فلسطين أون لاين

​على أبواب الأقصى.. "عكرمة صبري" يتقدم الصفوف

...
عكرمة صبري إثر إصابته برصاص الاحتلال (الأناضول)
القدس الحتلة / غزة - آلاء المقيد

(لمن السيادة اليوم على المسجد الأقصى؟) سؤال منذ أسبوعٍ ونيّف يحاول المقدسيون الإجابة عنه بملء فيِهم: "لا سيادة إلا للمقدسيين", فبعدما وضع الاحتلال بواباتٍ إلكترونية على بعض أبواب المسجد الأقصى وأغلق أخرى, امتلأت المدينة المقدسة بالغضب, وازدحمت أبواب المسجد بالمرابطين حيث تُقام الصلاة هناك لا داخله, يُودعون الشهيد تلو الآخر.

لم يُرهبهم القمع ولا التنكيل, ولا وابل الاعتقالات وسياط التعذيب؛ امرٌ واحد هو أن يفهم العدو أن "البوابات لا" والسيادة لأهل الأرض لا الداخلين عليها.

الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك واحدٌ من أولئك المرابطين الذين لم يتوانوا للحظة عن نصرة المسجد الأقصى؛ مواقفه المشرفة تجاهه جعلت منه اسمًا لامعًا يُذكر كلما ذُكر المسجد الأقصى.

وكان الشيخ صبري كما في كل مرة؛ قريبًا من المقدسيين الذين ولأول مرةٍ يرفضون الدخول إلى المسجد الأقصى بقرارهم لا بقرارٍ من الاحتلال, ويقيمون الصلوات قبالة أبوابه, حيث تعاملوا مع قرارات المرجعيات الدينية بإيجابيةٍ كما وَصفها الشيخ عكرمة صبري؛ يقول: "تمثَّلت هذه القرارات بعدم شرعية البوابات الإلكترونية؛ وبالتالي عدم دخول المسجد الأقصى عبرها, فالهدف من هذه البوابات بسط السيطرة الإسرائيلية على إدارة الأقصى وهذا مرفوض".

وقدم المقدسيون خلال الفترة الماضية أنموذجًا مُشرفًا في الثبات والمقاومة لأجل أقصاهم؛ ويُحدثنا الشيخ صبري عن ذلك: "رغم بطش الاحتلال بهم وأساليب الغطرسة المستخدمة ضدهم إلا أنهم ما زالوا صامدين ثابتين, يُبطش بهم في صلاة المغرب, لكن ذلك لا يمنعهم من العودة مجددًا في صلاة العشاء وهذا أنموذج مشرف لنا جميعًا".

ولا بد للشيخ عكرمة من موقف أثّر فيه خلال فترة الرباط الماضية؛ يتنهد قائلًا: "نعم هناك ثلاثة إخوة أشقاء اعتدت عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي, فجاءت أمهم في اليوم التالي واصطفت مع المرابطات وأُصيبت هي الأخرى, ومما قالته لنا: "أولادي ليس أعز على الأقصى مني, هم أصيبوا لأجله وأنا في سبيله".

ويفاخر الشيخ صبري بشهامة المقدسيين؛ حين أُصيبوا خلال الأحداث الجارية هناك, يقول: "حينما أُصبت التفَّ حولي عدد من الشباب لا أعرفهم بل أخذوا يتلقون الضربات عني وأصيبوا فعلًا لأجل سلامتي؛ وظلّوا ملازمين لي حتى أوصلوني لسيارة الإسعاف".

وتكثر أحاديث المقدسيين التي تُدمع القلب وهم يتحدثون عن شوقهم للدخول إلى المسجد الأقصى, لكن الشيخ عكرمة يُعزيهم قائلًا: "كلنا في حنين إلى العودة لأقصانا وهو يحنّ إلينا أيضًا, لكن الاحتلال بإجراءاته يؤدي إلى أن نمتنع من الدخول إلى الأقصى, والأسبوع لا يُساوي شيئًا أمام تسعين عامًا من منع الصلاة في الأقصى حين احتل الصليبيون مدينة القدس, فاصبروا واثبتوا واحتسبوا ولنا النصر بإذن الله".