فلسطين أون لاين

"لن نقبل للمؤسسات الدولية أن تكون مساحيق تجميل للاحتلال"

عدنان يتهم "جهات" بأنها لا تريد نجاح إضرابات الأسرى عن الطعام

...
خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي (أرشيف)
جنين-غزة/ ربيع أبو نقيرة:

اتهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي المحرر خضر عدنان "جهات فلسطينية" بأنها لا تريد لإضرابات الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي الاستمرار أو النجاح، داعيا إلى تكثيف التضامن خاصة في محافظات الضفة الغربية المحتلة مع الأسرى المضربين عن الطعام.

ولا يزال عدد من الأسرى يواصلون إضرابهم عن الطعام، وهم؛ خليل عواودة (40 عامًا) من بلدة إذنا في الخليل مضرب منذ 107 أيام، ويقبع في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، ورائد ريان (27 عامًا) من بلدة بيت دقو بالقدس المحتلة، مضرب منذ 72 يومًا، وذلك رفضًا لاعتقالهما الإداري، في حين يواصل الأسير زكريا الزبيدي من مخيم جنين إضرابه منذ 13 يومًا إسنادًا لهما.

ويواصل الأسير يعقوب غوادرة من جنين إضرابه عن الطعام منذ 17 يومًا رفضًا لاستمرار عزله في ظروف قاهرة وصعبة في عزل "أوهليكدار"، وهو محكوم بالسّجن المؤبد مرتين و35 عامًا، وكذلك الأسير محمد نوارة من رام الله، مضرب عن الطعام منذ 4 أيام رفضًا لاستمرار عزله منذ 11 شهرًا في زنازين عزل "ريمون" وهو محكوم بالسجن مدى الحياة.

وأوضح عدنان في حديث خاص بصحيفة "فلسطين" أن مدينة الخليل شهدت مؤخرا فعالية حاشدة تضامنا مع الأسير عواودة والأسرى المضربين "وأعتقد أن هناك من لم يرد لهذه الإضرابات أن تستمر وتنجح، لكن إرادة الله أولا ثم تصرّف الاحتلال كانا سببًا في استمرار هذه الإضرابات".

وشدد على أنه لا طريقة للحرية والتحرير غير تبادل الأسرى ومعارك الإضراب عن الطعام، لافتًا إلى أن هذه الإضرابات جماعية ونخبوية، يقوم بها البعض عن الكل، وأنها ليست لمصلحة فصيل بعينه أو جغرافيا أو حزب أو جماعة بقدر ما هي للكل الفلسطيني ورافعة لنضال شعبنا ونضال الحركة الأسيرة وتحريضًا على تحرير الأسرى.

وذكَّر بأن إضراب المعتقلين الإداريين عام 2014 قاد إلى عملية أسر في جبل الخليل لكتائب القسام وقادت إلى حرب على غزة، أفضت إلى وجود أوراق قوة وجنود إسرائيليين أسرى بيد المقاومة.

وأضاف: "الإضرابات تحرك فينا كل شيء لتحرير الأسرى، وتحرضنا على الاحتلال، وتذكرنا بواجبنا الديني والوطني والأخلاقي تجاه الأسرى، والأسير بإضرابه عن الطعام يقترب أكثر نحو أخيه الشهيد".

رفض السلطة

ولفت إلى أن حجم التضامن يقرره الفلسطينيون أنفسهم، فإذا كان هناك قرار لدينا كفلسطينيين أن تكون هناك فعاليات مساندة ستكون، وإذا كان لدينا قرار بوقف الفعاليات أو التضييق عليها فسيضيق ذلك على قضية الإضراب عن الطعام "كما حدث للأسف تجاه الإضراب الذي قاده مروان البرغوثي ورفضته السلطة".

وأشار إلى أن هذه الإضرابات النخبوية يتقدمها شباب من كل ألوان الطيف الفلسطيني، مردفا: "بات الإضراب لا يعجب البعض، فتارة يسمونه إضرابا فرديا، وتارة يقولون إنه يطيل عمر إضرابات الحركة الأسيرة، وكل هذه الادعاءات الباطلة غير الحقيقية أثرت سلبيًا على الإضرابات".

واعتبر عدنان أن الإضرابات ليست للاستعراض الإعلامي، سيما أنها قد تفضي إلى استشهاد الأسرى المضربين، مشيرا إلى أن الدليل على نجاعتها أنها في معظمها تنتهي باتفاقات مع المضربين تحقق مطالبهم، وهذا الأمر بمثابة قوة تخترق جدار الأسر نحو الحرية.

وأضاف: "هناك من فعل فعله للتضييق على الحركة الأسيرة، ولأن فعاليات الأسرى فعاليات وطنية لا يريدها الاحتلال قَبِل البعض لنفسه أن يضغط لوقف الإضرابات عن الطعام، للأسف".

وأشار إلى حدوث إشكالية قبل أيام في رام الله، عقب فعالية إسناد للأسرى خاصة رائد ريان وهاني بشارات وخليل عواودة، هدفها لفت الأنظار عن فعاليات التضامن مع الأسرى، مردفا "الأمر ليس متعلق بقمع فعاليات التضامن، نحن نتساءل ماذا تفعل السلطة ولديها الإعلام الرسمي والحكومي والخارجية والدبلوماسيين والقناصلة والسفراء على امتداد عشرات الدول؟ لماذا يُعرف الإيرلندي بوبي ساندز على مستوى العالم، في حين أن أسرانا الذين أضربوا أكثر منه لا يُعرفوا؟".

وكشف عدنان أن الأسير عواودة اعتقله الاحتلال بالتزامن مع استدعائه من أجهزة أمن السلطة بسبب منشوراته السياسية وآرائه حول جريمة اغتيالها الناشط والمعارض السياسي نزار بنات "وهو موقف سياسي يحترم، دفع ثمنه ليس عند السلطة فقط ولكن عند الاحتلال أيضا".

وطالب دبلوماسية السلطة والمستوى السياسي فيها بالضغط على اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية العاملة في أراضينا المحتلة للخروج ببيانات تدين الاحتلال وتعطينا إشارات واضحة عن الحالة الصحية للأسرى المضربين عن الطعام.

وقال: "لا نقبل لهذه المؤسسات أن تكون مساحيق تجميل للاحتلال".