فلسطين أون لاين

​هتافات المقدسيين ضد عباس .. تعبير عن الغضب الكامن تجاه سياساته

...
القدس المحتلة / غزة - يحيى اليعقوبي

هتافات ومسيرات غاضبة، شهدتها مدينة القدس المحتلة وصلت لساحة الإمام الغزالي المقابلة لباب الأسباط، مساء أول أمس، في ظل إغلاق سلطات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، خصص جزء منها لدعم فصائل المقاومة وخصوصا كتائب القسام وقائدها محمد الضيف والتي كان لها كلمتها بتهديد الاحتلال بالتصعيد إن استمرت انتهاكاته بالأقصى.

في المقابل، تركزت الهتافات الغاضبة ضد رئيس السلطة محمود عباس الذي استنكر العملية البطولية التي نفذها ثلاثة شبان من عائلة "جبارين" قرب المسجد الأقصى الجمعة الماضية، وبعد ذلك أطبق صمتا ولم يسمع له أي صوت لما يحدث بالأقصى.

رئيس السلطة الذي زار الصين، خلا خطابه هناك مما يجري من أحداث في الأقصى، "وكأنه رئيس سلطة لشعب آخر" وفق باحثين في شؤون القدس.

على إثر ذلك، كان الرد من باحات المسجد الأقصى من خلال هتافات غاضبة نظرا لمواقف عباس السلبية تجاه ما يجري، والتي توجها باتصال هاتفي مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إذ إن المفترض أن تكون الاتصالات بينهما متوقفة، لاستنكار عملية "الأقصى" كما يضيف الباحثون.

نتاج مواقف

الباحث في شؤون القدس ناصر الهدمي يقول: "إن حالة الغضب المقدسي على عباس، هي نتاج مواقفه السلبية من قضية القدس"، مبينا أنه لا يمكن غض الطرف عن ما يجري بالقدس، وأن يكون له موقف واضح وصريح تجاه هذه القضية".

وأضاف الهدمي لصحيفة "فلسطين": "إن عباس التزم الصمت تجاه ما يحدث بالقدس حتى لا تشوه صورته عند سلطات الاحتلال، فضلا عن أنه لا يرعى شؤون واهتمامات الشارع المقدسي، لذلك كان هذا التفاعل المقدسي ضده".

ورأى أن عباس فقط يهتم بأن يحافظ على نفسه أمام سلطات الاحتلال وأمريكا "الذين يعادون الشعب الفلسطيني"، عادّا ذلك "قضية خطيرة تعبر أن هذا الرجل ليس لديه استعداد للعمل من أجل شعبه، خاصة أنه لم يحترق من أجل القدس والمقدسات طيلة تاريخه فهي ليست من أولوياته، بل استغل هذه القضية حينما كان يضيق به الحال سياسيًا"، وفق تعبيره.

واتهم الهدمي، السلطة في رام الله "بالتآمر على القدس وخذل قضيتها، منذ توقيع اتفاقية "أوسلو" عام 1993، "التي جعلت القدس لقمة سائغة بيد الاحتلال، وأنها اهتمت بالحفاظ على وجودها أكثر من اهتمامها بتحرير فلسطين، كما تغاضت عن الاهتمام بالحفاظ على عروبة القدس والمسجد الأقصى".

وبين أن القدس تعاني من نتائج أوسلو، "التي قدمت القدس على طبق من ذهب للاحتلال كي يفعل ما يشاء بالاعتداء على المسجد الأقصى"، مبينا أن الاتفاقية "كبلت الفلسطينيين وتركت السبيل مفتوحا للاحتلال ليفعل ما يشاء".

غضب عام

مدير مركز إعلام القدس محمد صادق يقول من جانبه: "إن هناك حالة غضب عام بفلسطين ومدينة القدس خاصة تجاه عباس، ورموز في السلطة وحركة فتح، إذ صرح بعضهم أن حائط البراق تابع لسيادة الاحتلال"، في إشارة منه لتصريح سابق لعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب.

وأضاف صادق لصحيفة "فلسطين": "إن هجمة الاحتلال على الأقصى جاءت بعد تصريحات سلبية لقيادات في السلطة تجاه قضية القدس، لذلك يعتقد المقدسيون أن إجراءات الاحتلال غير منفصلة عن تلك التصريحات، موضحا أنه كان الأصل أن يعلن عباس أن القدس منطقة منكوبة، أو يعلن الحداد والغضب في كافة أرجاء الضفة الغربية.

وتابع: "إن شبان القدس يستغربون كيف لرئيس السلطة السفر للصين في غمرة أحداث ساخنة بالمسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن الشارع المقدسي يعاني من اتفاقية أوسلو التي أرجأت قضية القدس لما يسمى "مفاوضات الحل النهائي".

وحول تواجد أجهزة أمن السلطة بالقدس، قال: "إن من يظن أن أجهزة أمن السلطة لا تعمل بالقدس هو مخطئ، إذ إن الفرق بين عملها بالقدس وعملها بمدن الضفة، أنها بالقدس لا تقوم بعملية اعتقالات، وإنما كتابة تقارير ضد أشخاص مقدسيين تمهيدا لرفعها للأجهزة الأمنية بالضفة، التي تزود الاحتلال بها ومن ثم تتم عملية اعتقال المقدسيين من قبل الاحتلال"، حسب تأكيده.

وأشاد بدور أهل الضفة بدعم انتفاضة القدس قبل عام ونصف، حينما انطلقت شرارتها في الأول من أكتوبر/ تشرين أول عام 2015م، مؤكدا أن الانتفاضة لن تنتهي مهما بلغ حجم التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، حتى وإن حدث مد وجزر في تصاعدها وانخفاضها.

وأكد فشل إجراءات أجهزة أمن السلطة في وأد الانتفاضة، قائلا: "إن الشعب هو من يقرر وليس القيادة، وإذا ما قرر الخروج في كافة المدن فلن يوقفهم التنسيق الأمني".