فلسطين أون لاين

حمَّلت الاحتلال المسؤولية الكاملة وطالبت بتحقيق دولي

تقرير أطر صحفية: اغتيال أبو عاقلة لن يثنينا عن أداء رسالتنا وتوثيق جرائم الاحتلال

...
تصوير/ محمود أبو حصيرة
محافظات-عمان/ أدهم الشريف:

قالت أطر ومؤسسات صحفية وإعلامية فلسطينية وعربية وناشطون: إن اغتيال قوات الاحتلال الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين، لن يثنيها عن أداء رسالتها في توثيق جرائم (إسرائيل) بحق الشعب الفلسطيني.

وبينما اعتصمت الأطر والمؤسسات الصحفية في غزة، أمس، ضد جريمة الاغتيال شهدت مدن ومحافظات الضفة الغربية فعاليات منددة أيضًا، شارك فيها صحفيون ونشطاء وآخرون.

أمام فندق المتحف في غزة حيث يتواجد سفراء الاتحاد الأوروبي وممثلو الأمم المتحدة واليونسكو، طالب المعتصمون بإجراء تحقيق دولي لكشف تفاصيل جريمة الاغتيال ومحاسبة قوات الاحتلال عليها.

وأعلن في غزة أمس، عن فتح بيت عزاء لاستقبال التعازي بعد اغتيال الزميلة أبو عاقلة.

واستشهدت أبو عاقلة فور إصابتها برصاص جنود الاحتلال في منطقة الرأس (أسفل الأذن)، أثناء تغطيتها الصحفية لاقتحام مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، صباح أمس، تزامنًا مع ذكرى العدوان العسكري على غزة السنة الماضية، والذي دمرت مقاتلات جيش الاحتلال خلاله مقر قناة الجزيرة بالكامل بعد قصفها برج الجلاء.

ولم تشفع لها سترة الصحافة التي كانت ترتديها ومعها الخوذة أيضًا، الأمر الذي اعتبرته الأطر والمؤسسات الصحفية جريمة اغتيال متكاملة الأركان نفذها جنود الاحتلال بحق أبو عاقلة التي جاءت من القدس إلى جنين لتغطية الأحداث.

سجلٌ من الجرائم

وأكد مراسل قناة الجزيرة في غزة هشام زقوت أن اغتيال الاحتلال للزميلة أبو عاقلة جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية المتكررة بحق الصحفيين الفلسطينيين.

وأضاف زقوت خلال الاعتصام أمام مقر المتحف أن جنود الاحتلال اغتالوا أبو عاقلة بدمٍ بارد خلال تغطيتها الصحفية لاقتحام مدينة جنين، لقد كانت شاهدة على جرائمه وشهيدة برصاص الاحتلال.

وتابع: أن عملية الاغتيال تؤكد أن الاحتلال يستهدف الإعلام ويسعى إلى تغييب الصوت والصورة الفلسطينية ومنع الإعلام من أداء رسالته.

وحملت قناة الجزيرة حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن اغتيال أبو عاقلة بدمٍ بارد.

وبينت القناة أنها مصرة على ملاحقة مرتكبي جريمة اغتيال مراسلتها أبو عاقلة، وستسعى لملاحقتهم في المحافل الدولية.

وشدَّد زقوت على أن الاغتيال لن ينال من إرادة وعزيمة الصحفيين الفلسطينيين، ولن يستطيع الاحتلال "منعنا من التغطية وإيصال الحقيقة للعالم".

وقال مستشار المكتب الإعلامي الحكومي د.تيسير محيسن: إن جريمة الاحتلال بحق أبو عاقلة ليست الأولى وهي تثبت مواصلة الاحتلال في مسلسل جرائمه في الأراضي الفلسطينية.

وأكد محيسن في كلمة خلال الاعتصام، أن أبو عاقلة لم تكن الصحفية الأولى أو الأخيرة التي يستهدفها الاحتلال في الأراضي المحتلة، ونتوقع استمرار جرائمه في محاولة من الاحتلال لطمس الحقيقة.

وبين أن المكتب الإعلامي الحكومي رصد منذ بداية 2022، أكثر من 290 استهدافا للصحفيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بينها 51 بشكل مباشر.

وطالب العالم بأن يكون منصفًا في التعاطي مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني.

ورفض محيسن بشدة محاولات الاحتلال ووسائل إعلامه التعمية عن حقيقة اغتيال أبو عاقلة والتشكيك بأن جنوده ليسوا المسؤولين عن ذلك، وحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة.

وقال عماد زقوت في كلمة ألقاها ممثلاً عن كتلة الصحفي خلال الاعتصام: إن اغتيال أبو عاقلة يمثل استهدافا لمنظومة الإعلام الفلسطيني، وذلك تزامنًا مع الذكرى الأولى للعدوان العسكري على غزة صيف 2021، والذي دمر الاحتلال خلاله مقرات مؤسسات صحفية.

وذكَّر بجريمة استهداف الصحفيين في غزة كما حصل مع ياسر مرتجى ويوسف أبو حسين، ومن قبلهم فضل شناعة، وهذا يثبت مساعي الاحتلال الممنهجة لطمس الرواية الفلسطينية التي توثق جرائم الاحتلال وتكشفها أمام العالم.

وأضاف أن التغطية الصحفية للأحداث الميدانية مستمرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة رغم انتهاكات الاحتلال.

