قاتلت الغزية داليا نصر للوصول لحلمها بأنْ تصبح لاعبة كرة سلة محترفة، ضاعفت تمارينها اليومية، بحثت ونقبت عن أنجع الأساليب للوصول لهدفها، وكان الدافع لذلك شغفها بهذه الرياضة الذي دفعها للتدرب ذاتيًا لتصبح مدربة ثلاثة فرق في قطاع غزة.
هواية فاحتراف
نافست نصر (21 عاما) نفسها ووضعت حلم المشاركة في بطولات كرة سلة خارجية نصب عينيها، حتى بزغ نجمها مع فريقها "نادي غزة الرياضي" وحققت معه المركز الأول في بطولة طوكيو لكرة السلة كلاعبة ومدربة العام الماضي، الأمر الذي مثّل مفتاح احترافها في فريق فليج النسائي السعودي لكرة السلة مع مطلع العام الحالي.
وتُعتبر داليا أول لاعبة فلسطينية لكرة السلة تحترف في المملكة العربية السعودية وتم قيدها كلاعبة محترفة لدى الاتحاد الدولي لكرة السلة (فيبا).
كانت في عمر 14 ربيعًا حينما بدأت لاعبة سلة هاوية، ولكن مع مرور الوقت تعلّقت باللعبة وأصبحت لا تفارق الملعب، وكانت تبدي جدية كبيرة في التمرين، وهذه العزيمة والإصرار والمواصلة هي ما أوصلها لمرحلة الاحتراف التي تعيشها حاليًا.
تنخرط نصر حاليًا في اللعب مع ناديها "فليج"، بعيدًا عن الملاعب الغزية التي شهدت صولات وجولات احترافية عالية، تقول: "حينما بدأت اللعب بغزة لم يكن هناك فرق نسائية لكرة السلة، ومع الوقت انتشرت هذه اللعبة وتشكلت العديد من الفرق".
التدريب الذاتي
وتضيف نصر لـ"فلسطين": "لم أكتفِ بتمارين الفريق بل تمرنتُ مع نفسي في البيت، حتى أصبحتُ كابتن "نادي غزة الرياضي"، ومن ثم كان لديّ فضول لمعرفة أساليب تدريب كرة السلة وبدأتُ بالاطلاع عليها ذاتيًا".
واصلت نصر بخطى ثابتة لتحقيق طموحها في التدريب، حتى عُينت مدربًا مساعدًا، ومن ثم مدربة للفريق، وعلا صيتها حتى أصبحت مدربة ثلاثة فرق في قطاع غزة.
وكانت "نصر" تتابع مباريات كرة السلة لذوي الإعاقة، "تعلمتُ التدريب على تقنيات وأساليب هذه الفئة، ثم طبقتُ ذلك داخل الملعب، وجلستُ على كرسي لأحاكي الطريقة التي يلعب فيها اللاعبون، ومارست اللعب في البداية، حتى تمكنت من طريقة لعبهم وبدأت بتدريب فريق فتيات من ذوات الإعاقة".
وعن فكرة الاحتراف في أندية خارج فلسطين، تجيب نصر: "رسمتُ فكرة الاحتراف في عقلي، آمنت بأني سأكون أول لاعبة كرة سلة فلسطينية تحترف خارج الوطن، كنت أطمح أن أشارك في مباريات دولية مع منتخب فلسطين".
استطاعت نصر أن تحقق تميزًا كبيرًا في سنوات قصيرة، حتى تحقق حلمها وقُدم لها عقد احتراف في السعودية لمدة عام واحد قابل للتجديد، غمر الفرح ناديها، وأهلها، وبالنسبة لها كانت لحظة تحقيق حلم آمنت به وقاتلت من أجله.
لم تتغير عليها أجواء اللعب، حيث تخوض تدريباتها مع فريقها السعودي، بذات الزي الذي كانت ترتديه في ملاعب غزة، وتحتفي بكونها أول فلسطينية محترفة خارج وطنها.
وتُصر نصر على تحقيق نجاحات كبيرة مع فريقها الجديد، لتثبت لكل العالم أن فلسطين، وخاصة غزة، غنية بالمواهب النسوية في جميع الرياضات، ولكن الحصار المفروض عليها يحجب هذه المواهب التي تمتلك إمكانيات عالية عنهم.
وما زالت اللاعبة نصر تسعى نحو التطوير رغم أنها قد وصلت لمرحلة كبيرة من حلمها، وحظيت بالتسجيل من قبل الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة كحكم ساحة في مباريات النساء؛ إلى جانب حكم طاولة مسجل في مباريات كرة السلة الرجالية والنسائية.