فلسطين أون لاين

لماذا لا ينام أطفال الفقراء جيداً؟ دراسة حديثة تجيب

...

وجدت دراسة جديدة -نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في سبتمبر/أيلول 2021- أنه على مدار عامين، كان ثلث الأطفال لا يحصلون باستمرار على قسط كاف من النوم كل ليلة.

ويختلف مقدار النوم الذي يحتاجه الأطفال بناء على العمر، ولكن عدم الحصول على قسط كاف منه يمكن أن تكون له النتائج السلبية نفسها، بغض النظر عن العمر، إذ تسهم قلة النوم في حدوث مشكلات صحية ودراسية. لذا يعد الاعتناء بنظام روتيني لنوم الطفل جزءا مهما من صحته العامة.

وفحص التقرير، الذي أجراه المركز الأميركي، النتائج المتعلقة بمقدار نوم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر و17 عاما كل ليلة من 2016 إلى 2018، وتوصل إلى استنتاج مفاده أن 34.9% منهم لم يحصلوا على قسط كاف من النوم.

وأظهر البحث أيضا أن الأطفال من الأقليات أو ممن ينتمون إلى الطبقة الاقتصادية الأدنى يعانون الأرق بمعدل أعلى. وكان الأطفال الذين لديهم "احتياجات رعاية صحية خاصة"، مثل اتباع وصفة طبية معينة أو من لديهم إعاقة، أكثر عرضة لعدم حصولهم على قسط كاف من النوم.

بالنسبة للأطفال الذين ينتمون إلى الأقليات العرقية والإثنية، بما في ذلك 50% من السود الذين لا يحصلون على قسط كاف من النوم، وأولئك الذين يعانون وضعا اقتصاديا أقل، فإن الدراسة تشير إلى أن العنصرية وانعدام الأمن الغذائي يسهمان في زيادة التوتر، لذلك فالإجهاد بدوره يجعل النوم أكثر صعوبة.

كما تشير الدراسة أيضا إلى أن الآباء في الطبقة الاجتماعية والاقتصادية الدنيا قد يعملون في مواعيد عمل غير تقليدية، مما يجعل من الصعب الحفاظ على جدول نوم أطفالهم.

وكانت دراسة أخرى -أجريت عام 2019- توصلت إلى أن قلة النوم لدى الأطفال تعود إلى العيش تحت خط الفقر ونقص الوعي لدى الآباء حول أهمية النوم الكافي، وزيادة استخدام الوسائط الرقمية، والمواقف السلبية في الحياة المنزلية وقضايا الصحة العقلية.

النوم له دور مهم في صحة الطفل وعافيته بوجه عام؛ فعندما لا يحصل الأطفال على قسط كاف من النوم، يمكن أن يواجهوا مشاكل في الوزن ويصابون بمستويات أعلى من التوتر، وبل قد يواجهون مشاكل في المدرسة.

مشكلات دراسية

حسب ما جاء في موقع "فيري ويل فاميلي" (Very well family)، تقول أنايانسي لاسو بيروت، طبيبة الأطفال بمستشفى الأطفال بجامعة ميريلاند، "يواجه الأطفال الذين يعانون من الحرمان من النوم مزيدا من الصعوبات في التعلم في المدرسة والمزيد من المشكلات السلوكية".

كما يؤثر عدم الحصول على قسط كاف من النوم أيضا بقدر كبير على المراهقين، فقلة النوم يمكن أن تزيد من ميل المراهقين إلى السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.

ووفقا للدراسة التي تم تقديمها في المؤتمر والمعرض الوطني للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) عام 2019 في مدينة نيو أورليانز الأميركية، وجد الباحثون أنه مقارنة بأقرانهم المحرومين من النوم، فإن 48% من الأطفال، الذين ينامون بشكل كاف، لديهم احتمالية أعلى بنسبة 44% لإظهار الفضول في تعلم معلومات ومهارات جديدة، وكانوا أكثر عرضة بنسبة 33% لإتمام جميع واجباتهم المدرسية، كما تميز أداؤهم الجيد في المدرسة بنسبة 28%.