من جانبه، قال رئيس لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين صالح المصري: إن استهداف الاحتلال للزميلة أبو عاقلة فاجعة كبيرة بالنسبة للوسط الصحفي، لكنه حتمًا لن ينال من عزيمة الصحفيين الفلسطينيين ومواصلتهم على التغطية الصحفية.

وأضاف المصري في كلمة خلال الاعتصام، الاحتلال اغتال عددا كبيرا من الصحفيين منذ عام 2000، لقد قتل 48 صحفيًا، ودمر 59 مؤسسة إعلامية خلال حروبه، ومنها مقر قناة الجزيرة ومكتب وكالة "أسوشايتدبرس" الأمريكية.

وتابع: الاحتلال ظن أنه بذلك سيغيب المشهد والصورة الفلسطينية، لكن الصحفيين الفلسطينيين كانوا على الدوام يرفعون شعارهم الخالد؛ بالدم نكتب لفلسطين وأن التغطية ستبقى مستمرة.

وشدد على أن المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمة مراسلون بلا حدود، بالتحرك العاجل من أجل حمل هذه الملفات التي ترتقي إلى جرائم حرب.

هجمة مسعورة

بدوره، وصف رئيس التجمع الصحفي ناصر العريني، أن هجمة الاحتلال "مسعورة جدًا" على الإعلاميين الفلسطينيين، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 مايو/ أيار من كل عام.

وقال العريني خلال الاعتصام: إننا فجعنا باستشهاد أبو عاقلة بعد أكثر من ربع عقد من العطاء كانت فيها علمًا من أعلام الصحافة الفلسطينية، مطالبًا بضرورة ملاحقة الاحتلال على جرائمه، ورفع شكاوى في المحافل الدولية لأن هذه جريمة تؤكد أن الاحتلال يستهدف الصحفيين.

من جهته، قال رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين د. خضر الجمالي: إن ما حصل جريمة بحق الصحفيين والإعلام الفلسطيني، ونحن نعيش ذكرى معركة سيف القدس وقد دمر الاحتلال مقرات المؤسسات الصحفية بغزة.

وتابع الجمالي خلال الاعتصام أن بيانات الإدانة لم تعد كافية والكل مطالب بأن يعلي صوته لملاحقة الاحتلال على سجله المليء بالجرائم، وما لم يحدث ذلك فإننا على موعدٍ جديد مع استهداف واغتيال صحفيين آخرين وغيرهم.

وعدَّ أن استهداف أبو عاقلة يعني اغتيال الحقيقة، وفي ذلك رسالة لكل إنسان حر بأن يتحرك ويعلي صوته مقابل جرائم الاحتلال.

من ناحيته، شدَّد مدير التجمع الإعلامي الفلسطيني محمد السيقلي، على أن جريمة اغتيال أبو عاقلة من أفظع الجرائم الخارقة للقوانين والأنظمة الدولية ويراد من خلالها وورائها إسكات صوت الصحفي الفلسطيني.

وتابع السيقلي خلال الاعتصام أمام المتحف، أن اغتيال الزميلة أبو عاقلة لن يغيب صوت الحق والحقيقة، ولن يحجب ثورة فلسطين عن العالم، ولن يقوى الاحتلال بقناصته وحصاره على اغتيال الرسالة الإعلامية وإيصال رسالة الإعلاميين الفلسطينيين.

فعاليات بالضفة وعمان

ونظم صحفيون وناشطون فلسطينيون، وقفات في عدة مناطق في الضفة الغربية، تنديدًا باغتيال مراسلة قناة الجزيرة، بمشاركة العشرات من طلبة جامعة بيرزيت شمالي رام الله، ورفعوا خلالها صور الزميلة الراحلة.

كما شارك عشرات الصحفيين والنشطاء في وقفة على دوار المنارة، وسط مدينة الخليل، جنوبي الضفة، رفعوا خلالها صورة الزميلة أبو عاقلة.

وأمام بلدية دورا، جنوبي الضفة الغربية، نظّم موظفو البلدية وقفة رفعوا خلالها صور أبو عاقلة.

وشارك عشرات الصحفيين الأردنيين في وقفة احتجاجية أمام مكتب قناة الجزيرة في عمّان، للتنديد بجريمة اغتيال الصحفية أبو عاقلة.

ورفع المشاركون لافتات كتب عليها: "قتل الشهود لا يقتل الحقيقة" و"شهيدة الحقيقة في فلسطين شيرين أبو عاقلة" و"الصحافة ليست جريمة".

وفي العاصمة عمان، شارك عشرات الأردنيين، أمس، بوقفة احتجاجية للتنديد بمقتل الصحفية أبو عاقلة، برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

وجاءت الوقفة بدعوة من الوسط الصحفي أمام مقر قناة الجزيرة بالعاصمة عمان.

ورفع المشاركون صورا للصحفية الفلسطينية مكتوب عليها "شهيدة الحقيقة مراسلة الجزيرة في فلسطين شيرين أبو عاقلة".

وفي كلمة له، وصف مدير مكتب قناة الجزيرة في عمان حسن الشوبكي، مقتل أبو عاقلة بـ"الجريمة المروعة".

وأشار بأن الراحلة "كانت حتى آخر لحظة من عمرها تنقل الحقيقة، وكانت أكبر الشهود على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين".

وأضاف: "شيرين ليست الضحية الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة (..) الأمر لا ينتهي إلا بزوال هذا الاحتلال الذي يستهدف الجميع".