المسؤول الأمريكي السابق ديفيد شينكر الذي يعمل حاليًّا مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، قال: إن هناك تعاونًا عسكريًّا غير مسبوق بين "إسرائيل" ومصر، ما أدى إلى وجود قوات عسكرية مصرية بأعداد كبيرة في سيناء مع وجود أسلحة ثقيلة ومتنوعة، ولذلك أطلق تحذيره بأن ذلك يخالف اتفاقية السلام الإسرائيلية المصرية، وقد يهدد أمن "إسرائيل" عند حدوث أي تغييرات مستقبلية في مصر، كما حدث في السابق، إذ لم تكن الإدارة الأمريكية مستعدة لذلك التغيير ولم تكُن تتوقعه.
تحذيرات شنكر في مكانها، وإقراره بأن أمريكا لم تكُن تتوقع ثورة يناير المصرية دليلًا على أن حركة الشعوب وثوراتها لا علاقة لها بما تخططه أمريكا والدول الكبرى كما يتوهم من اتخذ آلهة من دون الله وأعتقد أن قوى عظمى من البشر هي التي تتحكم في مصائر الشعوب وتضمن بقاء الأنظمة الموالية لها.
شيء آخر يؤكده تحذير المسؤول الأمريكي السابق هو أن الكيان الإسرائيلي على كف عفريت وقد ينهار في أي لحظة مع سقوط أنظمة عربية محيطة بفلسطين، لأن سقوطها يعني فتح أبواب الجحيم على المحتل الإسرائيلي الذي عجز عن إخضاع قطاع غزة أو السيطرة على الجبهة الشمالية.
إن أحفاد أبرهة الأشرم وأصحاب ديانته الجديدة المسماة "الإبراهيمية" لن يوفروا الأمن والأمان للمحتل الإسرائيلي، إن بناء حائط مبكى في الإمارات لن يصد قدر الله أو يطيل عمر الاحتلال في فلسطين، وكذلك التقارب الإسرائيلي مع دول مثل المغرب والسعودية والبحرين كلها مظاهر كاذبة للتمكين الإسرائيلي، تلك الأنظمة تفتقد مقومات الصمود والبقاء، وهي على بعد مرمى حجر من الانهيار المؤكد، ودولة الاحتلال "إسرائيل" تعلم أن تحالفها مع الأنظمة العربية العميلة تحالف مأزومين ومهزومين ولن يطول.
وبالعودة إلى المسؤول الأمريكي السابق ديفيد شنكر، هل تحذيراته ستفيد الكيان الإسرائيلي إذا أخذ بها؟ بكل تأكيد لن تفيده مطلقًا، فوجود قوات مصرية بأسلحة ثقيلة قريبة من الحدود الفلسطينية المصرية يشكل خطرًا، مؤكدًا أمن الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك عدم وجودها يعني ترك سيناء تحت سيطرة تيارات مسلحة وقوية، وإن حدث أي تغيير في تركيبة تلك التيارات أو مخططاتها وقررت مهاجمة الاحتلال فحينها ستنقلب الأمور رأسًا على عقب وتصبح دولة الاحتلال في خطر داهم، أي أن دولة الاحتلال تتجه إلى نهايتها حسب كل السيناريوهات المحتملة.