فلسطين أون لاين

​"حالة غضب تركي تجاه (إسرائيل) تزداد يومًا بعد آخر"

أوزجان لـ"فلسطين": لدى أنقرة أوراق قوة تستطيع تحريكها لنصرة الأقصى

...
أنقرة- غزة/ يحيى اليعقوبي

قال المحلل السياسي التركي، مصطفى أوزجان: إن لدى بلاده أوراق قوة تستطيع تحريكها تجاه ما يحصل بالقدس، خاصة أن تركيا ترأس منظمة التعاون الإسلامي خلال العام الماضي والحالي وتستطيع طرح قضية القدس للنقاش في أروقة المنظمة، وكذلك طرح القضية في الأمم المتحدة.

وأضاف أوزجان لصحيفة "فلسطين" بأن هناك مساحة تستطيع تركيا من خلالها الضغط على (إسرائيل)، وذلك بتقليص العلاقات السياسية والاقتصادية معها، واستنكار إجراءاتها، وتأليب مشاعر بلدان إسلامية عليها، لأن قضية فلسطين لكل المسلمين وليس للعرب وحدهم".

وتابع: "بأن بلاده قوة اقتصادية وسياسية لا يستهان بها، وهي قريبة إلى الشرق الأوسط بحكم الجغرافيا، ويمكن أن تلعب دورا كبيرا تجاه القضية الفلسطينية".

إلا أنه ذكر أن هناك معادلات قائمة كتقليص بعض الدول العربية علاقتها مع تركيا، مما أثر على دورها تجاه القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن محاولة الانقلاب "الفاشلة" التي تعرضت لها تركيا في يوليو/ تموز 2016م أثرت سلبا على علاقة تركيا بدول الاتحاد الأوروبي.

بيد أنه أشار أن لدى تركيا علاقة قوية مع دول إسلامية غير عربية، مشيدا بمواقف الشعب الفلسطيني المتضامن مع تركيا قبل وبعد حادثة الانقلاب، فهي "علاقة أزلية متينة".

أوزجان، قال كذلك: "إن تركيا تتخوف بشكل كبير من استمرار انتهاكات سلطات الاحتلال بالمسجد الأقصى"، موضحا أن قضية القدس عالمية ومحورية بالنسبة للعرب والمسلمين الذين يهتمون بقضية القدس ومن بينهم تركيا التي حكمت فلسطين.

وبين أن تركيا ترقب بعناية شديدة ما يجري بالقدس وفلسطين، قائلا: "إن الشعب التركي بكل تياراته السياسية يهتم بالقضية الفلسطينية، إلا أن هذا الاهتمام متزايد اليوم لأن حزب العدالة والتنمية يسعى إلى التقارب مع البلدان المجاورة وتوطيد العلاقة معها".

وذكر أوزجان أن تركيا تستغل علاقتها مع (إسرائيل) لصالح القضية الفلسطينية، إلا أن الأخيرة لا تراعي مشاعر العرب، مبينا أن هناك حالة غضب تركي تجاه (إسرائيل) تزداد يوما بعد آخر، خاصة أن علاقة الطرفين وبعد اتفاق المصالحة الأخير بينهما هي علاقة جزئية وليست كاملة كما كانت قبل الخلاف الذي حدث بفعل الاعتداء على سفينة "مرمرة" التركية عام 2010.

وأشار إلى أن تركيا تتضامن مع بلدان عربية للضغط على (إسرائيل) لوقف اعتداءاتها على المقدسات، إلا أن حالة التشتت العربي والاقتتال الداخلي تؤثر على علاقة العرب مع تركيا ورؤيتها تجاه القضية الفلسطينية، في ظل استغلال (إسرائيل) لهذه الصراعات الداخلية العربية.