قائمة الموقع

نورا دبابش.. تخُصُ مرضى حساسية القمح بجهدها ومنتجاتها

2022-06-02T13:48:00+03:00
حلويات نورا دبابش

إصابة ابنتها بـ"حساسية القمح" غيّرت مجرى حياة نورا دبابش، فمعاناتها مع عدم قدرة ابنتها على تناول أيٍ من الحلوى أو "البسكويت" كغيرها من أقرانها، وفي ظل الغلاء الباهظ لأسعار المأكولات الخاصة بالمصابين بها، الأمر الذي لا يطيقه كثيرٌ من ذوي المصابين به.

وتشير إلى أنه عندما بلغت ابنتها سن السابعة عانت من حساسية شديدة في جسمها رافقه مغص في البطن وإسهال، وحين خضعت لعملية منظار أظهرت النتائج أنها مصابة بحساسية القمح، فكان التشخيص نقطة تحوُّل في حياة الأسرة.

ولكون الأطعمة المخصصة لمرضى "حساسية القمح" باهظة الثمن، حرمت ابنة دبابش من أشياء كثيرة كالبسكويت والقرشلة والكنافة والمعكرونة وغيرها، "كما أن معاناتنا كأهل غزة لا تتوقف عند هذا الحد، بل إن مشاكل المعابر تحول دون وصول هذه المنتجات لأوقات طويلة".

وقد انعكس هذا الحرمان نفسيًّا على ابنة "دبابش" وهي ترى شقيقتها الأكبر منها تشتري كل ما تريده من الدُكان والمدرسة، بينما هي إذا تناولت أي منها تصاب بالإعياء، "فخطرت لي فكرة أن أصنع لها ما تريده في المنزل، وهذا ما كان".

وبعد محاولات عديدة لصعوبة التحكم في الدقيق الخالي من الجلوتين، استطاعت دبابش أن تصنع كل ما حرمت منه ابنتها، حتى أنني أقمتُ لها حفل عيد ميلاد كل المأكولات فيه من هذا الدقيق.

محاولات متكررة

وتبين دبابش أن مرضى "حساسية القمح" ممنوعون من أي منتج يدخل فيه القمح، كما أنها موجودة في أماكن محددة وباهظة الثمن، "فكيلو المعكرونة ثمنه 16 شيكلًا (بدل 3 شواكل للكيلو العادي) وباكو البسكويت بـ12 شيقلًا (بدل شيقليْن للمنتج العادي)، فمهما كانت القدرة المادية مرتفعة فلن أستطيع توفير كل شيء لابنتي".

وحتى الصناعة المنزلية لهذه الأصناف أيضاً باهظة الثمن، "فكل صنف وصلت إلى إتقانه بعد محاولات فشل عديدة، فأنا أصنع كل شيء من الألف إلى الياء في مطبخي بما في ذلك صوص تزيين الكيك"، مشيرة إلى أنها التحقت بدورة لصنع "الكيك" لتتمكن من صناعة منتجات خالية من الجلوتين.

وتضيف: "لا تسعني الدنيا سعادتي عندما أرى فرحة ابنتي بكل إنجاز أصنعه لها، لذلك قررتُ أن أفيد غيرها من مرضى حساسية القمح، ببيع تلك المنتجات عبر صفحات لي على مواقع التواصل الاجتماعي استخدمها في تسويق منتجاتي من الحلوى العادية".

لم تتوقع دبابش الإقبال الكبير على شراء منتجاتها الخالية من الجلوتين ورسائل الشكر التي تتوارد لها يومياً من أهالي أطفال مصابين بالحساسية يشكرونها فيها على أنها كانت سببًا في تحقيق أمنيات أطفالهم بتناول "الكيك" والبسكويت وغيره.

لا تتوانى دبابش عن تزويد الأهالي غير المقتدرين ماديًّا على شراء تلك المنتجات بالوصفات الخاصة ليصنعوها لأطفالهم منزليًّا، "لعلمي بمعاناتهم فأنا لا أبخل عنهم بأي وصفة، وأكتفي بتحقيق الربح من خلال المأكولات العادية أما المأكولات الخاصة بالحساسية فالأمر يختلف لدي".

ولاقت منتجات دبابش إعجابًا واسعًا من أناس في الضفة الغربية والخارج، "تصلني إطراءات يومية على صفحاتي ومن خلال المجموعات الخاصة بـ"مرضى الحساسية"، معربة عن أملها في أن تتمكن لتوسيع عملها ليصبح لها مخبزها الخاص الذي يمكنها من خلاله بيع هذه المنتجات بسعر أرخص وأن تصل لكل المحتاجين لها.

اخبار ذات صلة