فلسطين أون لاين

خلال مهرجان بالجامعة الإسلامية في ذكرى النكبة و"سيف القدس"

المصري: السلطة أمام مسؤولية وطنية وأخلاقية في قضية "أبو عاقلة"

...
النائب مشير المصري يلقي كلمة خلال المهرجان - تصوير/ محمود أبو حصيرة
غزة/ ربيع أبو نقيرة:

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، النائب مشير المصري: إن السلطة برام الله أمام مسؤولية وطنية وأخلاقية لتقدم ملف جريمة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية شيرين أبو عاقلة أمام المحاكم الدولية و"إلا فإن شعبنا لن يغفر، والتاريخ لن ينسى".

وطالب المصري خلال مهرجان نظمه مجلس طلبة الجامعة الإسلامية بغزة في ذكرى النكبة ومعركة "سيف القدس" السلطة بـ"ألا تتخاذل هذه المرة عن تقديم ملف أبو عاقلة أمام المحكمة الجنائية الدولية، وألا تجعل قضيتها كقضية تقرير غولدستون، وألا تسحب التقارير التي تدين الاحتلال من أمام المحاكم الدولية".

وثمن جهود الصحفية "أبو عاقلة" في فضح جرائم الاحتلال، معتبرا اغتيالها تجاوزا لكل الأعراف الدولية وجريمة كبرى وانتهاكا صارخا لمهنة الصحافة وحقوق الإنسان، وتأكيدا على محاولات الاحتلال للتغطية على جرائمه المتتابعة بقتل ناقل الحقيقة.

وقال المصري إن الاحتلال حاول النيل من أيقونة الصحافة "أبو عاقلة" وممن يقف خلف الإعلام الحر والمهني الذي يكشف حجم الإرهاب والجرائم الإسرائيلية المتصاعدة بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.

وحيا روح الشهيدة "أبو عاقلة"، والصحافة الحرة وقناة الجزيرة وكل القنوات التي تنحاز إلى الحق الفلسطيني، داعيا إلى وقفة وطنية مسؤولة للدفاع عن دماء الصحفيين، مشددا على أن دماء أبناء شعبنا ودماء "أبو عاقلة" أمانة في أعناقنا ومقاومتنا، وسيدفع الاحتلال ثمن حماقاته كبيرا.

ولفت إلى أن "أبو عاقلة" كشفت زيف الاحتلال في حياتها وبعد مماتها، وهي تنقل الحقائق عبر كلمتها وتقاريرها، وبعد مماتها يوم أن لاحق الاحتلال تابوت جثمانها ليؤكد على حجم إرهابه.

رهان خاسر

وقال المصري: "ما بين ذكرى النكبة وانتصار سيف القدس، معركة تسببت في نكبتنا ومعركة جاءت بعد عقود لتثبت وهن كيان الاحتلال، وأن رهانه بأن الكبار يموتون والصغار ينسون رهان باطل وخاسر".

وأوضح أن شعبنا بعد ما يربو عن 7 عقود انطلق ليجدد مقاومته بآليات ووسائل جديدة ويؤكد بالفعل قبل القول إن هذا الاحتلال وإن طال عمره فهو إلى زوال واندثار، مردفا "نقف اليوم بعد 74 عاما لنؤكد أن الأرض أرضنا وأن القدس قدسنا وأن البلاد بلادنا وأن هذا العدو سيهزم بإذن الله".

وأضاف أن معركة "سيف القدس" غيرت مجرى الصراع، واستطاعت من خلالها المقاومة أن تدير المعركة بكل حكمة واقتدار، مردفا "قبل عام وفي مثل هذه الأيام كانت المقاومة تقول للعدو إن عهد الانهزام ولى دون رجعة، وإننا اليوم في زمن التحرير والانتصار".

وأردف "يومها ظن العدو أنه قادر على استباحة المسجد الأقصى بمسيرة الأعلام بكل تبجح، دون أن يدفع ثمن حماقته، فكان الإنذار الأخير من قائد المقاومة محمد الضيف بأن أمامكم ساعة وإلا ستروا ما لم تسمعوا، فكانت ضربات المقاومة بوحدة موقفها وصواريخها في قلب القدس لتفشل مخططاته".

وأكمل القيادي في حركة حماس: "اليوم ظن العدو أنه قادر على استباحة الأقصى من خلال ذبح القرابين كمقدمة للتقسيم الزماني والمكاني وتنفيذ مخططاته الجهنمية لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، وراهن على تنفيذ مسيرة الأعلام ظانا أن المقاومة وشعبنا يمكن أن يمررا ذلك دون أن يجدد سيف القدس مرة أخرى".

وشدد على أن ذبح القرابين على بوابات المسجد الأقصى يعني ذبح المستقبل السياسي لرئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت ووزير جيشه بيني غانتس "فعليهما أخذ العبرة والعظة من بنيامين نتنياهو (الرئيس السابق للحكومة)".

وأكد أن كل تهديدات الاحتلال برفع الأعلام وذبح القرابين سقطت أرضا وفشلت، فلا قرابين ذبحت ولا أعلام رفعت "وذلك يؤكد أن تهديد المقاومة إنما هو صناعة الرجال وإنما هو فعل الأبطال الذي يزلزل هذا الكيان".

ولفت إلى أن تهديدات الاحتلال لا تخيفنا ولا ترهبنا، وشعبنا لا يزال يعيش آثار معركة "سيف القدس" وهو يصول في كل أماكن تواجده في غزة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، مشيرا أن كل شعبنا اليوم يؤمن بأن خيار المقاومة والثورة هو الخيار الكفيل بإنهاء النكبة واسترداد أرضنا ومقدساتنا من دنس المغتصبين.

وأشار إلى أن معركة "سيف القدس" لا يزال شعبنا يعيش آثارها من خلال وحدة المقاومة عبر غرفة العمليات المشتركة التي لم تعد حكرا على غزة، بل بدأت تتجسد في جنين وكل الضفة الغربية "لنذيق الاحتلال وبال أمره".

وحذر من أن إقدام الاحتلال على أي جريمة اغتيال لقائد من قادة المقاومة "فإن بركانا قادما وزلزالا سيزلزل أركان العدو، وسيرى أن معركة سيف القدس إنما هي نزهة بما سيراه في المعارك القادمة".