النوم هو وقت إصلاح الجسم

عندما يكون الجسد نائما، فإنه يصلح نفسه مما حدث خلال اليوم ويستعد لليوم التالي. في أثناء النوم، يمر الجسم بدورات نوم مختلفة وكلها جزء من إيقاع الساعة البيولوجية. وفي أثناء حدوث ذلك، ينتج الجسم هرمونات مثل الميلاتونين الذي يسهم في النوم الصحي، والكورتيزول الذي ينظم الإجهاد، والغريلين الذي ينظم الجوع، وهرمون النمو الذي يساعد العظام والعضلات على النمو.

عندما لا ينام الأطفال بشكل كاف، لا يكون الجسم قادرا على إدارة هذه الهرمونات بشكل صحيح، وهذا هو السبب في أن الأطفال قد يعانون زيادة التوتر وزيادة الوزن وحتى ضعف العضلات.

كم ساعة من النوم يحتاج إليها الطفل؟

يحتاج الأطفال من مختلف الأعمار إلى كميات مختلفة من النوم كل ليلة. وبوجه عام، يحتاج الأطفال الأصغر سنا إلى مزيد من النوم مقارنة بالأطفال الأكبر سنا، ولكن هناك نطاقا صحيا لكل عمر.

وفقا للأكاديمية الأميركية لطب النوم، يحتاج الأطفال في المتوسط ​إلى الكميات الآتية من النوم يوميا:

    الرضع من 4-12 شهرا يحتاجون إلى 12-16 ساعة.

    الأطفال من سنة إلى سنتين يحتاجون إلى 11-14 ساعة.

    الأطفال من 3-5 سنوات يحتاجون إلى 10-13 ساعة.

    الأطفال من 6-12 سنة يحتاجون إلى 9-12 ساعة.

    المراهقون من 13-18 سنة يحتاجون إلى 8-10 ساعات.

كيف تساعد ابنك على النوم بشكل أفضل؟

وفقا لموقع "هيلث لاين" (Health line)، توجد عدة طرق لمساعدة الأطفال على تنظيم عادات نومهم. بالنسبة للأطفال الرضع، فإن التغذية الجيدة والمحافظة على نومهم بشكل منفصل هي الأهم، بحيث لا يعتمد طفلك الصغير على الرضاعة للنوم، مع ضرورة إبقاء الغرفة مظلمة وباردة بشكل مناسب.

مع تقدم الأطفال في السن، يصبح من المهم جدا الحفاظ على جداول نوم ثابتة لهم. ضع حدودا وتوقعات واضحة في ما يتعلق بإبقاء طفلك في سريره طوال الليل. بالنسبة للأطفال الذين قد يخافون الظلام، فإن استخدام ضوء ليلي خافت يمكن أن يساعد أيضا في تخفيف أي مخاوف.

عندما يتعلق الأمر بالمراهقين، يجب استخدم السرير للنوم فقط، وليس لأداء الواجبات المنزلية، وذلك بإيجاد فصل واضح بين العمل والنوم، قد يكون من الأسهل على الدماغ أن يفهم بالضبط ما الذي يجب استخدام السرير من أجله.

يعد عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية في السرير أو قبل النوم مباشرة من أهم الاقتراحات للحفاظ على نوم صحي للأطفال؛ فإن ضوء الهواتف والأجهزة اللوحية لا يضر بالعينين فحسب، بل قد يزيد أيضا من صعوبة النوم.

إذا استمر أرق طفلك لفترة طويلة، فقد يكون من الأفضل زيارة الطبيب المختص لتحديد إذا ما كان هناك سبب أساسي للأرق واكتشاف طرق لمساعدة طفلك على النوم بشكل أفضل كل ليلة.

المصدر / وكالات