عمل الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من سبعين عامًا على إدماج أهلنا في الداخل المحتل في المجتمع الإسرائيلي وطمس هويتهم العربية والفلسطينية، بل فرض اللغة العبرية عليهم في معظم مفاصل الحياة لتحل مكان لغتهم العربية، معتقدًا أنه سينجح في سلخهم عن دينهم وعروبتهم.
وعلى الرغم من كل ذلك شاهدنا كيف هب أهلنا في الداخل المحتل لنصرة المسجد الأقصى والقدس من جراء الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في "هبة الكرامة"، لتسقط بذلك كل المخططات الصهيونية الرامية لعزل أهلنا عن هويتهم ومقدساتهم.
اليوم وبعد نحو عام من "هبة الكرامة" التي اندلعت بالتزامن مع معركة "سيف القدس" اعتقلت مخابرات الاحتلال العشرات من الشباب الفلسطيني في الداخل المحتل في محاولة لمنع أي تحرك شعبي ضد ممارسات الاحتلال ومستوطنيه في المسجد الأقصى، وتتركز الاعتقالات في مدينة عكا التي وصل عدد المعتقلين فيها إلى أكثر من ثلاثين شابًّا في محاولة انتقامية من الاحتلال ضد أهلنا في عكا من جراء نصرتهم للمسجد الأقصى.
وما زال مسلسل الاعتقالات جاريًا حتى اليوم إذ اعتقلت شرطة الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك" قبل يومين الشابين إبراهيم جمالي ورازي عودة من عكا على خلفية أحداث هبة الكرامة.
كما يتم تلفيق تهم باطلة وغير صحيحة للمعتقلين ولا تمت للقانون بصلة، في محاولة انتقامية، خاصة أن عكا من المدن التي راهنوا على أسرلة شبابها كغيرها من المدن في الداخل المحتل، بمليارات تم دفعها في مشاريع على مدار سنوات.
كما يريد جهاز مخابرات الاحتلال العمل على تشكيل ردع كبير لأهل عكا والـ48 من خلال هذه المحاكمات الخطيرة والتهم الكبيرة وإخفاء ملفات الشباب، وإظهار أنهم ارتكبوا جرمًا كبيرًا، من خلال مشاركتهم بهبة الكرامة.
كل هذه الممارسات من سلطات الاحتلال ومن خلال التجربة أثبتت فشلها وانعكاسها لصالح أهلنا في الداخل بمزيد من التمسك بحقوقهم وثوابتهم ورفض الاحتلال الجاثم على صدورهم منذ أكثر من سبعين عامًا.