فلسطين أون لاين

تقرير زينب القواسمة تنسج بالحجارة قصصًا وذكريات

...
زينب القواسمي إلى جانب بعض أعمالها
غزة/ هدى الدلو:

كما يقال دائمًا في بلادها لكل حجر حكاية وألف ذكرى، رأت زينب القواسمة أن استخدام الحجارة المختلفة سواء الصخرية أو الناعمة الرملية يعد تعبيرًا قويًا وجميلًا يمكن فهمه من منظور يختلف بين شخص وآخر كيفما يتخيله.

اتخذت طالبة الهندسة المعمارية من الحجارة عنصرًا أساسي للوحاتها التشكيلية، وخطت لكل حجر حكاية وذكرى، ولكل مناسبة لوحة، ولكل قضية فكرة من خلال فن التشكيل بالحجارة.

مشوار الشابة العشرينية التي تقطن مدينة الخليل بدأ منذ نعومة أظفارها، حيث كانت تعمل على صناعة القطع الفنية من المواد الخام التي تتوفر حولها لتبهر من حولها ما تنجزه يداها، ليطلقوا عليها لقب "الفنانة الصغيرة"، فعكف أهلها على تطوير موهبتها في الرسم من خلال توفير الأدوات التي تحتاجها، إلى جانب إلحاقها بمراكز تعنى بهذا الغرض.

تقول القواسمة لصحيفة "فلسطين": "تطوير الموهبة لم يتم دفعة واحدة، بل بالتدريج من خلال عملي على صناعة الهدايا والقطع الفنية ابتداء من الإكسسوارات والمطرزات، وانتهاء بصناعة اللوحات من الأحجار".

ولطالما كان الحجر رمزًا للمقاومة الفلسطينية بأبسط طرقها، حيث عبر على مر الزمان عن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ومحاولته بشتى الطرق للمقاومة، فاستمدت من الحجارة مصدر إلهام لفنها وتشكيل لوحاتها لتخلد أجمل القصص والذكريات بطريقة مميزة. 

وتضيف القواسمة: "فالحجر رغم قسوته وصعوبة تشكليه إلا أنه بالنسبة للفنان فنٌّ فإنه حينها يحمل وجهة نظر مختلفة، وفكرتي من استخدامه محاولتي إيصال فكرة لمن حولي بضرورة رؤية الأشياء بطريقة مختلفة وإبراز ما هو جميل في الأشياء البسيطة والعادية، فالحجر رغم جموده تمكنت من إيصال أجمل الأفكار عند تشكيله في اللوحات الفنية.

ويعد الفن التشكيلي أداة مهمة للتعبير عن النفس وتطوير الشخصية بأساليب متعددة يختلف فهمها من شخص لآخر، لافتة إلى أن فن التشكيل بالحجارة قد لا يبدو مشهورًا في المجتمع الفلسطيني، ولكنها عملت على تسخير إمكانياتها لخدمة قضيتها ووطنها، وفي بعض اللوحات اختارت الأردن وفلسطين محورًا للوحاتها لتدلل على مدى ترابط الشعبين مع بعضهما ببعض.

وتبين أنها تستخدم الحجارة بأشكال وأحجام مختلفة وكذلك ألوانها، وتعبر عنها بأساليب مختلفة كوجوه أشخاص في اللوحة وغيرها وترافقها خطوط لتكتمل رسالة لوحتها. 

وتتابع القواسمة حديثها: "ولطالما آمنت بفكرة التعدد في الدراسة والأفكار والمواهب، اتجهت لدراسة الهندسة المعمارية لبناء شخصية تجمع بين العلوم والفنون على حد سواء، وقد ساعدتني الهندسة في تطوير مجال العمل في اللوحات، من خلال زيادة إدراك النسب المختلفة وتطوير مهارة الرسم الحر وغيرها" .

وقد نالت لوحة الهجرة الفلسطينية عام ١٩٤٨ إعجاب العديد من مشاهديها، حيث عبرت بأبسط الطرق عن هجرة عائلة من فلسطين حاملين مفتاح العودة الذي لم ولن يتخلى عنه الفلسطيني ما حيي.

وتحمل لوحاتها العديد من الأفكار من أهمها تلك التي تعنى بالقضية والتراث الفلسطيني، "وأيضًا لا أنسى أن الشعب الفلسطيني رغم الألم والصعوبات هو شعب طموح متفائل، لذلك لا تخلو اللوحات من الأفكار الخاصة بمناسباتهم الاجتماعية من أعراس وميلاد وغيرها "، وفق حديث القواسمة.

وتطمح في استمرارها بالسعي نحو تطوير موهبتها، وإيصال أفكار لوحاتها إلى العالم بأسره، إلى جانب تنمية مهنتها في الهندسة، وتخطي الصعاب لتتمكن من دمج مجال دراستها مع موهبتها الفنية.