فلسطين أون لاين

​شديد: حملات الاعتقالات ستفشل في وقف الغضب

اعتقال محرَّري حماس في الضفة.. دليلُ رعبِ الشاباك من تململ قادم نصرة للأقصى

...
الاحتلال يعتقل أحد المواطنين (أ ف ب)
قلقيلية / غزة - مصطفى صبري

حملات الاعتقالات الواسعة لكوادر حركة حماس المحررين في الضفة العربية والتي طالت نحو 25 من قيادات وكوادر الحركة، فجر أمس، يدلل على رعب جهاز مخابرات الاحتلال الإسرائيلي "الشاباك" من تململ قادم نصرة للمسجد الأقصى المبارك، بحسب ما يؤكد نواب وقادة فلسطينيون.

ويقول النائب في المجلس التشريعي فتحي القرعاوي من مخيم نور شمس لـ"فلسطين": "هذه الاعتقالات إفلاس من قبل حكومة الاحتلال، فالشعب المنتفض نصرة للمسجد الأقصى لا تؤثر فيه اعتقالات ميدانية".

ونبه القرعاوي إلى أنه قبل عمليات الاعتقال الواسعة فجر أمس -والتي أسمتها قوات الاحتلال "جز العشب"- "كانت هناك عمليات اعتقال يومية، فالحالة الشعبية لا تنفع معها الاعتقالات الانتقائية، فحالة الاستفزاز التي تتسبب بها حكومة الاحتلال بإجراءات تمس قدسية المسجد الأقصى، جعلت الشعب كله في مواجهة الاحتلال".

وتابع: "اعتقال الكوادر من المحررين أسلوب استخدم سابقا ولم ينفع في حالة المواجهة الشعبية، فالجماهير أصبح يتم توجيهها من قبل الأحداث الجارية والتي تتعلق بمقدسات مثل المسجد الأقصى".

أما الأسير المحرر ثامر سباعنة، الذي أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال قال لـ"فلسطين": "الاعتقالات لها بعد نفسي لدى الاحتلال، فهو يقوم بها من أجل توجيه ضربة ميدانية، إلا أن الحالة الراهنة هي حالة لها دوافع ميدانية تتعلق بالإجراءات ضد المسجد الأقصى".

وأضاف أن "الاحتلال لا يحارب فصيلا فحسب (حماس)، بل يحارب كل الشعب الفلسطيني بكامل أطيافه، وهذا هو بيت القصيد، فالاعتقالات عملية إرضاء للمستوى الأمني والسياسي"، مشيرًا إلى أن أغلب المعتقلين محررين من الأسر منذ أسابيع أو أشهر قليلة، وليس لهم أي تأثير ميداني كونهم لم يلتقطوا أنفاسهم من الاعتقال الأخير.

وتابع سباعنة: "التركيز على حركة حماس في الاعتقال، يدلل على تخوف الشاباك من تأثير هذه الكوادر المحتمل في قادم الأيام، وهذا يشير إلى أن الاحتلال يتوقع استمرار الحالة الشعبية مدة طويلة".

صور من الاعتقالات

والدة المحرر محمد خضر من قلقيلية والذي أفرج عنه في أيار/مايو الماضي، تقول لـ"فلسطين": "الاعتقال لابني محمد كان بالنسبة لنا صدمة ونكبة، فلم نكن نتوقع في غضون شهرين من الإفراج عنه أن يعيد جنود الاحتلال الاعتقال الظالم، ولم أصدق انهم سيعتقلونه وهم داخل المنزل، وظننت أنها عملية استجواب واستدعاء كما يحدث في كثير من الحالات مع المحررين، إلا أن قرار الاعتقال كان معهم، وأخذوه بسرعة".

ويرى صاحب رواية "ستائر العتمة" الشهيرة، المحرر وليد الهودلي في حملات الاعتقال التي يطلق عليها جيش الاحتلال بعمليات "جز العشب"، أنها تشكل حالة تخبط من الاحتلال في مواجهة هبات شعبية عارمة، وإن الاحتلال ما زال يتخوف من المحررين كونهم لهم تجارب سابقة حسب الملفات الموجودة في أرشيف مخابرات الاحتلال.

وأضاف: " الاحصائيات الشهرية لمجموع المعتقلين تفوق الخمسمائة معتقل، وهي يومية، ومع ذلك لم تمنع من وجود مقاومة لمخططات الاحتلال في المسجد الأقصى، وهذا يشير إلى أن الشعب الفلسطيني تنطبق عليه فرضية توارث النضال".

ولفت الهودلي إلى أن الاعتقالات أصبحت ضمن أجندة الاحتلال اليومية، ولم تعد أسلوبا رادعًا، فيوميا تصدر محاكم الاحتلال العسكرية أحكامًا بمئات السنوات على المعتقلين الفلسطينيين ومع ذلك لم تتوقف حركة الشعب الفلسطيني في مواجهة مخططات الاحتلال.

دليل تخبط

من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس عبد الرحمن شديد: إن حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال فجر أمس بحق قيادات وكوادر حماس في الضفة دليل تخبط الاحتلال وعدم سيطرته على الأوضاع في الضفة.

وأوضح شديد في تصريح صحفي أمس، أن اعتقال القيادات والكوادر والمحررين يهدف إلى وقف الحراك المتصاعد في الضفة المناصر للأقصى، مؤكداً فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه كما أثبت ذلك شعبنا من قبل.

وتابع: "لقد عودتنا الضفة الأبية أن ضربات الاحتلال وانتهاكاته لا تزيد شعبنا إلا قوة وصلابة، وإصراراً على التحدي والوقوف في وجه المحتل".

ودعا القيادي في حماس إلى مزيد من التصعيد والحراك والتوجه لنقاط التماس مع الاحتلال في جميع المناطق، وعدم إعطاء الاحتلال فرصة لالتقاط الأنفاس.

وحيّا شديد شهداء شعبنا الذين ارتقوا خلال الأيام الماضية دفاعاً عن الأقصى، مضيفاً "إن شعبنا بشبابه المقاوم، وعائلاته التي ترسل أبناءها للذود عن حمى الأقصى؛ يسجل أرقى مراحل التضحية والإباء، وإن التاريخ سيخلد أسماء هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن مسرى المسلمين، في زمن الذل والهوان الذي تعيشه الأمة".

كما أشاد بانتفاضة شعبنا التي يقودها الشباب الواعي بقضيته، والذي يدافع عن مقدسات الأمة نيابة عنها، مطالباً المستوى الشعبي والرسمي العربي والإسلامي بدعم صمود أهل القدس والضفة الغربية في وجه الاحتلال.