فلسطين أون لاين

تقرير عائلة "هريش" تتخوف على مصير ابنها أحمد من التعذيب في "مسلخ" أريحا

...
المعتقل السياسي أحمد هريش
رام الله- غزة/ أدهم الشريف:

تبدي عائلة هريش المنحدرة من بلدة بيتونيا الواقعة بين القدس المحتلة ورام الله، مخاوف كبيرة من أن ينتهي مصير ابنها أحمد في سجون السلطة، مثل مصير الناشط والمعارض السياسي نزار بنات، نتيجة التعذيب الشديد الذي يتعرض له.

أول من أمس، التقت العائلة للمرة الأولى بأحمد منذ اعتقاله، يوم 6 يونيو/ حزيران الجاري، وذلك خلال جلسة المحاكمة في محكمة الصلح بأريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة، وتحتضن أحد أخطر سجون السلطة على الإطلاق.

وخلال الزيارة فوجئت شقيقته أسماء بالحالة التي وصل إليها بعد أيام من الزج به في سجن أريحا الذي تديره قوة مشتركة من أجهزة أمن السلطة، والمخصص للمعتقلين على خلفية سياسية.

وتبيَّن للعائلة أن أحمد منذ اللحظات الأولى لاعتقاله دخل في إضراب مفتوح عن الطعام والشراب؛ رفضًا للاعتقالات السياسية التي يمارسها أمن السلطة في قرى ومحافظات الضفة المحتلة وسط رفض شعبي وفصائلي واسع، لكن السلطة لا تلقي بالًا لها.

ولسنوات عديدة، طالت الاعتقالات السياسية كوادر وقيادات فصائلية وبينهم نشطاء من حركة فتح، ونخبًا سياسية ومثقفين، وطلبة جامعات، ضمن سياسة السلطة المعتمدة منذ سنة 2007 في الضفة الغربية، وتطورت لاحقًا إلى عمليات اغتيال كما حصل مع المعارض السياسي عضو قائمة الحرية والكرامة الانتخابية، بنات.

وفجر الخميس، 24 مايو/ أيار 2021، اقتحمت قوة من جهاز الأمن الوقائي منزلًا في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، واعتدت بالضرب على بنات واعتقلته، وأعلنت وفاته بعد ساعات نتيجة الاعتداء.

وتقول عائلة بنات: إن 14 من مرتبات الأمن الوقائي شاركوا في اغتيال نزار.

والحالة التي رأت فيها أسماء هريش شقيقها أحمد، جعلها تتخوف من أن ينتهي مصيره إلى الموت، ودفعها ذلك إلى الخروج في فيديو انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت أسماء عن رؤيتها شقيقها في محكمة الصلح بأريحا: إنها المرة الأولى التي أرى فيها أحمد بهذا الشكل من بين جميع الاعتقالات السابقة التي تعرض لها.

وأضافت: أن أحمد لا يقدر على الحركة إلا بخطوات ثقيلة، ولا يقدر على الوقوف، حتى أن القاضي خلال جلسة المحاكمة نادى عليه عدة مرات وأومأ أحمد برأسه فقط ليخبره أنه يسمعه.

وذكرت أنه خلال الجلسة تبين حجم التعذيب الذي تعرض له شقيقها، ولقد أخبر القاضي بكل ما تعرض له في سجن أريحا.

وتابعت: أن أحمد تعرض للشبح والربط بالأحبال، وتظهر الكدمات في أنحاء جسده، وتعرض لأسلوب تعذيب يطلق عليه "الموزة".

وبينت أسماء أن شقيقها فقد نصف وزنه تقريبًا، ووصفت سجن أريحا بـ "المسلخ".

وأكملت الصحفية الحائزة على جائزة النزاهة ومكافحة الفساد عن أفضل تحقيق استقصائي للعام 2021 أنها رأت قضية نزار بنات أمامها، ولن أنتظر أن أرى شقيقي مثل نزار؛ في إشارة إلى مخاوفها من محاولة اغتياله.

وفي الوقت الذي يقبع فيه أحمد بسجن أريحا تحت الشبح والتعذيب، يعتقل جهاز الأمن الوقائي في بيتونيا، غرب رام الله، شقيقه محمد طالب الماجستير بجامعة القدس، ومددت السلطة اعتقاله 15 يومًا ومنعت العائلة من رؤيته.

وأثار الفيديو الذي بثته أسماء على مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل غاضبة، وغرد العديد ضد الاعتقال السياسي والتعذيب، واللجنة الأمنية المشتركة في أريحا.

وكان رئيس وزراء رام الله السابق رامي الحمدالله، أصدر قرارًا بحل اللجنة المشتركة لكن لم ينفذ.

واستطاعت مؤسسات حقوقية توثيق العديد من شهادات معتقلين سياسيين سابقين في سجن أريحا، أظهرت مدى الانتهاكات التي ترتكبها اللجنة الأمنية المشتركة بحق هؤلاء.

وتضم اللجنة المشتركة عناصر ومرتبات من أجهزة أمن السلطة كلها.

وكان مدير مجموعة محامون من أجل العدالة مهند كراجة، أكد أن المعتقلين السياسيين لدى أمن السلطة في مسلخ أريحا يتعرضون لتعذيب شديد وتحقيق قاسٍ جدًا جدًا، وأن التهم الموجهة لهم غير حقيقية.

وأشار إلى أن اعتقالات حديثة طالت 15 شخصًا بينهم 13 من حماس بتهمة "منجرة بيتونيا".

وفي الأسبوع الأول من يونيو/ حزيران الحالي، حصل انفجار داخل منجرة في بيتونيا وأحدث أضرارًا مادية دون وقوع إصابات.