فلسطين أون لاين

الأزهر يطلق مبادرة لإلغاء شهر العسل وجلسة التصوير

...

بهدف مواجهة تكاليف الزواج الباهظة، أطلق مجمع البحوث الإسلامية التابع لمؤسسة الأزهر في مصر مبادرة حملت شعار "لتسكنوا إليها".

ووصف بيان صادر عن المجمع العادات المصرية المتبعة في تجهيزات الزواج بالخاطئة والخارجة عن حدود المعقول، مشيرا إلى ضرورة مواجهة المغالاة في تكاليف الزفاف وبيت الزوجية في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم الوقت الراهن.

واعتبر الأمين العام للمجمع نظير عياد مبادرة "لتسكنوا إليها" دعوة عامة للمصريين من أجل التخلي عن العادات التي تحول دون تكوين أسرة مستقرة وآمنة، موضحا أن الهدف هو العودة إلى نداء العقل وصوت الحكمة مقابل عادات مجتمعية خارجة عن السيطرة.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل المبادرة، أن عددا من وعاظ وواعظات الأزهر سيتولون نشر مبادئ المبادرة بالمحافظات المختلفة.

في مارس/آذار 2021، انتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مغالاة الأسر خلال تجهيز أبنائها للزواج خاصة المناطق الريفية، مشيرا إلى زيادة عدد الغارمات في السجون بسبب تلك الظاهرة التي وصفها بغير الطيبة والبعيدة عن التعاليم الدينية.

وتضطر بعض الأسر للاستدانة من أجل تغطية نفقات زواج الأبناء، ويكون مصير الأب أو الأم هو السجن حال عدم رد الديون في الآجال المحددة.

وتساءل السيسي مستنكرا "سمعت إنهم بيجيبوا تلفزيونين وتلاجتين و10 بطاطين وغسالتين.. طيب ليه؟".

ووفق تقديرات رسمية يبلغ عدد الغارمات بالسجون المصرية نحو 30 ألفا، وحسب تقرير حقوقي صادر عن ملتقى الحوار للتنمية فأغلب الغارمات اضطررن للاستدانة بسبب تكاليف زواج بناتهن.

بنود المبادرة

تشتمل مبادرة مجمع البحوث الإسلامية على عدة بنود تستهدف الاقتصاد في التكاليف المادية لمراحل الخطبة وأثناء الإعداد للزواج وبعد الزواج.

المرحلة الأولى "فترة الخطوبة"

    قصر مراسم الخطبة على قراءة الفاتحة مع حضور الأقرباء من الدرجة الأولى فقط وتقديم دبلة فقط للعروس.

    ضبط اللقاء بين المخطوبين بحضور الأهل.

    التقليل من الهدايا المتبادلة لتظل رمزا للمودة لا للمفاخرة.

    عدم إطالة فترة الخطوبة.

    الاتفاق على كل مصروفات وتكاليف الزواج خلال فترة الخطوبة وقبل عقد القران.

المرحلة الثانية "الإعداد للزواج"

    الحصول على دورة مكثفة للزوجين في التأهيل الأسري.

    الاقتصار على كتابة المنقولات الفعلية لبيت الزوجية دون مبالغة.

    اختيار مسكن الزوجية بالتوافق بين طرفي الزواج حسب الاستطاعة.

    الاتفاق على الذهب بالقيمة وإثباته في قائمة المنقولات بالقيمة وليس بالغرام.

    الاقتصار على الأجهزة الضرورية للبيت وتأجيل ما يمكن تأجيله من الأثاث.

    إلغاء الأجهزة الكهربائية غير الضرورية.

    الاقتصاد فيما يسمى "الكسوة".

المرحلة الثالثة "الزواج"

    إقامة مراسم الزفاف على قدر المستطاع وعدم التقيد بمظاهر مغالاة مرهقة.

    يقتصر نقل جهاز العروسة على سيارة واحدة فقط وبدون حضور مدعوين.

    إلغاء عادات تكاليف الضيافة الباهظة أثناء الفرح.

    إلغاء ما يسمى "سيشن التصوير".

    إلغاء اشتراط السفر لقضاء ما يسمى "شهر العسل".

    عدم المبالغة في الزيارات اليومية والعزومات المتبادلة والهدايا الباهظة أثناء التهنئة بالزواج.

