بالرغم من التحذيرات التي أطلقتها المقاومة في غزة، إلا أن حكومة الاحتلال الصهيوني مازالت تُصر على إقامة مسيرة الأعلام الاستفزازية في مدينة القدس التي ستمر من باب العامود والبلدة القديمة وصولاً إلى حائط البراق، فهل نحن على أعتاب سيناريو جديد مماثل لمعركة «سيف القدس» عام 2021؟
ففي العام المنصرم عندما لوح الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه بتنظيم مسيرة الأعلام ودخولها باحات المسجد الأقصى، كان للمقاومة كلمة هددت فيها العدو وقطعان مستوطنيه بأن خروج المسيرة واستباحتها للأقصى ستؤدي إلى فتح النار من كل صوب وحدب، فلم يخضعوا لتلك التهديدات وأقاموا مسيرتهم، وبالتالي نفذت المقاومة تهديداتها وامطرت القدس وتل الربيع برشقات كبيرة من الصواريخ، حيث فروا منها كالجرذان وكانت الشرارة الأولى لبدء معركة «سيف القدس» التي أدت إلى كسر شوكة حكومة نتنياهو واطاحت بها.
وجاءت حكومة التغيير برئاسة نفتالي بينيت خلفاً لحكومة نتنياهو، الحكومة الأضعف في تاريخ الكيان الصهيوني كونها تعاني من مرض الكُساح وتقف على قدم واحدة منذ تشكيلها في يونيو/حزيران 2021وحتى يومنا هذا، فهي لم تسقط حتى اللحظة لكن في حال خروج أي عضو منها سيؤدي إلى انهيارها على الفور، وقد يكون الحل الذهاب إلى انتخابات خلال الأشهر المقبلة. نتنياهو بدوره يستعد للانقضاض بكل قوة على الحكومة الحالية محاولاً إقناع الشارع الصهيوني بأن أسباب بقاء هذه الحكومة قد أُفنيت وانتهت. لذلك نجد أن تحريك مسيرة الأعلام تأتي بحراك منه ومن عضو الكنيست ايتمار بن غفير للتعجيل في القضاء على حكومة بينيت الائتلافية.
وتعتزم جماعات الهيكل اليهودية المتطرفة إحياء ما يسمى بيوم «توحيد القدس العبري» من خلال اقتحامها للمسجد الأقصى وبمسيرة أعلام ضخمة، بهدف تعويض الفشل الذي مُنيت به في مايو/آيار 2021بفعل رشقات صواريخ المقاومة، التي جاءت ردًا على جرائم العدو الصهيوني في القدس.
أعتقد بأن مسيرة الأعلام المزمع تنظيمها، تُعد محاولة فاشلة من الاحتلال الصهيوني لاستعادة سيادته في القدس، ومن الواضح جداً أنه يريد الدفع بالوضع نحو التصعيد ، وبالتالي سيفقده السيطرة بشكل أكبر على المدينة. لا سيما وأن تهديدات المقاومـة لا بد أن تكون حاضرة عنده على محمل الجد.
وحول السيناريوهات المتوقعة، ممكن أن يتم إلغاء مسيرة الأعلام أو تغيير مسارها وبالتالي ستفقد معناها ورمزيتها بالنسبة للاحتلال، وبالتالي ستفشل للمرة الثالثة على التوالي. أما السيناريو الثاني وهو الأرجح، أن يُصر الاحتلال على إقامة المسيرة، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى انفجار الوضع واندلاع مواجهة شاملة.
ويبقى السؤال، هل ستنظم مسيرة الأعلام في موعدها، أم أن تهديدات المقاومـة الفلسطينية ستكون حاضرة وبالتالي سيتم العمل على إلغائها؟