الثقافة الوطنية هي مجموعة المعلومات والمعارف والقيم والمبادئ والسلوكيات التي تسود في المجتمع، والتي أقرها وتوارثها أفراده عمن سبقهم وأخضعوها للتعديل والتبديل وفق مقتضيات المرحلة.
والثقافة بكافة مكوناتها هي الحصن المنيع لأي مجتمع، لذا تبذل الدول جهودًا كبيرة وتنفق مبالغ طائلة وتضع الخطط الكبيرة لحفظ ثقافتها والدفاع عنها ضد أي محاولة اختراق، لأنها تدرك أن إنسانًا بلا ثقافة يعني إمكانية أن يصبح فريسة سهلة لغيره، وهذا يعود بالضرر ليس على الإنسان فقط، بل على المجتمع.
ونحنُ كشعبٍ فلسطيني بحاجةٍ إلى أن نغرسَ في نفوسِ أبنائنا الثقافة الوطنية لأن ذلك جزءًا من مقاومة الاحتلال الذي سعى ولا يزال لطمس الهوية الثقافية الوطنية.
وغرس الثقافة مهمة جماعية تبدأ من الأسرة مرورًا برياض الأطفال فالمدرسة فالمسجد ثم كل المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة.
وانتقالاً للتطبيق العملي لفكرة غرس الثقافة، فيسعدني أن أقدم بعض الأفكار الخاصة بتعزيز الثقافة حول القدس والمسجد الأقصى باعتبار أنها قضية مركزية لكل الأمة، وأن نصرتها واجبة على كل مسلم بما تيسر.
_ استثمار الإعلام بكافة أنواعه المسموع والمقروء والمرئي والإعلام الجديد.
_عقد الندوات واللقاءات خاصة مع الجيل الجديد الناشئ.
_اسثتمار الإذاعات المدرسية والمساجد.
_ وضع ملصقات عن القدس في البيوت والمدارس والجامعات والأسواق والشوارع والمؤسسات العامة.
_ وضع ملصقات في الأماكن الخاصة التي يتردد عليها الناس مثل عيادات الأطباء، ومكاتب المهندسين والمحامين والمطاعم وصالات الأفراح والملاهي.
_ استثمار الورقة التي يكتب عليها الطبيب الدواء للمريض" الروشتة".
_ استثمار خلفيات السيارات وزجاج نوافذها وتعليق ميداليات وملصقات.
_ استثمار الأقلام والحقائب المدرسية والنسائية، وساعات اليد والكاسات والتحف والمزهريات والدفاتر، وغطاء الجوال.
_استثمار اليافطات التجارية الدعائية، والأجندة الشهرية للصلاة.
_وضع لوحة إعلانات ليلية مضاءة في الشوارع والمفترقات الرئيسة.
_ استثمار الملابس الشبابية بكافة أنواعها وغطاء الرأس.
_ اسثتمار خزانات ملابس الأطفال في البيوت.
_ تخصيص جزء من اليافطات التجارية لوضع معلومات عن القدس والمسجد الأقصى.
كيف نستثمر تلك الأدوات والأماكن في تعزيز الثقافة الوطنية الخاصة بالقدس والمسجد الأقصى؟
ثمة معايير لوضع المعلومة في الأداة والأماكن والفئة المستهدفة، فطلاب رياض الأطفال والمدارس الابتدائية يلزمهم معلومات خفيفة من حيث الكم والنوع غير تلك المستخدمة مع طلاب المرحلة الاعدادية والثانوية، وكلما كانت الفئة كبيرة بالسن كلما تنوعت وزادت المعلومات المعطاة لها.
إن المعلومات المراد تعزيزها عند الناس عن القدس والمسجد الأقصى هي من قبيل، مكانة القدس والمسجد الأقصى في الإسلام من خلال ذكر آية أو حديث نبوي أو قدسي، أشعار عنهما، المساحة والأماكن، أسماء الصحابة الذين جاءوا للقدس وماتوا ودفنوا فيها، وأبزر الأحداث والمعارك التاريخية، رحلة الإسراء والمعراج، فتح عمر لبيت المقدس والعهدة العمرية، وتحرير صلاح الدين للقدس من أيدي الصليبيين، الاحتلال الصهيوني، وأسرى وشهداء القدس، ومناطقها وأحيائها.
تلك كانت بعض الأفكار التي هداني الله عزوجل لها، وأنا على ثقة بأن لديك أفكار أفضل منها، فيجب علينا ألا نبخل على أقصانا الحبيب، فالفكرة في الوقت المناسب تكون أقوى من البندقية.