تدريب المقبلين على الزواج

بالتزامن مع تدشين مبادرة "لتسكنوا إليها" افتتح مركز الأزهر للفتوى سلسلة دورات تدريب جديدة للمقبلين على الزواج، الأحد الماضي، في إطار برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية.

وتتضمن الدورة التدريبية 10 محاضرات بواقع محاضرتين في اليوم، ويحاضر فيها عدد من المتخصصين الشرعيين والنفسيين.

وتستهدف الدورات -بحسب بيان مركز الأزهر للفتوى- التعريف بالمفاهيم الدينية والمجتمعية، واكتساب مهارات التعامل بين الزوجين وضوابط العلاقات الأسرية.

وتتضمن دورات تأهيل المقبلين على الزواج كيفية اختيار شريك الحياة، وأهم ضوابط الخطبة وأحكامها، وبيان الهدف من تكوين الأسرة دينيا ومجتمعيا، والتعرف على فقه الزواج في الإسلام، فضلا عن التعرف على أسس السعادة الزوجية، وأسس التربية الصالحة للأولاد.

بدوره أشار وكيل الأزهر محمد الضويني إلى دور مؤسسة الأزهر الوطني والمجتمعي تجاه الدولة المصرية والمسلمين في شتى بقاع الأرض.

وأشار -خلال إطلاق السلسلة الجديدة من دورات تأهيل المقبلين على الزواج- إلى إدراك الأزهر أهمية رعاية وتحصين الأسرة كأحد أهم مقومات النجاح الاجتماعي والتنمية الأسرية والاقتصادية، مضيفا أن تلك الدورات تأتي انطلاقا من الواجب تجاه المجتمع.

أمراض اجتماعية

من جانبه رأى وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، حمدي سعد، أن غلاء المهور والمغالاة في قائمة المنقولات والتباهي في مؤن بيت الزوجية أسباب رئيسة وراء انتشار الأمراض الاجتماعية وعزوف كثير من الشباب عن الزواج.

ووفق تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بلغ عدد عقود الزواج 876 ألفا و15 عقدا خلال عام 2020، مقابل 927 ألفا و844 عقدا عام 2019، بنسبة انخفاض بلغت 5.6%.

وأضاف وكيل كلية الشريعة -في تصريحات صحفية- أن عدم إدراك بعض أولياء الأمور لقيمة الزواج وأهدافه، كالرحمة والمودة وتربية الأولاد الصالحين، دفعهم للمغالاة والمفاخرة عند تزويج أبنائهم.

وأكد سعد أن التخفيف من تكاليف الزواج امتثال لأمر الله ورسوله، ويتحقق به إعمار الأرض وتحقيق الرحمة.

كما اعتبر نقيب المأذونين، إسلام عامر، مبادرة الأزهر لمواجهة تكاليف الزواج طوق نجاة لإنقاذ آلاف الغارمات من السجن.

وأوضح أن ارتفاع تكاليف الزواج تسبب في زيادة عدد الغارمين خاصة بالمناطق الريفية، وقال "يقوم الأب أو الأم بشراء كل مستلزمات زواج الابن أو الابنة عبر الاستدانة، وفي حال العجز عن السداد يكون السجن هو المصير".

وتوقع في تصريحات صحفية أن تلاقي المبادرة الأزهرية صدى لدى المواطنين وتحقق نجاحا كبيرا خاصة القرى، مؤكدا أن المأذونين سيعملون على إنجاحها عبر التوعية بها عند عقد القران.

هذا وقد ارتفع متوسط سن الزواج الأول لكل من الذكور والإناث بين عامي 2010 و2019، حيث زاد سن زواج الذكور من 28.7 سنة عام 2010 إلى 30.6 سنة عام 2019، في حين ارتفع بالنسبة للإناث من 23.8 سنة عام 2010 إلى 24.9 سنة عام 2019.

وعام 2017 وصل عدد الإناث اللاتي لم يتزوجن في الفئة العمرية 35 عاما فأكثر نحو 472 ألفا بنسبة 3.3% من إجمالي عدد الإناث فى تلك الفئة العمرية، مقابل 687 ألف حالة ذكور بنسبة 4.5%، حسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

المصدر / وكالات