سألني الصحفي الإسرائيلي باروخ ياديد: هل تهديدات حركة حماس جدية، وهل لديها النية في قصف (إسرائيل) بالصواريخ رداً على مسيرة الأعلام؟ أو أن تصريحات حركة حماس مجرد تهديد كلامي.
قلت: بكل تأكيد، فإن اقتحمت مسيرة الأعلام الصهيونية باب العامود، وهتف الصهاينة كعادتهم: "الموت للعرب"، وعاثوا فساداً في باحات المسجد الأقصى، فقصف (تل أبيب) هو الرد المناسب الذي تجمع عليه غرفة العمليات المشتركة في غزة، فالرد على العدوان ليس فعل حماس وحدها، وإنما هو فعل وطني مقاوم، ولدى الشارع الفلسطيني بشكل خاص، والشارع العربي الإسلامي بشكل عام، غضب شديد، وثورة عنيفة في داخلهم ضد المتطرفين الصهاينة، الذي سيدنسون أقدس مقدساتهم الإسلامية، ويعتدون على المسجد الأقصى رمز عقيدتهم.
قال الصحفي الإسرائيلي باروخ ياديد: إذن نحن أمام جولة جديدة من التصعيد؟
قلت: هذه حقيقة قائمة، تقف من خلفها الحكومة الإسرائيلية، التي تحاول أن تفرض حقائق جديدة على أرض القدس، وتحاول أن تكسب صوت الناخب اليميني المتطرف، ولا أعزل زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينت إلى مستوطنات الضفة الغربية عن هذا التوجه الحزبي، وهذا ما يرفضه الفلسطينيون، فالصمت على اقتحام الأقصى، والتباطؤ في الرد، يعدان تشجيعاً للمتطرفين الصهاينة على مواصلة تهويد المقدسات الإسلامية، ولنا في السنة الماضية أسبقية، فحين نفذ المتطرفون الصهاينة مسيرة الأعلام، نفذت المقاومة تهديداتها، وضربت بسيف القدس.
الصحفي الإسرائيلي باروخ ياديد مقتنع أن القدس مركز التوافق بين الإسرائيليين، وهناك إجماع بين المعارضة والحكومة على أن القدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل، وأن مسيرة الأعلام الإسرائيلية جزء من فرض السيادة، وأي تراجع عن مسيرة الأعلام، قد يعني الاستسلام للشروط العربية، ويرى أن حركة حماس ملزمة أمام المقدسيين بتنفيذ تعهداتها، وقد صب الزيت على نار المواجهة قرار المحكمة الإسرائيلية السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى.
وأضاف: الشرطة الإسرائيلية تستعد لكل السيناريوهات، ليس في القدس فقط، ولا في المسجد الأقصى، وإنما في كل المدن العربية في إسرائيل، تحسباً لمواجهات قادمة، ولا يعزل مناورات الجيش الإسرائيلي في الشمال والجنوب عن فكرة المواجهة، التي تصب في الاتجاه نفسه، بما في ذلك اغتيال أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، كل ذلك سيؤثر في قرار محور القدس في الأيام القادمة.
لقد استنتجت من حديث الصحفي الإسرائيلي أن أعداءنا الإسرائيليين يتحسبون لقادم الأيام، ويستعدون للمعركة بشكل لا يقل عن استعداد الفلسطينيين، وأنهم يتوقعون معركة على أكثر من جبهة، وأن المعركة ستكون معركة كسر عظم، لها ما بعدها من متغيرات، وقد رفض قادة الكيان حرف مسيرة الأعلام عن مسارها، كما طالب بذلك الوسطاء، بل قسموا المسيرة إلى مسيرتين وفق شعائرهم الدينية، سيشارك في المسيرة الأولى 8000 ذكر، وستمر من باب العامود، وسيشارك في المسيرة الثانية 8000 أنثى، وستمر من باب الحديد، عبر الحي الإسلامي ومنطقة باب الخليل.
نحن الفلسطينيين لا مفر لنا من قدرنا، لهذا اليوم اصطفانا الله، وليس لنا والله إلا الصبر والجلد في المواجهة، وإرادة الله ستمضي رغم أنف الأعداء.
ملحوظة: معركة سيف القدس 2 لن تقف عند حدود قطاع غزة وصواريخها.
معركة سيف القدس 2 سيشارك بها شمال الضفة الغربية وجنوبها، ويشارك بها أهل القدس وفلسطينيو الـ48، وسيشارك بها لبنان والعرب والمسلمون في كل مكان.
معركة سيف القدس 2 معركة بين الحق والباطل، وبين الكفر والإيمان، ولن يشارك بالمعركة أيّ خوّار جبان.