أكد مسؤول ملف القدس في حركة المقاومة الإسلامية حماس هارون ناصر الدين، أنّ المعركة لا تزال مستمرة، وأنّ الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يرسل رسائل يستجدي فيها عدم رد المقاومة على ما حدث في "مسيرة الأعلام" التهويدية في باحات المسجد الأقصى.
وقال ناصر الدين في حوار خاص بصحيفة "فلسطين": "لم يمنع المقاومة من الرد شيء سوى أنها لم تُرد أن يكون الاحتلال هو من يُحدّد حيثيات المعركة في ظلّ استعداداته التي ترقبها منذ ثلاثة أشهر، إضافة لما يقوم به من مناورة مستمرة منذ ثلاثة أسابيع وستستمر أسبوعًا آخر بمشاركة كل وحداته العسكرية".
وشدّد على أنّ "المقاومة هي من ستختار الوقت المناسب للرد على الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ المسجد الأقصى والقدس"، وأرادت أن تكون هي من يُحدّد المعركة وليس الاحتلال، ومتى وكيف ترد على الاقتحامات والطقوس التلمودية واعتداءات المستوطنين.
رسائل وسطاء
وكشف أنّ ما وصل إلى المقاومة من رسائل من الوسطاء أنّ الاحتلال لن يقوم بأيّ تغيير داخل المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أنه اكتفى أمام ردعه من المقاومة بتوقيف "مسيرة الأعلام" التهويدية في باب العامود دون مواصلة مخطط المسيرة إلى الحي الإسلامي، رغم المشاهد المؤلمة من خلال رفع علم الاحتلال في ساحات الأقصى وممارسة طقوس الارتماء على الأرض وقمع المواطنين.
وقال إنّ دولة تحتاج إلى آلاف الجنود والقوات لتسيير مسيرة دليل على ضعفها وهشاشتها، وهي دولة مزيفة لا يمكن أن تقوم لها قائمة، مؤكدًا أنّ تداعيات معركة "سيف القدس" وما أحدثته من مفاعيل وما فرضته من معادلات أدّت لحشد الاحتلال كلّ هذه الحشود، وإجراء مناورة عسكرية استعدادًا لأيّ ردٍّ على عدوانه بحقّ الأقصى.
ودعا ناصر الدين شعبنا في القدس والضفة الغربية والداخل المحتل إلى الاحتشاد والرباط في ساحات المسجد الأقصى الجمعة المقبلة، لتكون الرسالة واضحة للاحتلال أنه لا يمكن أن يكون له موطئ قدم في المسجد المبارك، مُثمّنًا دفاع المقدسيين عن القدس والمسجد الأقصى والتنغيص على "مسيرة الأعلام".
معادلة لم تتغير
وعمّا إذا كان الاحتلال استطاع تغيير المعادلة التي فرضتها المقاومة بأنها جزء من القدس، أكد ناصر الدين أنه ومستوطنيه لن يستطيعوا المساس بالأقصى، وأنّ أيّ مساسٍ به سيكون رد المقاومة عليه قاسيًا.
وبشأن هدم الاحتلال منذ بداية العام الجاري 200 منزل ومنشأة بالقدس وتوزيع 2780 أمر هدم إداريًّا وقضائيًّا وتهديد 21 ألف منزل بالهدم حسب معطيات فلسطينية، قال مسؤول ملف القدس في حماس: إنّ أهالي القدس والضفة الغربية سيجابهون جرائم الاحتلال باقتدار، بالتزامن مع عمليات المقاومة التي تردعه.
وشدّد على أنّ المقاومة هي درع القدس الحامي، وأنّ شعبنا بمقاومته الشعبية يستطيع التصدي للاحتلال، وله دور كبير في المعركة والمواجهة، مشيرًا إلى حدوث أكثر من 12 عملية إطلاق نار خلال اليومين الماضيين، إضافة لنحو 250 عملًا مقاومًا، وحدوث عشرات المواجهات في نقاط التماس.
وأعرب عن أمله أن يكون هناك دور للجميع في الدفاع عن الأقصى، وتوّحد جميع الجبهات في ذلك، ليفهم الاحتلال أنه لن تقوم له قائمة وأنّ نهايته وزواله سيكون على يد أمة حية تدافع عن المسجد الأقصى.
وحول المشهد السياسي الإسرائيلي، أشار إلى أنّ حكومة الاحتلال تمر بأزمة داخلية وتريد الخروج منها بمعركة خارجية، وهذا ما جعل المقاومة بغزة لا تنجر للمخطط الإسرائيلي لأنها هي من يحدّد ساعة الصفر التي ستردُّ من خلالها على كل التجاوزات الإسرائيلية بحقّ الأقصى.
وبشأن غياب السلطة عن المشهد في القدس، أكد أنّ السلطة لا تزال مكبّلة باتفاقية أوسلو الجائرة ضد الشعب الفلسطيني، وفي اللحظة التي تلغي فيها اعترافها بـ(إسرائيل) فإنها ستعود إلى طريق الشعب والمقاومة، مُردفًا أنّ شعبنا لا يرى بعد "سيف القدس" حاميًا له سوى المقاومة، ويعتمد عليها في الدفاع عنه.