فلسطين أون لاين

شكل العياش علامة فارقة في تاريخ الصراع

"المهندس".. وثائقي يستعرض سيرة الشهيد يحيى عياش

...

انطلاقاً من مسيرة المهندس الشهيد يحيى عياش النضالية، وللتعرّف إلى صفاته وشخصيته المقاومة، بثت قناة الميادين الفضائية مساء اليوم الأحد، وثائقي "المهندس"، الذي سلط الضوء على البيئة التي نشأ فيها العياش، والتي أسهمت في بناء شخصيته المقاومة، وكيف بدأ بمفرده التجارب الأولى للتصنيع العسكري.

وشكل العياش بإنجازاته علامة فارقة في تاريخ الصراع من الاحتلال الإسرائيلي، وقد حضر قبل نحو عام خلال معركة سيف القدس بالصواريخ التي نسبت اليه بسبب دوره البارز في عملية تصنيع المتفجرات وتطويرها، إذ قال الإسرائيليون عنه "لا يوجد عقل يوازي المهندس".

يمكنكم مشاهدة الفيلم مباشرة بالنقر هنا

واستضاف الفيلم عدة شخصيات، أبرزها: الشيخ صالح العاروري - مؤسس كتائب القسام في الضفة الغربية المحتلة، وزاهر جبارين - مؤسس القسام في شمال الضفة، وهيام عياش - زوجة المهندس، وعبد الحكيم حنيني -أحد مؤسسي القسام.

وكشف القيادي جبارين، خلال الوثائقي، تفاصيل الحديث الذي دار بينه وبين العياش، والذي أفضى في نهاية المطاف إلى انضمام الأخير إلى كتائب القسام.

الوثائقي عرض أيضاً كواليس عمليات التصنيع الأولى: كيف حصلت؟ وأين جرت عمليات التجريب؟ وما التعقيدات التي كانت تواجههم؟ ثم يتطرق بعدها إلى إحدى أكثر القضايا الإنسانية تأثيراً في العمق الوجداني، وهي مقام الشهادة، وعن ذلك، يتحدث مؤسس الشيخ العاروري.

وكذلك عرض الفيلم كيف كان المقاومون يتسابقون للشهادة، كساهر التمام والشيخ سليمان غيظان ورائد زكارنة وصالح نزال وعمار عمارنة وسفيان جبارين ولبيب عزام.

وفي القسم الثاني، تناول الوثائقي كيفية التحضير للعمليات الاستشهادية، والتحديات التي كانت تواجههم لإيصال الاستشهادي إلى مكان تنفيذ العملية في الداخل المحتل، والرعب الكبير الذي تركته هذه العمليات في نفوس الصهاينة.

وبسبب وطأة هذه العمليات النوعية، استنفرت قوات الاحتلال جميع أجهزتها لاعتقال يحيى عياش، إذ أصبح المطلوب الأول لدولة الاحتلال، الأمر الذي اضطره إلى الهروب إلى غزة.

وفي هذا السياق، تتحدث زوجته أم البراء بالتفصيل خلال الوثائقي عن تلك اللحظات الصعبة التي عاشتها مع المهندس حتى اغتياله.

معد ومخرج الوثائقي، عمر كايد، وصف العمل بـ"التجربة المختلفة"، لأنّه "مختلف نسبياً عن التجارب الأخرى من الناحية الإخراجية".

وقال كايد: "في هذا العمل، كنا بحاجة إلى 3 أمور أساسية؛ الأول هو الأرشيف القديم للعمليات والشخصيات والأحداث، والثاني هو إعادة تمثيل بعض المشاهد، ما يعني تحضير كل المواد اللازمة والبحث عن أماكن مشابهة لأراضي الضفة الغربية وأماكن التصنيع، والثالث هو البحث أيضاً عن شخصيات تشبه القيادات التي كانت تصنع الحدث".

وتابع: "كذلك احتجنا إلى لقطات وتصريحات للمسؤولين الإسرائيليين من الأرشيف العبري".

من ناحية المحتوى، أشار كايد إلى أنّ "الميادين كانت مهتمة جداً بأن يشارك في الوثائقي صانعو الحدث، وهم رفاق العياش ومؤسسو كتائب القسام في الضفة الغربية، وزوجته، لنتمكن ما استطعنا من أن ننقل واقعهم كما كان". 

واختتم كايد حديثه قائلاً: "لعل هذا الوثائقي هو الأقرب إلى نفسي من كل الأعمال التي أنتجتها في قناة الميادين، فللمهندس يحيى عياش وقع عميق في ذاكرتي ووجداني، وفي تشكيل عقلي وفؤادي".

وأضاف: "لقد تفتح وعيي على عمليات يحيى عياش. حين كنت نسمع بأي عملية في طفولتنا، كنا نركض في الشوارع فرحين مهللين، ونهتف لفلسطين والمهندس. كانت النساء تطل من النوافذ والشرفات، وتطلق الزغاريد وتنثر الأرز. لقد كان يحيى عياش يبعث فينا القوة والعزيمة، ويحيي أمل العودة في قلوبنا، ويرسخ فينا القيم والمعاني العظيمة".

المصدر / الميادين