فلسطين أون لاين

تقرير ما بين الشتاء والصيف.. من يروي ظمأ أهالي كفر عقب؟

...
كفر عقب - أرشيف
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

يعاني سكان حي "أم الشرايط" في بلدة كفر عقب بمدينة القدس المحتلة، مع بداية كل فصل صيف، مشكلة الانقطاع المتكرر لمياه الشرب؛ الأمر الذي ينغص حياتهم.

ويحاول أهالي الحي البالغ عددهم نحو 70 ألفًا، التغلب على المشكلة من خلال وضع خزانات للمياه بسعة كبيرة جدًا فوق أسطح منازلهم، ورغم ذلك لم تحل المشكلة من جراء انقطاعها المتواصل.

وكان أهالي الحي نظموا السبت الماضي، اعتصامًا أمام مصلحة مياه القدس في البلدة، وأغلقوا شارع كفر عقب المؤدي لمدينة القدس لفترة قصيرة، مطالبين بالتدخل العاجل لحل مشكلتهم، داعين كل الجهات المختصة والمعنية للوقوف إلى جانبهم والعمل الفوري على حل الأزمة، وإنهاء معاناتهم في أسرع وقت.

وتعد سلطات الاحتلال هي الجهة المسؤولة عن شح المياه وعدم إيصالها للأهالي، لكونها من يقوم بجباية الضرائب من الأهالي باستمرار في حين لا تلتزم تقديمَ الخدمات التزامًا كافيًا.

عنصرية الاحتلال

وقال رئيس لجنة أحياء القدس الشمالية منير الزغير: إن أزمة المياه تتفاقم يومًا بعد الآخر نظرا لشحها ولعدم توزيعها بإنصاف من قبل شركات المياه التابعة للاحتلال.

وأضاف الزغير لصحيفة "فلسطين" أن بلدية الاحتلال في القدس، تمارس عنصرية كبيرة جدًا تجاه الأحياء الفلسطينية خاصة أحياء كفر عقب، محملًا إياها المسؤولية الكبرى عن شح المياه، لكونها المسؤول الأول عن الحي، فهي تقوم بجباية الضرائب من سكانها بانتظام، في حين لا تلتزم تقديم الخدمات التزامًا كافيًا للأهالي.

وذكر الزغير أن كمية المياه الواصلة من شركات الاحتلال لمنطقة "كفر عقب" لا تكفي لتلبية احتياجات سكانها ما أدى لظهور مشكلة الانقطاع المتكرر لها.

وبين أنه وفقًا لمنظمات دولية فإن استحقاق حي "أم الشرايط" من المياه هو 11 ألف متر مكعب يوميًا، إلا أنه لا يصلهم منها إلا نحو 3 آلاف متر مكعب يومياً.

ولفت الزغير إلى أن الأهالي يعانون باستمرار من مشكلة شح مياه الشرب خاصة في فصل الصيف، كما يعانون بفصل الشتاء من الغرق بمياه الأمطار والصرف الصحي نظرًا لعدم إنشاء مشاريع تطوير بنية تحتية للحي.

وأكد أن بلدية الاحتلال تماطل في تنفيذ مشاريع البنية التحتية بالحي رغم توفر الميزانية، لافتًا إلى أن لجنته كسبت قضية في محاكم الاحتلال عام 2015 تحمل رقم 26267، لتنفيذ مشروع تطوير شبكة المياه والصرف الصحي.

اجتماع طارئ

وعن اعتصام الأهالي أمام مصلحة مياه القدس، وإغلاق شارع كفر عقب المؤدي للقدس، قال الزغير: خرج الناس لإيصال صوتهم لكل المعنيين وللمطالبة بإنهاء مشكلة انقطاع مياه الشرب.

وذكر أن بلدية الاحتلال وشركة مكوروت الإسرائيلية، تحاول التنصل من مسؤولياتها واتهام المؤسسات الفلسطينية بأنها السبب وراء أزمة نقص المياه، لافتًا إلى أن "مكوروت" حاولت التواصل مع بعض الأشخاص من سكان المنطقة لتقديم إفادة في المحاكم بأنها ليست المسؤولة عن المشكلة لإسقاط الشكاوى المقدمة ضدها في المحاكم.

وبين أن بلدية كفر عقب أرسلت كتابًا لرئيس سلطة المياه مازن غنيم، من أجل عقد اجتماع طارئ لحل المشكلة والتعرف على أسبابها ومن يقف خلفها.

وفي ذات السياق، حذر الزغير، من انهيار مفاجئ لبعض المنازل بسبب تكدس خزانات المياه على أسقفها، مبينًا أن بعض المباني تحمل على أسطحها نحو 120 طنًا من خزانات المياه، ما يعرضها للانهيار في أي لحظة.

وكان مدير مستشفى القدس للتوليد حلمي البرق، قال في تصريحات صحفية: إن معاناة المستشفى تتفاقم بسبب انقطاع المياه، يومًا بعد الآخر، مشيرًا إلى أنه يضطر لشراء المياه لسد احتياجاته منها، مطالبًا بتزويده بالمياه على مدار الساعة حتى لا تقع كارثة لا تحمد عقباها.

شركات إسرائيلية

من جانبه، حمل رئيس بلدية "كفر عقب" عماد عوض، بلدية الاحتلال في القدس المسؤولية الكاملة عن شح المياه، لكونها المسؤول الأول عن المنطقة وتجبي الضرائب من أهلها بانتظام في حين لا تلتزم تقديمَ الخدمات التزامًا كافيًا.

وقال عوض لصحيفة "فلسطين": إن شركات المياه الإسرائيلي "كجيحون، مكوروت" لا تزود السكان بكميات المياه التي يحتاجون إليها؛ ما يؤدي إلى ظهور المشكلة ومعاناة الأهالي في كل فصل صيف، مشددًا "لو زودت تلك الشركات الاحتياجات المطلوبة للسكان ستنتهي المشكلة".

ودعا كل المؤسسات الدولية الحقوقية منها والإنسانية الدولية لزيارة "كفر عقب"، والاطلاع على معاناة الأهالي، مطالبًا الدول المانحة بدعم بلدية من أجل تنفيذ مشاريع من أجل تطوير البلدة وأحيائها.