فلسطين أون لاين

مصر القديمة في "عالم سفلي" داخل مقبرة!

...

كشف باحثون عمّا يسمى بـ "الباب الزائف" داخل قبر يعتقد أنه بوابة إلى "العالم السفلي" في اختراق كبير لمصر القديمة.

وكان العالم السفلي - المعروف باسم Duat - أحد المبادئ الأساسية للحياة المصرية القديمة، ولعب دورا حيويا في الطريقة التي يعيش بها الناس حياتهم. واعتقد المصريون أنه بعد الموت مرت الروح عبر Duat لتصل إلى أوزوريس، ملك العالم السفلي الميت. ونتيجة لذلك، كانت ممارسة بناء المقابر والتحنيط مهمة للغاية بالنسبة للمصريين - فهي لم تحمِ الروح فحسب، بل قدمت فرصة لتخزين الآثار للمساعدة في الرحلة إلى Duat.

ويعد توت عنخ آمون، الملك الصبي، مثالا ممتازا على ذلك، حيث يحتوي على أكثر من 5000 قطعة أثرية مخزنة في قبره، بما في ذلك البقايا المحنطة لبناته المتوفيات قبل الأوان، والتي كان يعتقد المصريون أنها ستساعده على هزيمة الأرواح الشريرة والشياطين على طول الطريق.

وفي وقت سابق من هذا العام، اكتشف فريق من علماء المصريات مقبرة "نادرة" من عصر الدولة القديمة مع باب مثير لما اعتقدوا أنه يرمز إلى العالم السفلي وجد بداخله.

ووثّق الاكتشاف خلال الفيلم الوثائقي لقناة سميثسونيان، "صائدو القبور: قبر الهرم القاضي"، في مقطع مستقل نُشر على "يوتيوب" بعنوان "هيكل رائع داخل المقبرة القديمة: "باب خاطئ" للعالم السفلي"

وكانت المملكة القديمة فترة ديناميكية في التاريخ المصري، يرجع تاريخها إلى حوالي 2649 إلى 2130 قبل الميلاد.

وحتى اكتشاف المقبرة، جاءت معظم اكتشافات الفريق في وقت لاحق من تاريخ مصر. وقال أحد الباحثين: "انظروا ما أجمل هذا! انظروا كم هو جديد. كأن الفنان انتهى لتوه اليوم. بصراحة، هذا مذهل".

وكان للنقوش مكانة بارزة في وسط القبر، وغطت نوعا من اللوح يسمى "الباب الزائف"، كما أشار الراوي: "بوابة سحرية إلى الآخرة".

ومن أجل أن تنتقل الروح - المعروفة باسم Ba - إلى الحياة الآخرة والعودة في النهاية، اعتقد المصريون أن هناك حاجة إلى بوابة تسمح بالتنقل بين العالمين.

وقالت علياء إسماعيل، عالمة المصريات، للفيلم الوثائقي: "الباب الزائف مهم للغاية، حيث يمكن أن يتحرك Ba بين المملكة. إنه بوابة الحرية". وزُيّنت المداخل المكتشفة بدرجة عالية لتمثل جوهر المالك.

وتابعت إسماعيل: "ستحتوي على ألقاب الشخص واسمه وصورته - كل شيء عن هذا الشخص يمكن أن يحشره في تلك المساحة الصغيرة التي يريدونها".

وعثر على هوية صاحب المقبرة من خلال الصور المختلفة المرسومة على الباب، والتي أظهرت بينيموس إلى جانب زوجته وأطفاله.

وكشف أحد الألقاب عن وضعه في المملكة القديمة، حيث أطلق عليه اسم أحد معارفه الملكيين.

وأوضحت إسماعيل: "تم استخدام لقب "التعارف الملكي" بالتأكيد لشخص قريب من الملك، شخص كان من الممكن أن يكون من أقرب دائرة للملك، لذلك كان من الممكن أن يكون مستشارا ووزيرا ومسؤولا رفيع المستوى جدا".

وفي الدولة القديمة، كان الفراعنة يتمتعون بسلطة مطلقة وثروة غير محدودة.

وبذل الفراعنة أنفسهم جهودا كبيرة لضمان قيامهم أيضا برحلات آمنة إلى العالم السفلي.

 

 

المصدر / وكالات