فلسطين أون لاين

​محللون: أحداث القدس كفيلة بتصعيد الانتفاضة في وجه الاحتلال

...
مرابطون يتصدون للاحتلال بالقرب من باب الأسباط (الأناضول)
القدس المحتلة / غزة - رنا الشرافي

يرى محللون مختصون في الشؤون الفلسطينية، أن أحداث القدس المحتلة، والتي بدأت بالعملية البطولية يوم الجمعة الماضية، مرورًا بإغلاق سلطات الاحتلال للمسجد الأقصى، وتركيب بوابات إلكترونية للدخول إليه، وليس انتهاء بإصابة عشرات المواطنين المقدسيين ومن بينهم خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري، بأنها كفيلة بتصعيد الانتفاضة في وجه الاحتلال.

وعزا المحللون الحراك العربي الأخير ولا سيما المصري، ومن قبله المملكة الأردنية، إلى شعور العرب بخطورة الموقف، مفسرين تحذيراتهم بأنها محاولة من العرب لاحتواء الأزمة قبل أن تنفجر الأوضاع بشكل لن يقدر على تحمله أي طرف.

شعلة مواجهة

فمن جهته، يرى جهاد حمد أستاذ العلوم السياسية في جامعات الضفة الغربية، أن المسجد الأقصى وساحاته أصبحت خلال الأيام الأخيرة شعلة مواجهة بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن المساس في المسجد الأقصى يعتبر مساساً بكرامة الفلسطيني، وما يقوم به الاحتلال من انتهاكات بحق الأقصى لا سيما تركيب البوابات الإلكترونية على مداخله، قد تفجر الأوضاع إلى مواجهات على نطاق واسع".

وأشار إلى أن جنود الاحتلال يتعمدون استخدام العنف المفرط ضد الفلسطينيين الذين يقيمون صلواتهم على بوابة الأقصى، وهو ما سوف يفجر الأوضاع إن استمر لفترة أطول خاصة وأن الدول العربية بدأت تتحرك.

وقال: "بالرغم من أن التدخلات العربية محدودة إلا أنه يوجد حراك أردني ومصري وسعودي أيضاً، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، تسعى لإنهاء هذه الأزمة قبل أن تنفجر الأوضاع بشكل يخرج عن سيطرة الجميع".

ونبه إلى وجود نية مبيتة عند الاحتلال الإسرائيلي للتضييق على الفلسطينيين وتقييد حرية عبادتهم داخل المسجد الأقصى في سبيل تقسيمه زمانيا ومكانياً مثل الحرم الإبراهيمي في الخليل، وهو ما كانت أولى خطواته بالأمس القريب عندما سيطر جنود الاحتلال على مكاتب مديرية الأوقاف فيه.

واستبعد أن يتمكن الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ مخططاته ضد المسجد الأقصى في حال وجد حراكًا شعبيًا واسعًا سواء داخل فلسطين أو في الدول العربية رفضًا لممارسات الاحتلال ضد المسجد الأقصى.

انفجار وشيك

بدوره، يرى خالد عمايرة الكاتب والمحلل السياسي أن الأوضاع في المسجد الأقصى تتجه نحو انفجار من نوع خطير، وذلك بفعل انتهاكات الاحتلال الاستفزازية بحق الأقصى والمصلين على بواباته.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين":" مما لا شك فيه أن الوضع في القدس الشريف خطير جداً، ويدفع الدول العربية وخاصة الأردن ومصر اللتين تربطهما علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي إلى التحرك قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة".

وتابع: "كذلك الولايات المتحدة لن تسمح بتمادي الأوضاع أكثر، وسيسعون جميعا إلى احتواء الأزمة، لأن الأوضاع إذا انفجرت لن تقتصر على القدس فقط، فقد ينتفض الشارع العربي كله في وجه حكوماته التي لم تحرك ساكناً حتى الآن".

واعتبر أن التحذير المصري الذي خرج ليلة الأربعاء هو دليل على مدى خطورة الأحداث التي تجري في القدس المحتلة لا سيما مع إصابة إمام المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، نتيجة التعامل بالقوة المفرطة من جنود الاحتلال مع المصلين على أبواب المسجد.

قاب قوسين

وفي سياق متصل، لم يستبعد كمال علاونة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس – أبو ديس، انفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وخصوصا في القدس المحتلة نتيجة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد المصلين والمرابطين في الأقصى.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "إن الاحتلال لا يتصرف بهذا الشكل ما لم يكن متأكد من وهن الموقف العربي تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين"، مشيراً إلى أن المواقف العربية التي صدرت حتى الآن لا تزال دون المستوى المطلوب.

وتوقع أن يواصل الاحتلال وجنوده الانتهاكات بحق القدس والمقدسيين، منبهاً إلى أن اجراءات الاحتلال الأخيرة في القدس وزرع بوابات الكترونية على مداخل الأقصى هو تمهيد لتقسيمه الزماني والمكاني كما في الحرم الإبراهيمي.

وبين أن الاحتلال لن يكف عن تعدياته ما لم يلمس حراكا شعبيا فلسطينيا وعربيا شعبيا ورسميا قويا، يوصل للاحتلال رسالة مفادها أن الأوضاع قد تخرج عن سيطرة الجميع ولن يستطيع أحد تحمل تبعاتها.