.

وتحصد أمينة المحصول كل 45 يومًا، وتسوقه عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وتذكر أن منتجاتها من الفطر تعد خليطًا بين نوعين من الفطر الشمنوب والمحاري، ويصل سعر الكيلو منه إلى خمسين شيقلًا (12 دولارًا أمريكيًّا تقريبًا)، وتعمل على أخذ البذور من الفطر المزروع لديها وزراعته مجددًا من أجل تنمية مزرعتها.

وتلفت إلى تحدث ضبط نسبة الرطوبة والحرارة لعدم قدرتها على توفير الأجهزة المطلوبة، وارتفاع تكلفة التقاوي (البذور)، كأحد أبرز التحديات التي قد تهدد المشروع في فصل الشتاء، ومع ذلك فإن أمينة عازمة على زراعة وإنتاج كميات أكبر وأنواع مختلفة تلبي حاجة السوق، وتطوير المشروع من خلال البحث والتواصل مع أصحاب العلاقة والاستعانة بمديرية الزراعة والمؤسسات الداعمة للمشاريع.