فلسطين أون لاين

معركتنا مع الاحتلال لا البوابات

حذرت وزارة الخارجية الأمريكية للمرة الثالثة على التوالي من احتمالية وصول الأوضاع في مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى نقطة الانفجار والتصعيد، وذكرت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية أن حكومتها تهيب بالجميع ضبط النفس والتراجع عن حافة العنف، والالتزام بالوضع الراهن، مؤكدة أن "الوضع الراهن" لا يشمل وجود أجهزة الكشف عن المعادن، وإجبار المصلين على المرور عبر هذه الأجهزة.


التحذيرات المبكرة للخارجية الأمريكية تشير إلى قوة الرد الفلسطيني على جريمة إغلاق المسجد الأقصى، ومحاولة الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع جديد بالبوابات الإلكترونية، الأمريكان يحذرون، وبعض قادة الاحتلال يصرخون ويستنكرون إصرار الحكومة على دفع ثمن باهظ من الدماء الإسرائيلية من أجل وضع بوابات لا لزوم لها.


بنيامين نتنياهو بعكس التوقعات أبقى على البوابات يوم الجمعة وما بعده؛ فدفع مستوطنو (حلميش) الثمن، ربما أراد نتنياهو أن يعرف مقدار استعداد الفلسطينيين للدفاع عن أقصاهم، وما المدى الممكن للعبث بمقدسات المسلمين، ولكنه أدرك أن مكانة الأقصى في قلوب الفلسطينيين لم تتغير ولم تتبدل، وأن الغضب قد تجاوز القدس وفلسطين ووصل إلى كل المسلمين في العالم.


أما التحذيرات الأمريكية والمطالبة بإزالة البوابات الإلكترونية فهي غير كافية لوقف التصعيد وتدهور الحالة الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أمعن كيان الاحتلال في استفزاز المسلمين بالاقتحامات شبه اليومية للمستوطنين ونواب الكنيست وقادة الاحتلال وغيرهم للأماكن المقدسة، وأيضًا باستمرار العمل على تغيير معالم القدس في سبيل تهويدها وتغيير الخريطة الديمغرافية فيها.


الشعب الفلسطيني يرفض الاحتلال الإسرائيلي جملة وتفصيلًا، ولن يهدأ حتى تحرير آخر شبر من فلسطين، ولكن من أجل هدوء مرحلي لا بد من أن يحيا الشعب الفلسطيني (في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والمناطق المحتلة عام 48) حياة مثله مثل باقي البشر، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي وحكام العرب أن يرتقوا بأدوارهم إلى حجم المأساة التي حلت بفلسطين، وكانوًا سببًا أساسيًّا فيها، وأن يكفوا عن لعب دور رجل الإطفاء، متى اشتعلت المناطق تحت أقدام الصهاينة، فالمطلوب منهم حل القضية الفلسطينية، وليس حل مشاكل المحتل الإسرائيلي.