فلسطين أون لاين

الدول العربية عاجزة عن اتخاذ مواقف لارتباطها بالتسوية

الشيخي : ما يحدث بالأقصى لم يكن متوقعًا ونستعجب صمت لجنة القدس

...
عبد الرحيم الشيخي
الرباط / غزة - يحيى اليعقوبي

قال رئيس حركة التوحيد والإصلاح بالمملكة المغربية عبد الرحيم الشيخي: إن ما يحدث في المسجد الأقصى "لم يكن مفاجئا ولكنه لم يكن منتظرا أو متوقعا بهذا الحجم وبهذا الظرف"، مؤكدا أن المغاربة بكافة أطيافهم يؤمنون بقضية فلسطين كقضية وطنية خاصة في ظل وجود حارة المغاربة في القدس.

وأبدى الشيخي في حوار مع صحيفة "فلسطين" عبر الهاتف، أمس، استياءه من حالة الصمت العربي عما يجري في القدس، والتي لم يسبق لها مثيل على مدار 20 عاما الماضية.

وتشهد مدينة القدس المحتلة منذ أعوام عمليات اقتحام مجدولة من قبل المستوطنين مدعومين بقوات من جيش وشرطة الاحتلال، وهو الأمر الذي بات يثير حفيظة المرابطين في الأقصى.

وشهدت باحات المسجد يوم الجمعة الماضية، عملية فدائية نفذها ثلاثة شباب فلسطينيين، أودت بحياة جنديين احتلاليين وإصابة ستة آخرين، اتخذت سلطات الاحتلال في أعقابها إجراءات عنصرية ضد المقدسيين بمنع الصلاة في المسجد لثلاثة أيام.

وأوضح أن المطلوب من الشعوب العربية، الوعي بأبعاد قضية القدس دائما لأن ذلك يسكبها قوة ومناعة للتصدي لمختلف المخططات، داعيا إياها للقيام بمختلف الأنشطة والفعاليات التي تمكن من صمود المقدسيين، والمبادرة باتخاذ مواقف جريئة لرفع هذا الظلم.

وقفات احتجاجية

وشهدت المدن المغربية الكبرى، وقفات احتجاجية تنديداً بالتعدي على حرمة المسجد الأقصى، ومن المقرر أن تتوج بوقفات مركزية وطنية، حسب تطورات الأحداث بالأقصى، وفقاً لشيخي، الذي استعجب من حالة الصمت المغربي الرسمي، خاصة أن المملكة ترأس لجنة القدس بمنظمة المؤتمر الإسلامي "ويجب أن يكون لها مبادرة عندما يتعرض الأقصى لهذه الانتهاكات".

وبين أن الهدف من الوقفات ممارسة نوع من الضغط على الحكومة المغربية للتحرك العاجل لاتخاذ إجراءات عملية وواضحة تجاه ما يجري بالأقصى.

وشدد على ضرورة أن تقوم المملكة بإدانة إجراءات الاحتلال التهويدية في القدس والمسجد الأقصى، والضغط على الاحتلال لوقف اقتحامات المستوطنين للمسجد، وإلزامه بالقرارات الدولية.

أما على المستوى العملي، فطالب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، بأن تبادر المملكة المغربية بعقد اجتماع للجنة القدس لتدارس الوضع في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، واتخاذ إجراءات تتفق عليها الدول الإسلامية للضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته، قائلاً إن صمت اللجنة أمام الحدث الجلل "غير مبرر وغير مفهوم".

ووصف شيخي، الدعم المقدم لمدينة القدس من الدولة العربية بأنه "ضعيف"، مضيفاً "قرار الدول العربية ليس بيدها اليوم، الأمر الذي استغله الاحتلال بغطرسته بالقدس في ظل هذه الحالة من التراجع في الواقع العربي، كي تسابق الزمن وتفرض بعض الإجراءات الميدانية".

قضية التقسيم

إلى ذلك، أشاد شيخي بدور المرابطين في القدس الذين ينوبون عن الأمة والإنسانية جمعاء في التصدي "للكيان العنصري" المدعوم بدول لا تراعي حرمة دور العبادة وقيم الإنسانية والديمقراطية.

ورأى أن ما يجري في القدس من سيطرة إدارية على المسجد الأقصى وتقييد حركة المقدسيين جزء من استراتيجية الاحتلال لتهويد الأقصى، ملفتاً إلى أن تلك التطورات "امتداد لتطور الأحداث منذ طرحت قضية التقسيم الزمان والمكاني للأقصى، الذي يسعى الاحتلال لتنفيذه في الوقت الحالي في ظل غياب أي وحدة عربية يمكن أن تضغط على الاحتلال".

إلا أنه ذكر أنه بصمود المقدسيين وبدعم الشعوب العربية لهم كفيل بصد الهجمة الإسرائيلية، الرامية إلى تفتيت عزيمة الإنسان الفلسطيني ودفعه إلى فقدان الأمل بأي حل لقضيته.

والتقسيم المكاني والزماني للأقصى، فكرة طرحها اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود تمهيدا لتهويد المسجد، من خلال تكريس سياسة اقتحام المسجد والاعتداء على المرابطين داخله، وفرض تقسيم ساحاته زمانيا بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة كمرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه لاحقا، وتغيير هويته ببناء ما يسميه الاحتلال الإسرائيلي "الهيكل الثالث" مكان قبة الصخرة.

وحول الوضع العربي، رأى شيخي أن هناك حالة عجز عن اتخاذ مواقف واضحة "لأن هناك عددا من الدول رهنت مصير انتقال ملكها لمصالحها مع أمريكا والاحتلال، وارتباط الدول العربية بمسلسل التسوية، لذلك تخشى أن تفقد مصالحها إذا اتخذت موقفا ما".

وذهب إلى القول: "كان يجب من تلك الدول المطالبة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة و"اليونسكو" التي تحمي دور العبادة وتمكن الفلسطينيين من حقهم بالصلاة بدون شروط مجحفة، وحماية المسجد الأقصى، في ظل تصاعد اقتحامات المستوطنين بأشكال مختلفة وأعداد متزايدة".

واعتبر رئيس حركة التوحيد أن صمت بعض الدول العربية وتشجيعها على ضرب المقاومة واتهام المقاومة بالإرهاب يخدم الاحتلال الإسرائيلي في الاعتداء على الشعب الفلسطيني.